إن الشباب هم اللبنة الأساسية في بناء الأمم والحضارات وزهورها المتفتحة وشمسها المشرقة. فبما لديهم من طاقات وحيوية وحماس يمكن أن ينجزوا الكثير ويساهموا في دفع عجلة التطور والتنمية في الوطن إلى الأمام. وربما لا ينقصهم للقيام بهذا الدور إلا الخبرة الكافية، والتوجيه الصحيح، وتبني أفكارهم الخلاقة لجعلها حقيقة ملموسة وواقعا مبهرا، وهنا يأتي دور المربي الناصح والراعي المسئول صاحب النظرة الثاقبة والقدرة على تفعيلهم كأدوات بناء في مجتمعهم، وشغل أوقاتهم فيما يعود على الجميع بكل خير. ونحن في بلاد شبابها ليسوا بالقليل، وأصبحنا نراهم بفضل الله ثم بدعم وتوجيه قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- نراهم اليوم يساهمون بعزمهم وجهدهم في خدمة هذا الوطن منذ باكورة أعمارهم، في مدارسهم وجامعاتهم وأعمالهم، وكذلك يمثلونه خير تمثيل في المحافل والمؤتمرات المحلية والدولية .. وذلك كله يعتبر نتيجة طبيعية وانعكاسا لذلك الاهتمام المناط بهم والحرص على تسليط الضوء عليهم وفتح باب النقاش والحوار معهم والأخذ بيدهم باكراً بغية تطويرهم والارتقاء بأدائهم وأهدافهم وبناء أفكارهم بالشكل السليم الذي يجعلها محصنة ضد أي فكر منحرف قد يحاول دسه شخص حاقد على هذا الوطن العزيز، خاصة أن الأمن الفكري لشباب الأمة هو الركيزة الأسمى والأهم لأي بناء حضاري ومستقبل أكثر إشراقا وأملا. ومن المشاهد التي تثلج الصدور وتسر النواظر رؤية هؤلاء الشباب وقد أصبحوا جزءاً لا يتجزأ ضمن مشاهد النجاح والإنجاز ولهم تلك الاسهامات في كل نشاط إيجابي، ويدفعهم لهذا الأمر الرغبة الصادقة في أن تكون لهم فرصة في رد الجميل لهذا الوطن الذي هيأ لهم مختلف سبل النجاح للظفر بالغايات الأسمى بان يشاركوا بفاعلية في التطوير للأفضل في مختلف المجالات المتاحة، وهنا أستحضر مشهدا سرني ما رأيت وسمعت فيه في احدى مشاركاتي في الحوار الوطني، حيث كانت هناك مجموعة من الطلاب والطالبات لهم مشاركات جميلة وكلمات مؤثرة مصحوبة بنظرة ذكاء وبريق أمل يبشرنا بأنهم أهل للثقة واستثمار ناجح لجهود القيادة التي تأمل منهم الكثير وهم بإذن الله أهل لذلك فيما هو خير لمستقبل البلاد، وفي مشهد آخر تحديدا خلال الأسبوع الماضي أقام قسم الطب النفسي في جامعة الدمام حملة للصحة النفسية في المستشفى الجامعي، وكم سرني حضور تلك الفعالية وابتهجت من مجهود طالبات كلية الطب المشاركات وحماسهن في عرض أفكارهن واجتهادهن في الإبداع شكلا ومضمونا، حقيقة تعلمت في ذلك اليوم أشياء جديدة وسمعت قصصا شيقة، واستمتعت بحسن الضيافة. فبارك الله في جهود شبابنا ومن دعمها ونفع بها.