نقلت صحيفة "السفير" اللبنانية، الثلاثاء، عن "مصادر أمنية مطلعة" القول: إن الأجهزة الأمريكية والسورية "بدأتا تعاوناً ثنائياً في ميدان مكافحة الإرهاب للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سورية قبل ثلاثة أعوام ونصف العام". وذكرت أن السوريين تلقوا في الأيام الماضية معلومات عن مواقع وأرتال من تنظيم دولة البغدادي (داعش) داخل الأراضي السورية، لا سيما في المناطق المتاخمة للحدود السورية العراقية في الرقة وحول مطار الطبقة الاستراتيجي ودير الزور وحلب. ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري القول: إن "المعلومات الأمريكية عن تحركات داعش وأرتالها سمحت في الأيام الماضية بشن أكثر من 122 غارة على مواقعها في يوم واحد، وهو رقم قياسي للطيران الحربي السوري، وسمحت خصوصاً بمضاعفة الهجمات ضد مقارها وتجمعات قواتها، لا سيما في منطقة الرقة وحول مطار الطبقة وريف حلب الشمالي". وذكرت الصحيفة أن العمليات السورية سمحت باحتواء هجمات داعش في المنطقة وعرقلة خطوط إمدادها نحو الغرب العراقي وتأخير هجومها على أربيل. وأضافت :"برغم أن العمليات الأمريكية السورية المشتركة ضد داعش أملتها ضرورات عسكرية عاجلة لوقف تقدمها على ضفتي الحدود السورية العراقية التي بات داعش يسيطر على جزء كبير" ، مشيرة إلى أن "استمرار تدفق قوات داعش من ظهيرها السوري سيجبر الطرفين على تعاون أوسع مجددا". من جهة أخرى، قتل قيادي في تنظيم دولة البغدادي في عملية لحزب الله اللبناني في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان، حيث كان مسؤولا عن تجهيز انتحاريين نفذوا تفجيرات في مناطق نفوذ للحزب، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء. وقال المرصد: ان "القيادي في تنظيم دولة البغدادي ابو عبد الله العراقي، قتل في تفجير عبوة زرعها عناصر حزب الله، وانفجرت اثناء مرور سيارته الإثنين، في منطقة القلمون"، مشيرا الى ان العراقي "كان قياديا في تنظيم دولة البغدادي في المنطقة، ومسؤولا عن الاعداد للعمليات الانتحارية". وأدى التفجير الى مقتل ثلاثة عناصر ارهابية آخرين، بحسب المرصد. ونقلت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للحزب الذي يشارك في المعارك الى جانب القوات السورية، عن "مصادر ميدانية" نبأ مقتل العراقي. وتعرضت مناطق نفوذ الحزب لتفجيرات غالبيتها انتحارية منذ صيف العام 2013، بعد أشهر على إعلان مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري، في النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011. وتبنت مجموعات متطرفة، بينها دولة البغدادي، هذه العمليات، مشيرة الى انها رد على مشاركة الحزب في المعارك السورية. وسيطرت قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من الحزب، على غالبية منطقة القلمون، منتصف ابريل الماضي. الا ان العديد من المقاتلين المعارضين تحصنوا في الجبال والمغاور الطبيعية في هذه المنطقة الواقعة شمال دمشق، وتمتد عشرات الكيلومترات على الحدود مع لبنان. وبعد اكثر من ثلاثة اعوام على اندلاعه، بات النزاع متشعب الجبهات لا سيما مع تصاعد نفوذ المسلحين المتطرفين، حيث تتوزع الجبهات بين النظام ومقاتلي المعارضة، والنظام والجهاديين، والمقاتلين المعارضين والجهاديين.