قُتل نحو 700 شخص وفجر مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) 16 سيارة مفخخة خلال المعارك مع مقاتلي المعارضة السورية خلال أسبوع، في وقت ارتفع إلى 43 عدد قتلى الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على مخيم اليرموك جنوبدمشق. وصد مقاتلو المعارضة هجوماً شنته قوات الرئيس بشار الأسد في حلب (شمال) مستفيدة من الاقتتال في صفوف المعارضة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ارتفع إلى 697 عدد الذين قضوا منذ فجر يوم الجمعة الثالث من الشهر الجاري وحتى منتصف يوم (أول من) أمس السبت، ذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية من جهة، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماة ودير الزور وحمص». وأشار إلى مقتل 351 مقاتلاً معارضاً «خلال اشتباكات واستهداف سيارات للكتائب وتفجير سيارات مفخخة» بينهم 53 أعدموا على يد العناصر الجهاديين. وقُتل 246 مقاتلاً من «الدولة الإسلامية» بينهم 56 عنصراً على الأقل «جرى إعدامهم بعد أسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين في ريف إدلب» في شمال غربي البلاد. وأدت الاشتباكات إلى مقتل مئة مدني، بينهم 21 أعدمتهم «الدولة الإسلامية» في مقرها الرئيسي في مدينة حلب، فيما قضى الباقون جراء إصابتهم بطلقات نارية في الاشتباكات، بحسب «المرصد» الذي قال إن «مصير المئات الذين تعتقلهم الدولة الإسلامية منذ أشهر لا يزال مجهولاً، كمثل مصير مئات الأسرى من الدولة الإسلامية» لدى الكتائب المقاتلة. وأعلن أول من أمس، عن وجود 70 جثة في مستشفيات الرقة في شمال شرقي البلاد. من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يدين جميع الأعمال والممارسات غير القانونية وكافة الانتهاكات التي ترمي إلى إرهاب المدنيين وسرقة ممتلكاتهم في مختلف أنحاء سورية وبخاصة المناطق الشمالية، حيث تستغل بعض العصابات الاقتتال الدائر بين كتائب الجيش الحر وتنظيم «دولة العراق والشام» لتقوم بمثل هذه الخروقات». ودعا في بيان «كتائب الجيش الحر إلى التعاون والتنسيق مع الجهات الثورية المدنية والمجالس المحلية لمواجهة خطر تلك العصابات، وإلقاء القبض على أفرادها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم». وتدور منذ أيام معارك بين «الجبهة الإسلامية» و «جيش المجاهدين» و «جبهة ثوار سورية» من جهة، وعناصر «الدولة الإسلامية» التي يتهمها الناشطون والمعارضة بتطبيق معايير متشددة وارتكاب ممارسات «مسيئة» تشمل أعمال القتل والخطف والاعتقال. ونفذ عناصر «الدولة الإسلامية» 16 تفجيراً انتحارياً غالبيتها بسيارات مفخخة خلال الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل عشرات المقاتلين والمدنيين، بحسب ما أفاد «المرصد» وقال مديره رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أمس: «فجر 16 انتحارياً أنفسهم خلال الأسبوع الماضي، غالبيتهم في سيارات مفخخة، في حين استخدم آخرون أحزمة ناسفة». وأضاف أن «عشرات الأشخاص لقوا مصرعهم جراء هذه التفجيرات في حلب والرقة وإدلب (شمال غرب) وحمص (وسط)»، موضحاً أن 39 مقاتلاً معارضاً قضوا السبت في تفجيرات حلب وإدلب والرقة. وقال نشطاء إن تنظيم «داعش» فجر 13 سيارة ضد قوات النظام السوري خلال الأشهر الثمانية الماضية. وأشاروا إلى أن قوات طائرات النظام لم تستهدف رتلاً كان يقوده المسؤول العسكري في التنظيم عمر الشيشاني من الرقة في شرق البلاد إلى حلب شمالاً، في حين أن الطيران قصف أمس رتلاً تابعاً ل «لواء التوحيد» التابع ل «الجبهة الإسلامية» في شمال حلب ورتلاً آخر ل «أحرار الشام» التابع ل «الجبهة» في سراقب في شمال غربي البلاد. وقال مقاتل في صفوف «حركة أحرار الشام» التي تقاتل ضد «الدولة الإسلامية»، إن عناصر هذه الأخيرة «يلجأون إلى التفجيرات الانتحارية لإرهاب الناس وإخضاعهم، وليس فقط المقاتلين». وأضاف عبر الإنترنت: «هذه التفجيرات هي أحد أشد أسلحتهم فتكاً. ومن أسباب لجوئهم إليها هو نقص الوسائل الأخرى لديهم». من جهته، قال زعيم «أحرار الشام» المسؤول السياسي ل «الجبهة الإسلامية» أمس: «أيها المفجر نفسه والله لن تنفعك طاعة أمير كفّر المجاهدين (في إشارة إلى زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي) فاستباح دماءهم. كل متبوع جاوزت به الحد فهو طاغوت تموت في سبيله»، فيما قال أحمد عيسى الشيخ زعيم «صقور الشام» ورئيس «الجبهة»: «لمن يُسأل لماذا لا تستعملوا (في الجبهة الإسلامية) المفخخات؟ لأننا نقاتل عن عقيدة فقتالهم قتال بغاة لا يجوز فيها المفخخات فالغاية الردع لا القتل». وحقق مقاتلو المعارضة تقدماً في إدلب وحلب، بينما تحقق «الدولة الإسلامية» تقدماً في الرقة التي تعد أبرز معاقلها، بحسب «المرصد». واستمرت أمس المعارك في الرقة، حيث تمكن «داعش» من بسط سيطرته على معظم أنحاء المدينة، وهي مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد. وحاول مقاتلو المعارضة التقدم في الرقة خلال الأيام الماضية، إلا أن التنظيم الجهادي شن هجوماً معاكساً مدعماً بتعزيزات استقدمها من دير الزور (شمال شرق) وتمكن من إعادة إحكام قبضته على معظم أحياء المدينة مستفيداً من خطوط الإمداد في العراق. ويتهم الناشطون «داعش» باحتجاز المئات منهم في الرقة، إضافة إلى العديد من المقاتلين المعارضين وصحافيين بينهم أجانب. وفي إدلب، حاصر مقاتلو المعارضة المئات من العناصر في مقر «الدولة الإسلامية» في مدينة سراقب، ذلك غداة سيطرتهم على غالبية المدينة. وفي حلب، حاولت القوات النظامية الإفادة من المعارك بين المعارضين والجهاديين. وقصف الطيران الحربي الأحد مدينة الباب وبلدة حريتان في ريف حلب، بحسب «المرصد». وكانت القوات النظامية سيطرت أمس على بلدة النقارين في ريف حلب مستفيدة من انشغال المقاتلين بالمواجهات مع «داعش»، إلا أن «المرصد» أفاد أن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً معاكساً على البلدة التي شهدت اشتباكات الأحد. وفي حمص في وسط البلاد، ارتفعت حصيلة قصف القوات النظامية على حي الوعر بقذائف الهاون السبت، إلى 21 قتيلاً، بحسب «المرصد». وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق، أفاد «المرصد» عن وفاة شخصين جراء سوء التغذية. وكان قال الجمعة إن 41 شخصاً قضوا في المخيم المحاصر جراء نقص الغذاء والدواء. إلى ذلك، قالت «الجبهة» في بيان آخر إنها شكلت «المؤسسة الأمنية» التابعة لها و «أخذت على عاتقها حماية ورفع الظلم عن كل مواطن حر شريف ورد الحق إلى صاحبه». وتابعت: «نعلمكم بأن كل مواطن له مظلمة أو شكوى في حق أي عنصر من عناصر الجيش الحر ومن أي فصيل كان أو من المواطنين المدنيين عامة يتقدم بشكواه إلى مقر المؤسسة الأمنية أو أحد فروعها أو على حسابها على سكايب، وسنحاسب كل مسيء أو مخطئ باسم الثورة والجيش الحر وسنضرب بيد من حديد». «داعش»: «صحوات سورية» تمهيداً ل «جنيف-2» اتهم تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) الكتائب التي تقاتله في مناطق مختلفة في سورية بأنها «صحوات» في اشارة الى العشائر التي قاتلت تنظيم «القاعدة» في العراق قبل سنوات، مشيراً الى ان الحملة عليه مرتبطة بمؤتمر «جنيف-2» المقرر في 22 الشهر الجاري. وقالت «داعش» في بيان أصدرته في الرقة في شمال شرقي البلاد امس: «الأزمة الأخيرة بدأت بعدما أقدمت مجموعة من الفصائل ذات التوجهات المنحرفة من الفصائل المنضوية، تحت تشكيل ما يسمى بجيش المجاهدين الذي ما تشكل أصلاً إلا لقتال الدولة الإسلامية والقضاء على نواة الخلافة، واستبدالها بمشروع على مقاسات ترضي عنها أمم الكفر المحتشدة في جنيف-2، ذلك بالهجوم على مقرات الدولة وبيوت المهاجرين في ولايات حلب وإدلب وحماه وغيرها». وزاد التنظيم: «ولاية الرقة ودفعاً لهذه الهجمة الغادرة، قامت بدفع عدد من أرتالها العسكرية إلى تلك الولايات لمناصرتها». وأشار «داعش» الى تزامن تحركات «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «جبهة النصرة» في الرقة مع ظهور «الصحوات في ولايات حلب وإدلب وحماه وغيرها وهجوم لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي على «ولاية البركة (الحسكة في شمال شرقي البلاد) وميليشيات (رئيس الوزراء التركي نوري) المالكي الرافضية الصفوية على ولاية الأنبار ونينوى» شرق العراق. وأعطى «داعش» في بيانه «الأمان لكل من يرجع عن قتالنا ويتوب إلى الله عز وجل مما أصاب بهذا الفعل الحرام ويسلم سلاحه ويكف شره عن المجاهدين في سبيل الله. والا فإننا عازمون على أن نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه، الجرأة على دماء المسلمين وإعلان الحرابة عليهم، وخاصة المجاهدين منهم النافرين في سبيل الله تعالى». ووجه «نداء إلى عشائر وعائلات الرقة بالقول ل «سحب أبناءكم من هذه الفصائل، التي أبت إلا مقاتلة أهل الجهاد من المهاجرين والأنصار». «الجبهة الإسلامية»: «الديموقراطي الكردي» عميل للنظام اتهمت «الجبهة الإسلامية» أمس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم بأنه «عميل لنظام» الرئيس بشار الأسد، داعية الأكراد السوريين إلى «الالتحاق بالثورة» ضد النظام. وكانت «الجبهة الإسلامية» تشكلت في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من أكبر سبعة تنظيمات إسلامية مقاتلة معارضة للنظام. ووجهت أمس بياناًَ إلى «أهلنا الأكراد»، أكدت «مجدداً على موقفها من القضية الكردية، ونص على أن الأكراد مكون أصيل في المنطقة له من الحقوق ما لإخوانه العرب حيث أن معايير التفاضل بين الناس تقوم على التقوى والعمل والالتزام بمعزل عن القومية والنسب». وزاد البيان: «إننا نعترف بالظلم الذي وقع على الكرد والتهميش الذي تعرضوا له على أيدي نظام قمعي شوفيني يدافع عنه شبيحته «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» (بي واي دي) اليوم، فإننا نهيب بالشعب الكردي أن يلتحم مع إخوانه في وجه النظام الظالم (...) ورأيتم كيف تنكر حزب العمال الكردستاني ( في إشارة إلى «الاتحاد الديموقراطي») لكل موروث الظلم الذي مارسه نظام البعث على الأكراد». وتابعت «الجبهة الإسلامية» في بيانها: «بات واضحاً أن مشاركة بعض الأحزاب الكردية لنظام الأسد في حربنا لا تحقق مصلحة القضية الكردية وإن زعموا السعي إلى إقامة كردستان الكبرى، بل أسفرت عن قمع الحريات والتسلط وفرض الضرائب والتسبب في نزوح عشرات الآلاف من أبناء المنطقة»، داعية الأكراد إلى «الالتحاق بإخوانكم الثوار. واحذروا هذا الحزب العميل واسحبوا أبناءكم من القتال في صفوفه. مشاركتهم وقتالهم حماية لنظام طالما ظلمكم وصادر حقوقكم». وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اعتبر «الاتحاد الديموقراطي» تنظيماً «معادياً»، في وقت تخوض «جبهة النصرة» وتنظيمات في «الجبهة الإسلامية» مواجهات مع «قوات حماية الشعب» التابعة ل «الاتحاد الديموقراطي» في شمال شرقي سورية. وينوي «الاتحاد الديموقراطي» وعدد من الأحزاب الكردية الإدارة الذاتية الموقتة في منتصف الشهر الجاري، لإدارة شؤون ثلاث مناطق تشمل الجزيرة في شمال شرقي البلاد وعفرين وعين العرب في الشمال، في المقابل، انضم «المجلس الوطني الكردي» إلى «الائتلاف» وانتخب عبدالحكيم بشار نائباً لرئيس «الائتلاف» عن الأكراد. «هيئة الثورة»: «قادش» مسؤولة عن مقتل 45 معارضاً في حمص اتهمت «الهيئة العامة للثورة السورية» أمس «قوات الأمن والدعم الشعبي» (قادش) بالمسؤولية عن مقتل 45 مقاتلاً معارضاً بأيدي قوات نظام الرئيس بشار الاسد، كانوا يحاولون فك الحصار عن أحياء حمص المحاصرة في وسط البلاد. وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» أفاد بأن 45 مقاتلاً معارضاً «ينتمون الى ألوية مختلفة قتلوا بين مساء الاربعاء وصباح الخميس الماضيين، بينما كانوا يحاولون فك الطوق المفروض على احياء حمص منذ اكثر من عام» من قوات النظام. وأضاف انهم «وقعوا في مكمن لقوات النظام قرب حي الخالدية الخاضع لسيطرة النظام». وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان مقتل كل أفراد كتيبة «شهداء البياضة» في حمص «اصاب بالصدمة قلوب الثوار (...) لكن الشيء الذي لم يتم تناوله في ظروف مقتلهم هو السيناريو الذي قتلوا خلاله». وأضافت ان القتلى «بقوا اشهراً عدة يحفرون نفقاً يمكنهم من الوصول إلى المطاحن مستفيدين تارة من انفاق الصرف الصحي وفي أخرى من المنازل المتهدمة التي شكلت غطاءً لهم». وتابعت: «تمت العملية ووصل المقاتلون إلى المطاحن، وضربوا موعداً عند الساعة الواحدة ليلاً، وتجمعوا قبل يومين عند الفتحة في نهاية النفق. لكن المفاجأة كانت في انتظارهم. صدم أفراد الكتيبة ساعة اقتراب موعد اقتحام المطاحن بأن النظام غيّر من طبيعة تشكيلاته العسكرية الموجودة هناك واتخذ إجراءات حماية على غير العادة، فقرروا بداية الانتظار ظناً منهم أن الأمور ستعود كما كانت، إلا أن شيئاً لم يحدث حتى الساعة الخامسة فجراً من ذاك اليوم»، لافتة الى ان افراد الكتيبة لم يغيروا خططهم بل استخدموا قناصة لاستهداف عناصر النظام «لكن أمرهم انكشف بعد الرصاصة الأولى التي فشلت في قتل الهدف، لتنهال عليهم بعدها قذائف الدبابات و «آر بي جي» ما أسفر عن استشهادهم جميعاً في مكان تمركزهم من دون أن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم ولا حتى أن يتمكنوا من الفرار أو يلحقوا خسائرا بقوات النظام». واعتبرت «الهيئة العامة للثورة» ان قوات النظام كانت على «دارية بكل تفاصيل تحركات افراد الكتيبة. اذ تركهم النظام حتى تمركزوا في نقطة واحدة بناء على المعلومات التي كانت تتسرب له في شكل متواتر وأجهز عليهم دفعة واحدة»، مضيفة: «النظام بدأ يستثمر وبقوة ب «قوات الأمن والدعم الشعبي» (قادش) وهو اسم يطلقه النظام على المتعاونين مع قواته في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، وهي فكرة ولدت منذ أشهر بخاصة بعد ازدياد عملاء النظام المندسين بين المدنيين في المناطق خارج سيطرة النظام. وقد أبدت هذه القوات فعالية في معركة السيطرة على النبك (في القلمون قرب دمشق) حيث أبدى عدد من قادة الجيش الحر الذين كانوا يقاتلون هناك استغرابهم من قدرة تحديد النظام مواقعهم ورصد تحركاتهم».