«أخشى على الطفل الذي بداخلي من الموت في قوالب الحياة التي أصبحت مربعات متعددة محدودة المساحة لا نستطيع التحرك خارج قوالبها المخطوطة» هكذا بدأ الفنان والمخرج البحريني عبدالله السعداوي حديثه ل «الجسر الثقافي»، الذي طرح عليه العديد من الاسئله عبر هذا الحوار: الطاقات الابداعية في البداية حدثنا عن انطباعك حول مهرجان الدمام المسرحي العاشر؟ * بالنسبة لي ارى أن المهرجان نواة ومركز لانطلاق الطاقات الابداعية وفي كل عام اجد العديد من التطورات التي طرأت على المهرجان في النواحي الاخراجية والفنية، فأشعر ان الفنانين قد ازدادوا خبرة وأصبحوا جاهزين بالفعل لخوض التحديات الاقليمية بل والعالمية. طموح الشباب ما الفروق التي لمستها بين المسرح السعودي والمسرح البحريني؟ * الخبرات البحرينية متنوعة وكثيرة بالفعل، لكن المملكة وبالتحديد المنطقة الشرقية اصبحت تحوي العديد من الطاقات الابداعية والفنية المتعددة وطموح الشباب بلا حدود، وفي الحقيقة لمست من خلال ورش العمل التي اعقدها دائما زيادة اقبال اعداد الشباب السعودي على تلك الورش الفنية واهتمامهم بها وأصبحوا دؤوبين على الاتصال بهاتفي وطرح العديد من التساؤلات واالاستفسارات. ماذا عن الأدوار المفضلة بالنسبة إليك؟ * أعشق الأدوار التراجيدية بالرغم من شخصيتي التي يغلب عليها الجانب الكوميدي فأنا أفضل مشاهدة الكوميديا والتراجيكوميديا بالتحديد التي اسعى دائما لتجسيدها فمجتمعاتنا مليئة بتلك المواقف. الخيال والفن كيف ترى سلبيات وإيجابيات المسرح السعودي؟ * سمعت مؤخرا عن وجود مسرح خاص للنساء بالسعودية، وأعتقد أنها عروض للسيدات فقط وتلك نقطة تحول ايجابية وسلبية في ذات الوقت واعتقد المرأة السعودية قادرة على مجاراة الرجل ونعول عليها بشكل اكبر من ذلك، واعتقد بل وأجزم ان المرأة السعودية تستطيع التحدي، فالبيئة السعودية تساعدها على مزج الخيال بالفن ويوجد نماذج ناجحة متعددة، كما لاحظت انتشار الاعمال الفنية السعودية القصيرة في مواقع التواصل الاجتماعي وتقبل المجتمع لها بشكل ايجابي وواع بالاضافة الى انتشار البرامج الكوميدية المتعددة التي لاقت إعجاب كثير من ابناء الوطن العربي بكافة الاعمار. فريق عمل ما آخر اعمالك الفنية الحالية والمستقبلية؟ * اشترك الان في العديد من الاعمال الفنية بصفة شرفية مع الشباب الموهوبين واقوم بتدريب العديد منهم من خلال ورش العمل المختلفة، وأعكف حالياً مع فريق عمل متميز لمسرحية بعنوان (حشرجة) وهي مسرحية تراجيدية. سماء مفتوحة ماذا لديك من نصائح للشباب السعودي المبتدئ في عالم المسرح؟ * القراءة والاطلاع وإثقال الموهبة بخبرات من سبقوهم في هذا المجال فالمسرح ليس فقط ابا الفنون فهو (أبوها وأمها)، والخبرات فيه لا تنتهي والخيال فيه سماء مفتوحة الى اقصى الحدود وليس هناك شخص يستطيع ان يدعي انه محترف فكلما ازداد الفنان في خوض التجارب المسرحية فتحت له أبواب جديدة وكواليس من الخبرات والمعلومات التي لا تنتهي. خيالي الابداعي اخيرا ما السبب وراء احتفاظك بلحيتك الغزيرة هل يرجع السبب الى تجسيد دور بعينه يتطلب تلك الملامح؟ * أجاب وهو «يضحك»: في الحقيقه لحيتي تغذي خيالي الابداعي حيث اقوم بالانطلاق الى سماء الخيال الإبداعي وانا اشذبها بيدي طوال الوقت وليست مرتبطة بدور معين او شخصية مسرحية ولكن اشعر انها تليق بشخصيتي وأصبحت جزءا من ذاتي. يذكر أن الفنان والمخرج القدير عبدالله السعداوي ولد في مملكة البحرين عام 1948 ويعمل كمحصل بإحدى الجهات الحكومية وعلى الجانب الفني يعتبر عضوا مؤسسا في مسرح الصواري، إضافة إلى أنه شارك في تأسيس فرقة مسرح السد في دولة قطر ومسرح الشارقة الوطني في دولة الإمارات، وبداية دخوله المجال كانت منذ منتصف الستينات وكانت التجربة الأولى للسعداوي هي مسرحية قام بتأليفها وهي مسرحية (الحمار ومقصلة الإعدام) وقام بإخراجها الفنان جمال الصقر تحت عنوان (مؤلف ضاع في نفسه) وذلك بعد إدخال بعض التعديلات على النص.. وبعدها التحق بفرقة المسرح الاتحاد الشعبي في مدينة المحرق ليشارك في أول عمل مسرحي تقدمه الفرقة تحت عنوان (انتيجون). .. ويحتل السعداوي موقعاً بارزاً على خارطة الابداع المسرحي عربياً، باعتباره واحداً من أبرز المشتغلين على تطوير الخطاب المسرحي، عبر أعماله الكثيرة التي حازت تقديراً واهتماماً داخل البحرين وخارجها، كما نالت نصيباً من الجوائز في المهرجانات والملتقيات المسرحية وفي عام 1994 نال جائزة أفضل إخراج مسرحي في مهرجان القاهرة التجريبي عن مسرحية «بداية الحكاية»، وتعتبر الجائزة التي تحمل اسمه من اهم الجوائز البحرينية الفنية التي تمنح للاعمال المتميزة بمهرجان الصواري.