وسط ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة والأزمات الاقتصادية .. تصارع أم نبيل ديونها المتراكمة هنا وهناك، ودخلت هذه الديون إلى بيت أم نبيل إثر الاختفاء الغامض لزوجها منذ سبعة أعوام حتى الآن. كما تسببت الديون في سجن ابنها ذي الثمانية عشر ربيعاً لتخلفهم عن سداد مبلغ قدره ستون ألف ريال، ولن يتم الإفراج عنه حتى يتم سداد كامل المبلغ، وتحكي أم نبيل معاناتها فتقول : " لدي من الأطفال ثمانية، وأنا وحدي من يصرف عليهم بعد اختفاء زوجي الغامض وغير المعلوم، فمنذ سبعة أعوام ونحن لا نعلم عنه شيئاً، رغم التعميمات والبلاغات للجهات المختصة، وبالتالي أصبحت أبحث يمنة ويسرة عن لقمة العيش لصغاري، لذلك حاصرتني الديون التي خلفها زوجي والمسجلة باسمي، فما كان من ابني الأكبر إلا تحمل مسؤولية هذه الديون ما أدى إلى سجنه منذ ثمانية أشهر بسبب هذا الدين الذي يبلغ ستين ألف ريال، وتغالب أم نبيل دموعها لتكمل لنا مأساتها فتقول : "لم يترك لنا زوجي سوى منزل إيجار لا أستطيع دفع مستحقاته بمفردي، وقيمة الإيجار عشرة آلاف ريال تقوم الجمعية بسداد مستحق ستة أشهر منه فقط، ولأقوم أنا بمعاناة جمع مبلغ سداد مستحق الستة أشهر الثانية، وقد حل هذا الشهر موعد السداد، ولا أعلم كيف سأتدبر هذا الأمر وسط ضيق ذات اليد وهم ابني المسجون، وأتذكر أنه في يوم من الأيام لم أتمكن من سداد قيمة فاتورة الكهرباء ليتكفل بها إمام المسجد القريب جزاه الله خيرا فهو من أهل الخير الذين يحاولون مساعدة أم مريضة مثلي في كنفها أطفال مساكين"، وتتركنا أم نبيل لتغرق في تفكيرها وتضيف : " لا أستطيع سداد إيجار هذا المنزل، فكيف سأتمكن من سداد ديون حرمت ابني من مواصلة دراسته وحياته الطبيعية رغم أنه لم يكن له علاقة بالديون لا من قريب ولا من بعيد. كما تركتنا هذه الديون بلا رجل يحمينا ويطمئن قلبي بوجود رجل في المنزل بعد اختفاء زوجي وتركه أطفالا لا ذنب لهم في هذه الحياة، ولا يغمض لي جفن وأنا أتخيل الموت يأخذني فجأة من أطفالي وهم بلا مأوى ولا مستقبل ولا عائل. كما أنني سيدة قد اعتراني الهم والمرض وضيق ذات اليد، وليس لي أهل هنا يعينوني".