دخل الجيش السوري قرية الناجية المتاخمة للحدود التركية في اطار متابعة انتشاره في ريف ادلب غداة مقتل 18 شخصا عندما اطلقت قوات الامن السورية النار على متظاهرين في عدة مدن سورية. تركيا تواصل نصب الخيام لاستقبال الفارين من سوريا وافاد ناشط حقوقي بان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل السبت قرية الناجية الواقعة قرب الحدود السورية التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع. وقال هذا الناشط في اتصال اجرته معه فرانس برس ان «وحدات من الجيش تؤازرها دبابات وناقلات جند دخلت صباح امس قرية الناجية وانتشرت فيها» مشيرا الى ان «عملية الانتشار تأتي ضمن اطار نشر الجيش السوري في منطقة ادلب. ولفت الناشط الى ان «مظاهرات ليلية جرت في دير الزور وفي جبلة وفي اللاذقية وفي دوما (ريف دمشق)» لافتا الى ان «قوات الامن قامت بقمع مظاهرة كانت تتهيأ للخروج من احد مساجد مدينة بانياس (غرب) مساء». وتقع قرية الناجية القريبة من الحدود التركية على الطريق المؤدية من جسر الشغور (شمال غرب) الى اللاذقية (غرب). وكان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل الخميس قرية خربة الجوز الواقعة قرب الحدود السورية التركية في خطوة اعتبرتها واشنطن انها تمثل «تطورا مقلقا للغاية من قبل السوريين».واوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ من لندن مقرا له «ان 6 قتلوا في الكسوة (ريف دمشق) و5 في حي برزة الواقع في دمشق و4 في بلدة القصير والقرى المجاورة لها بريف حمص بالاضافة الى 3 قتلوا في حمص .كما اشار رئيس المرصد الى «وفاة شخصين الجمعة، احدهما من حمص والاخر من حماة (وسط) متأثرين بجراحهما عندما اصيبا اثناء مشاركتهما في مظاهرات جرت في مدينتيهما الاسبوع الماضي». ولفت الناشط الى ان «مظاهرات ليلية جرت في دير الزور وفي جبلة وفي اللاذقية وفي دوما (ريف دمشق)» لافتا الى ان «قوات الامن قامت بقمع مظاهرة كانت تتهيأ للخروج من احد مساجد مدينة بانياس (غرب) مساء». وفي نفس السياق، تتابع القوات الامنية السورية شن حملات الاعتقال في عدد من المدن السورية حيث قامت باعتقال اكثر من 100 شخص بينهم ثمانون شخصا من قرية مارع (شمال) وحدها. وذكر عبد الرحمن ان «حملات اعتقال شنتها قوات الامن السورية مساء الجمعة في كل اللاذقية وجبلة وبانياس وطالت اكثر من عشرين شخصا». كما اكد في وقت سابق ان قوات الامن شنت في بلدة مارع الواقعة على بعد حوالى 35 كلم شمال مدينة حلب (شمال) حملة اعتقالات واسعة النطاق اثر تظاهرة انطلقت في البلدة عقب صلاة العشاء وشارك فيها المئات من المطالبين بسقوط نظام بشار الاسد. وتخلل حملة الاعتقالات في مارع اطلاق نار كثيف جدا في الهواء واسفرت عن اعتقال ما بين 70 و80 شخصا من دون ان يؤدي اطلاق النار الى سقوط قتلى او جرحى. بحسب الناشط. وتتزايد مشاعر القلق في تركيا من تأثير الاضطرابات في سوريا عليها مع وجود متمردين اكراد على جانبي الحدود حيث تخشى من ان تشجع حركة النزوح الكثيفة على تسلل عدد من المتمردين الاكراد الى الاراضي التركية لتعزيز حركة التمرد المسلح التي يشنها حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق الاناضول. ويقول المراقبون ان السيناريو الاسوأ بالنسبة الى تركيا سيكون توسع نطاق العنف ليشمل حلب، ثاني كبرى المدن السورية والعصب الاقتصادي المهم، وخصوصا انها تقع على بعد 90 كيلومترا فقط من الحدود التركية. وفي السياق , اعلن رئيس الهلال الاحمر السوري انه يضمن سلامة اللاجئين السوريين في تركيا البالغ عددهم 12 الفا اذا قرروا العودة الى بلادهم . وصرح عبد الرحمن العطار لصحافيين اتراك من دمشق «باسم الهلال الاحمر نضمن ان الحكومة السورية لن تحاسبهم وانهم لن يتعرضوا الى اي اجراء من قوات الامن». وقال ان «مع العفو الشامل المعلن لن يتعرضوا الى الاستجواب».