التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في مقر الهيئة بالرياض السبت بالوفد المشارك في رحلة استطلاع الخبرة للتجربة اليونانية في مجال التراث العمراني والتي تنظمها الهيئة لعدد المحافظين والأمناء ورؤساء البلديات في مناطق المملكة, وذلك بحضور السفير اليوناني لدى المملكة الدكتور ديميتروس ليتسيوس. جانب من لقاء الامير سلطان بالوفد اليوناني في الرياض (اليوم) ورحب سموه بمشاركة الوفد في هذه الرحلة الاستطلاعية السادسة ضمن برنامج استطلاع الخبرة في مجال التراث العمراني الذي حرصت الهيئة على استمراره قياسا بما حققه من نتائج ملموسة في مجال إسهام المحافظين والأمناء ورؤساء البلديات في حماية التراث العمراني وتبني المشاريع والبرامج الهادفة إلى تنميته وتأهيله. وأكد على أن الهيئة رأت أن التنظير والكتب والمحاضرات لن تؤدي النتائج التي تتطلع إليها الهيئة وتتواءم مع ما يستحقه التراث العمراني بالمملكة من اهتمام وما تقوم عليه الهيئة من مشاريع وبرامج, ولذا كانت هذه الرحلات الاستطلاعية التي تستبدل أسلوب التنظير بأسلوب المعايشة الواقعية للتجارب العالمية والاستفادة منها في تنفيذ البرامج المتعلقة بالتراث العمراني في كافة مناطق المملكة. وأضاف: «مازلنا نتطلع إلى أن ننفذ مشاريع التراث العمراني من القرى والبلدات والتراثية والمشاريع التراثية الأخرى بأفضل الطرق لتكون مواقع حية يعيش فيها المواطن تاريخه وتراثه الوطني ويستلهم إسهام أجداده في وحدة وطنه». وأكد سموه: «أننا نركز اليوم على أن نسد الفجوة القائمة بين المواطنين لا سيما الأجيال الشابة وبين تراثهم الوطني, ونزيد من ارتباط المواطن ومعايشته لهذا التراث, كما نعمل على تحويل هذه المواقع إلى منتج اقتصادي متجدد». ووجه سموه الحديث للمشاركين في الرحلة بالقول: «مهمتكم هي مهمة وطنية فأنتم تذهبون في هذه الرحلة الكثيفة في برنامجها ومحطاتها للبحث عن حلول واستقاء تجارب نتعلم منها ونبني عليها في الحفاظ على مواقع التراث العمراني واستعادة تاريخ كاد يندثر, واليوم أمامكم مسئولية وطنية في أن تحدثوا نقلة في التراث العمراني في مناطقكم ليكون جزءا من حياة المواطن واهتمامه, وأمامكم أيضا مهمة اقتصادية في أن تعيدوا الحياة للمواقع التراثية من خلال تحويلها إلى ثروة وطنية ومواقع اقتصادية استثمارية جاذبة لفرص العمل, خاصة وأن السياحة قطاع يتميز بالفرص السياحية التي تناسب كافة المستويات العمرية والتعليمية وتصل لكافة المواقع الجغرافية والمناطق». وأبان سموه: «نحن نعول كثيرا على تميز السياحة في خلق فرص العمل على المستوى المحلي والتي تعد ركيزة أساسية في دول مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتمد على الوظائف بمستواها المحلي, وهو ما يؤثر على نسب التوظيف على المستوى الوطني». وأضاف سموه: كان للزيارات السابقة المماثلة نتائج مهمة في رفع الوعي لدى رؤساء المحافظين ورؤساء البلديات وغيرهم بأهمية المحافظة على التراث العمراني واستثماره سياحيا, وقد لمست الهيئة من خلال هذه الزيارات إمكانية المحافظة على التراث العمراني واستثماره اقتصاديا وسياحيا متى ما توافرت الأطر التنظيمية التي تتيح الاستفادة منه وتطويعه للحياة العصرية دون إخلال بمضمونه أو شكله وكم كنا سعيدين في الهيئة عندما رأينا نتائج ذلك على أرض الواقع من خلال جهود كبيرة بذلها عدد من رؤساء البلديات في المحافظة على مواقع ومبان للتراث العمراني بل إن بعضهم قام بإعادة بناء حصون أو جسور تراثية منطلقين في ذلك مما توفرت لديهم من قناعات بقيمة هذه المعالم التراثية وأهميتها الثقافية والاقتصادية والوطنية. وأعرب الأمير سلطان بن سلمان عن شكره لسفير اليونان لدى المملكة لحضوره اللقاء وتعاون السفارة وإسهامها في هذه الرحلة. واختتم تصريحه بشكره للمشاركين في هذه الرحلة, وأمله في أن تحقق مشاركتهم النتائج المأمولة. من جانبه عبر السفير اليوناني لدى المملكة الدكتور ديميتروس ليتسيوس عن ترحيب اليونان بهذا الوفد الذي يضم عددا من المسئولين في المملكة, مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي تعزيزا للتعاون بين المملكة واليونان في المجال السياحي والتراث العمراني, وأكد أن اليونان تزخر بتجارب مميزة في مجال المحافظة على التراث العمراني واستثماره سياحيا, وهناك الكثير من المواقع التي سيستفيد منها المشاركون في الرحلة.