كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، أن التنظير والكتب والمحاضرات لن تؤدي إلى النتائج التي تتطلع إليها الهيئة وتتواءم مع يستحقه التراث العمراني بالمملكة من اهتمام وما تقوم عليه الهيئة من مشاريع وبرامج, لذا كانت هذه الرحلات الاستطلاعية التي تستبدل أسلوب التنظير بأسلوب المعايشة الواقعية للتجارب العالمية والاستفادة منها في تنفيذ البرامج المتعلقة بالتراث العمراني في كافة مناطق المملكة. وجاء ذلك في لقائه في مقر الهيئة بالرياض السبت 28 مايو 2011، بالوفد المشارك في رحلة استطلاع الخبرة للتجربة اليونانية في مجال التراث العمراني والتي تنظمها الهيئة لعدد المحافظين والأمناء ورؤساء البلديات في مناطق المملكة, وذلك بحضور السفير اليوناني لدى المملكة الدكتور ديميتروس ليتسيوس. وأضاف الأمير سلطان بن سلمان "ما زلنا نتطلع إلى أن ننفذ مشاريع التراث العمراني من القرى والبلدات والتراثية والمشاريع التراثية الأخرى بأفضل الطرق لتكون مواقع حية يعيش فيها المواطن تاريخه وتراثه الوطني ويستلهم إسهام أجداده في وحدة وطنه"، مؤك: "إننا نركز اليوم على أن نسد الفجوة القائمة بين المواطنين لاسيما الأجيال الشابة وبين تراثهم الوطني, ونزيد من ارتباط المواطن ومعايشته لهذا التراث, كما نعمل على تحويل هذه المواقع إلى منتج اقتصادي متجدد". وقال للمشاركين في الرحلة: "مهمتكم هي مهمة وطنية فأنتم تذهبون في هذه الرحلة الكثيفة في برنامجها ومحطاتها للبحث عن حلول واستقاء تجارب نتعلم منها ونبني عليها في الحفاظ على مواقع التراث العمراني واستعادة تاريخ كاد أن يندثر, واليوم أمامكم مسئولية وطنية في أن تحدثوا نقلة في التراث العمراني في مناطقكم ليكون جزءا من حياة المواطن واهتمامه, وأمامكم أيضا مهمة اقتصادية في أن تعيدوا الحياة للمواقع التراثية من خلال تحويلها إلى ثروة وطنية ومواقع اقتصادية استثمارية جاذبة لفرص العمل, خاصة وأن السياحة قطاع يتميز بالفرص السياحية التي تناسب كافة المستويات العمرية والتعليمية وتصل لكافة المواقع الجغرافية والمناطق". وأبان سموه: "نحن نعول كثيرا على تميز السياحة في خلق فرص العمل على المستوى المحلي والتي تعد ركيزة أساسية في دول مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتمد على الوظائف بمستواها المحلي, وهو ما يؤثر على نسب التوظيف على المستوى الوطني". وأضاف سموه: كان للزيارات السابقة المماثلة نتائج مهمة في رفع الوعي لدى رؤساء المحافظين ورؤساء البلديات وغيرهم بأهمية المحافظة على التراث العمراني واستثماره سياحيا, وقد لمست الهيئة من خلال هذه الزيارات إمكانية المحافظة على التراث العمراني واستثماره اقتصاديا وسياحيا متى ما توافرت الأطر التنظيمية التي تتيح الاستفادة منه وتطويعه للحياة العصرية دون إخلال بمضمونه أو شكله وكم كنا سعيدين في الهيئة عندما رأينا نتائج ذلك على أرض الواقع من خلال جهود كبيرة بذلها عدد من رؤساء البلديات في المحافظة على مواقع ومبان للتراث العمراني بل إن بعضهم قام بإعادة بناء حصون أو جسور تراثية منطلقين في ذلك مما توفرت لديهم من قناعات بقيمة هذه المعالم التراثية وأهميتها الثقافية والاقتصادية والوطنية. وتأتي رحلة استطلاع التجربة اليونانية في مجال التنمية السياحية والاستفادة الاقتصادية والاستثمارية من مواقع الآثار والتراث العمراني, ضمن برنامج الهيئة العامة للسياحة والآثار لاستطلاع الخبرات في مجالات التنمية السياحية, وفي إطار برنامج الشراكة الذي تتبناه الهيئة لاستطلاع الخبرة وإتاحة الفرصة للشركاء الفاعلين للاطلاع على تجارب عالمية ناجحة وذلك بهدف الاستفادة منهم في مساندة ومشاركة جهود الهيئة في الحفاظ على موارد التراث الثقافي وتنميته والاستفادة منه سياحيا واقتصاديا. وتعد هذه الرحلة السادسة ضمن برنامج استطلاع تجارب الخبرة في مجالات التنمية السياحية والتراث العمراني، حيث نظمت الهيئة سابقا رحلات مماثلة إلى كل إيطاليا (مرتين) وفرنسا ومصر وتونس. ويشارك في الرحلة محافظو كل من: المجمعة, شقراء، تيماء، دومة الجندل، القريات، فرسان، وأمناء مناطق: القصيم والجوف وعسير، ورؤساء بلديات: الدرعية، وادي الدواسر، الدوادمي، ضبا، الوجه، القريات، إضافة إلى وكيل إمارة المدينةالمنورة المساعد ووكيل أمين منطقة نجران للمشاريع ووكيل أمين الاحساء للشؤون الفنية , ورجل أعمال, وعضو هيئة تدريس بجامعة الدمام, وأحد الطلبة من جامعة الملك فيصل. وعدد من المسئولين والمختصين بالهيئة.