علي حسين الناصر علي الجمعة من أوائل من عملوا في شركة أرامكو السعودية، حيث كان يعمل في بقيق. والتحق الجمعة بأرامكو السعودية عمره 16 سنة، وخلال مشوار عمله في الشركة الكثير من الخبرة. خاض من خلالها العديد من التجارب، حتى أصبح من الموظفين الذين يعتمد عليهم، ومنها انطلق إلى أمريكا في رحلة قطع فيها المحيطات، لإحضار حفار الزيت. وقد نجح في ذلك, لقد أكتسبت السيرة الحسنة. الجمعة، ومنذ نعومة أظفاره حفظ القرآن الكريم على يد عدد من المشائخ، كما حظي برعاية والده. في هذا الحوار نعيد ذاكرة الزمن للجمعة.. فإلى الحوار: هكذا كانت الكلابية @ في البداية حدثنا عن النشأة. * ولدت في قرية الكلابية بمحافظة الأحساء، التي تبعد عن الهفوف 12 كيلومتراً، وأتذكر ان القرية حينها لا يوجد بها عمران، وكان الأهالي يعتمدون في العيش على الزراعة والبناء والأعمال الأخرى، ورغم ضنك العيش، إلا ان الجميع كان يعيش في حب ووئام، فالجار يعطف علي جاره، ويسأل عن أحواله، ويحاول ان يساعده بشتى الوسائل، إذا ما وقع في مشكلة ما. @ ومن هم جيرانكم في ذاك الوقت؟ لم يكن في القرية حي بعينه، والجميع يعرفون بعضهم، وأتذكر منهم سالم البريك، عبدالله الخليف، علي القريني وآخرين لا أتذكرهم. الدراسة في المطوع @ وماذا عن الدراسة؟ حرص والدي (رحمة الله) على تعليمي، حيث أدخلني المطوع، وكان عمري في ذلك الوقت 6 سنوات، حيث تعلمت القراءة عند شيخ اسمه عبدالرحمن من نجد، ثم حفظت القرآن الكريم عند الملا النهيان المقرن. @ ومن كان معك يتعلم القرآن الكريم ويحفظه؟ أتذكر منهم عبدالله حسين العيد، راشد الحميدي وصالح محسن, وكنا نتنافس في حفظ القران الكريم، والحمد لله استطعت أن احفظه. مع التميمي @ وهل أكملت الدراسة؟ كان البحث عن عمل أهم، فالرجل ينضج بسرعة، وعندما وصل عمري 14 سنة عملت عند المقاول التميمي في بقيق، وكان مقاولا يتبع لشركة أرامكو السعودية. @ وكم سنة عملت في هذا المجال؟ حوالي سنة كاملة، وكنا نعمل على تمديد مواسير الزيت، ومنها انتقلت إلى مقاول آخر يعمل في الأنابيب براس تنورة، حتى اكتسبت خبرة في هذا المجال. وبعد الخبرة التي اكتسبتها رجعت إلى مسقط رأسي الأحساء، وحاولت البحث عن عمل، وبالفعل سمعت عن التوظيف في أرامكو، فسجلت. الانتقال لأرامكو @ وكيف تم ذلك؟ لقد كان التسجيل سهلا للغاية، وقد استقبلني مسؤول التسجيل، وكان اسمه حمد الصويغ، الذي أخذ مني جميع المعلومات المطلوبة، وطلب مني الحضور في اليوم التالي لمباشرة العمل. @ ومن كان معك حينها؟ أتذكر يوم توجهنا لركوب القطار، فلقد كان معي علي الشدقم وجمعة الرشدان, ومنها توجهنا إلى بقيق للعمل في قسم تحلية الماء وتوليد الكهرباء (power hours)، ومكثت في هذا العمل 8 شهور تقريبا. @ ومن كان رئيسك في القسم آنذاك؟ كان رئيسي حينها عيسى من مدينة سيهات، وقد كان يعاملنا بأدب واحترام، ويحثنا على العمل الدؤوب. ولقد حاولت وبقدر الإمكان الاستمرار في هذا العمل، إلا أنني حاولت ان أجد نفسي في مكان آخر، أحاول من خلاله إيجاد الأفضل، وكان الانتقال آنذاك من قسم إلى آخر سهلا وميسورا، عكس ما هو عليه الحال الآن، ففضلت العمل في قسم التشغيل في المحطة الأولى (plant#1 )، وعملت في هذا القسم حوالي 7 أشهر. الدراسة في بقيق @ هل كنت تفضل العمل في الأعمال التي تعتمد على العضلات؟ نعم، كنت أفضل الأعمال الشاقة، التي أكسبتني الكثير من الخبرات في حياتي بعد التقاعد من أرامكو السعودية، وهو أمر يعتمد على الشخص نفسه ورغبته في العمل، ومنها قسم النجارة، حيث أخذت فيه دورة تدريبية، وعملت في القسم في بقيق سنة كاملة، ومنها إلى قسم الحفريات، حيث كنت مشغل آلات. @ ومن كان رئيسك في قسم الحفريات؟ كانت المجموعة التي تعمل معنا من الجنسية الأمريكية، وقد جئت للقسم وكان قد تم اكتشاف الزيت للتو، وكان يرأسنا (رت تندل). @ وما الأماكن التي عملت فيها للتنقيب عن الزيت؟ حاولنا التنقيب عن الزيت في كل من: السفانية، بقيق، الربع الخالي، وبوحدرية وغيرها من الأماكن، ولقد كان العمل شاقا، لكننا كنا نعمل بجد وتضحية، وقد خرجنا بعدد من النتائج الطيبة والمشرفة. جلب الحفار من أمريكا @ من خلال مشوارك مع أرامكو السعودية ما المهمة التي وجدتها صعبة؟ كان البحث عن الزيت يتطلب معدات حديثة، والعلم يتطور يوما بعد يوم، ومن هنا قررت الشركة ان تحضر (حفارا) جديدا، فتم اختيار مجموعة من الموظفين للسفر إلى شيكاغو أمريكا، وكنت من بينهم. بالإضافة إلى كل من سعيد الغامدي وحسين الرشدان وعبدالله بن صالح، ولقد سافرنا لأمريكا بالطائرة، عن طريق مطار الظهران بطائرة من نوع klm، ووصلنا إلى هناك بعد 12 ساعة متواصلة دون انقطاع، وبعد وصولنا إلى أمريكا، تم اختيار الحفار، ومعنا رئيس قسم الحفريات (رود تندل)، بعدها عدنا إلى الوطن عن طريق البحر، فقطعنا بحارا ومحيطات مرورا بقناة السويس، واستغرقت الرحلة حوالي 3 شهور. صلينا فهطل المطر @ ما الموقف الذي لا تنساه في حياتك؟ أتذكر ان موسم الشتاء تأخر في إحدى السنوات، فقمنا نحن الموظفين بالصلاة، وعندما صلينا نزل المطر بفضل الله سبحانه وتعالى، فاستغرب الأمريكان، سألونا عن ذلك. @ وهل تذكر زيارة الملك فيصل إلى بقيق؟ كان للملك فيصل وقفة في بقيق، اطلع خلالها على العديد من المشاريع، ولقد قام العديد من الموظفين بالسلام عليه (رحمه الله)، وكان متواضعا في كل شيء. @ وماذا بعد التقاعد من العمل؟ حرصت على العمل بعد التقاعد من خلال الأعمال الحرة، واستطعت ان اعمل لي مغسلة وورشة سيارات، وكل هذا اكتسبته من خلال عملي. @ أخير كيف تجد نفسك بعد التقاعد؟ التخطيط والتنسيق يكسب الإنسان ميزة، وهي الراحة، ولهذا كان نجاحي في حياتي العملية متوقعا، لأن العمل شرف في أي مكان كان. الجمعة مع زملائه خلال رحلتهم إلى أمريكا