اغرورقت مقلتاها بالدموع.. وهي تحدثني بحزن يسكن نبرات صوتها بينما اللوعة والحسرة تتهادى من بين اضلعها كلما تنهدت بصوت ملؤه الشجن والنحيب قالت: ايستطيع الانسان ان يعيش هامشيا لا وجود له ولا معنى لعطائه وشخصه، يحيا جسدا دون روح واحاسيس تهفو للحب والحنان.. يأسر لبه كلمات الامان والاطمئنان ويشعر بها انسانيته ووجوده في هذه الحياة. آه لم اعد قادرة على مواجهة الواقع. احس بشعور يخنقني يعتم رؤيتي ويسجن فرحي في قفص الاحزان، يحطم آمالي كأنثى وكأم وكأي انسان يريد السعادة الحقيقية داخل اسرته وبيته فلا يستطيعها. يمحو وجودي من حياته ويقول: دورك محصور فى تربية الاولاد وشؤون المنزل وتلبية طلباتي، وكأنني خادمة تتلقي الاوامر من سيدها.. كرامتي مزقت واستحالت كأرض جدباء لاماء فيها ولاعطاء. عندما احاوره يلزم الصمت الطويل ويبدو كالاسد الذي يكشر عن انيابه في لحظات تكون ابعد عن الانسانية. لحظتها تكتنفني الاثارة ومعرفة ما خفي وغمض داخله عندما اشعر بالجفاء والصمت احادثه احاول ان اشبع احاسيسه بكلمات الحب التي يبخل بها على. فيصفني بالبلهاء التي تعيش بخيال واسع وتعمل بما تقرأه في الكتب الجوفاء التي لاتنبىء الا عن فشل ذريع، وعندما احضر اليه هدية في أية مناسبة او اغير من شكلي وهندامي يقول: يالك من امرأة تتبع كل ناعق يبعد عن العادات والتقاليد، ولو طلبت منه الخروج للنزهة والتمتع بجو مغاير يثور ويغضب ويقول: ويحك من امرأة تتبع الغرب في نهجهم. هكذا دائما تكون كلماته ورده القاسي ولهجته الجافة التي يحطم بها ورد فرحي ويخلف وراءه شوكا يحيطي بالهلع والخوف والضياع. ما ا ستطيع فعله. هو البكاء وندب حظي.. وصمتت على الكلام. هكذا كانت تحدثني تلك المراة الذليلة وغيرها الكثيرات تحدثني وبداخلها شيء من الضيق والحزن وتسائلني.! اين الشراكة المعنوية والاسرية بين الزوجين؟ اهكذا تكون اواصر المودة والرحمة التي اخبرنا الله بها في كتابه.. انها قصة واحدة من الكثيرات في مجتمعنا من اللاتي يفتقد ازواجهن اسس المنهج الرباني الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعامل به مع زوجاته.وختاما لا اقول الا (رفقا بالقوارير) فاطمة الخماس