حدق في الشرفة المشرعة.. تراءى له خيال من بعيد حلم بدا يراوده.. يقفز بمخيلته اغمض مقلتيه ثم اطبق بيديه على رأسه سكون صامت علا المكان تخنقه عبرات تتوارى خلف صمت?.. يتوجس احساسه.. يحاول النهوض لا يستطيع فيسقط متسمرا فوق عربته يدفعها بكلتا يديه.. يقترب نحو الشرفة يزيح الستار ويحدق يتمتم بكلمات تكشف مكنون ذاته تلك قطرات المطر عالقة فوق سطح المنزل.. تتساقط رويدا رويدا.. تروي عطش الارض الجدباء تذكرني بالماضي الذي رحل وخلف طيف ذكراه تغمره لحظة تباغته في خفاء.. عيون بخلاء تختفي خلف الافق يراقبها تتحول كومة من غيم جاثم .. ينحني جانبا يطلق خياله بعيدا.. يتنفس الصعداء ثم يجر عربته ليقترب من الباب.. يمسكه يدير المفتاح ويمضي على مهل.. تهزه خطوات امه تقترب منه يحدق بها طويلا تتسع حدقتا عينيه.. يرى هالة من الحزن تعلو محياها ودمعة تتلألأ تنحدر جاثية فوق وجنتيها يرفع طرف انامله يكفكف بقايا حزنها ثم ما يلبث ان يشيح بوجهه ويمضي داخل غرفته يطرق الباب يدخل صديقه ليسلم يقف امامه ترتسم على محياه آلاف الاسئلة. يجلس بجانبه يحدثه في هدوء: اما آن لتلك السحابة السوداء ان تنقشع عن محيط نفسك وتبدد ظلامك كفى ما تفعله يصغي لحديث صديقه، يردف قائلا: وهل الزجاج يلتئم بعد الكسر يصرخ صديقه في وجهه: ثمة فارق بينك وبين الزجاج روح انت وجسد اصغي الي انهض بقلبك وعقلك حطم الصخر بعزمك فالحياة لا تتوقف وتنتهي لحدث عابر تأمل كلمات صديقه حنى رأسه وطال مكوثه.. استرجع ذاكرته. تساءل في بوح (اماني) اين هي اين طال بها الطريق؟ اين حلمي؟ آه لقد تحطمت في لحظة وتعثرت خطاي واصبحت قيد سجني آه ما افظع هذا الاحساس.. علت وجه صديقه الدهشة فمنذ زمن لم ينبس ببنت شفة. علا المكان الصمت اجهش في البكاء ادار رأسه للخلف واسترسل في البكاء.. تدخل امه تسمع نشيجه يكاد قلبها ينفطر.. يعاود البكاء يعلو صوته يردد حلمي اصبح مستحيلا.. آه من يفك قيد سجني ويخرجني من صمتي آه.. مد صديقه يديه نحوه حاول التربيت على كتفه هدأ قليلا رفع رأسه للسماء دعا طال دعاؤه بتنهيدات ودموع تسابق حزنه التفت.. نظر للشرفة صوت المطر ينهمر بغزارة.. تملكه الصمت قال في نفسه: لعل المطر يرسل بقايا ذكرياته. فاطمة الخماس من المحرر: تقدم مبشر في السرد واستخدام الجملة الفعلية التي تعطي ايقاعا للحدث.. فلنحاول مستقبلا توظيف الحدث بفعالية اكثر.