الخداع في عرض السلع والخدمات شائع في مختلف الأسواق وعدم معرفة المستهلك بتلك الفروقات بين مواصفات هذه السعلة وتلك يعتبر أمراً طبيعياً وذلك لضعف وسائل التوعية في هذا المجال. وتعتبر المياه المعبأة في قناني بلاستيكية أو زجاجية إحدى هذه السلع التي قد ينخدع بها الكثيرون، إذ يتشتت الذهن بين المياه المعدنية الصحية ومياه الينابيع والمياه المفلترة وغيرها من الأنواع التي يكتظ بها السوق. وتعتبر المملكة من أكبر دول العالم في مجال تحلية المياه ويدخل ضمن ذلك الأعمال التي يقوم بها القطاع الخاص. لقد عرفت المياه المعدنية منذ حضارات سادت ثم بادت ويؤكد المختصون بالأغذية بأن المياه المعدنية تفوق أنواع المياه الأخرى لأنها تزود جسم الإنسان بالعديد من المعادن الأساسية بشكل طبيعي مثل المغنيسيوم والكالسيوم وتقلل من الإصابة بأمراض القلب بنسبة 40 بالمائة. إن مصطلح المياه المعدنية الطبيعية هو تعريف قانوني لجودة الطبيعية والعضوية التي تحتويها المياه المعدنية. ويؤكد المختصون بصناعة المياه المعبأة أن كل علامة تجارية تحمل مصطلح مياه معدنية طبيعية يجب أن تأتي من مصدر محمى ومعروف بظواهرة الطبيعية وتكون صحية بشكل طبيعي ودون تدخل الإنسان وبدون إضافات أو معالجات كيميائية ويجب أن تكون خالية تماماً من التلوث ولديها مكونات ثابتة ومتميزة، لذا فإن الطريقة الوحيدة التي تضمن بأن قنينة الماء المعروضة في الأسواق خالية من أية إضافات أو معالجات كيميائية هي أن يكون مكتوب عليها عبارة "مياه معدنية طبيعية". وكانت شركات تعبئة المياه قد دخلت في حرب أسعار ضخمة هددت بعض تلك الشركات بالإغلاق خاصة في فصل الصيف حيث يميل الناس إلى استخدام المياه أكثر من تناول المرطبات والمياه الغازية الأخرى. وأكد عدد من المطلعين على مجريات تلك الحرب أنها تفيد المستهلك في المقام الأول وذلك من ناحية الأسعار وكشف الضعف في بعض تلك الأنواع من المياه المعبأة ويفضح كل صناعة غير مطابقة للمواصفات يعني مطابقة المعايير العالمية للمياه المعدنية وكل صنف من المياه يحمل هذا الشعار المهيب عليه أن يحقق التطابق مع الشروط العالمية الصارمة للمياه المعدنية. السوق المحلية تعج بالعديد من أصناف المياه المعبأة في قناني كتب عليها بأنها مياه نبع أو مياه شرب معبأة أو مياه شرب صحية، وكل هذه التعريفات تختلف عن المياه المعبأة الطبيعية. ويحذر خبراء في هذه الصناعة من الخداع عند شراء المياه المعبأة في زجاجات، فمياه النبع قد تكون سحبت من مصدر غير محدد الجودة في أسفل الأرض ثم تمر بعمليات تنقية ومعالجات كيميائية حتى تصبح صالحة للشرب والاستعمال الآدمي، ومياه الحنفية قبل أن تصل المستهلك تكون قد عولجت ودخلت في عمليات حتى تتعادل مكوناتها وتضاف إليها معقمات مثل الكلور حتى تكون آمنة للشرب، أما عملية الفلترة المنزلية فأنها تزيل بعض الشوائب العالقة ولا تغير من مكونات المياه، ومع ذلك لا تتوفر في المياه المفلترة الجودة الطبيعية.