في الحلقة الماضية من عيادة "الرياض" تكلمنا عن أهمية التوعية الصحية من المستهلك ومن قبل المسؤولين في مصانع تعبئة مياه الشرب الموجودة أو المنتجة داخلياً في المملكة أو المستوردة من الخارج عن مضار البرومات (Bro3). وفي هذه الحلقة نتكلم عن العناصر الأخرى اللازم اتباعها وتطبيقها في مياه الشرب المعبأة وضرورة الالتزام باتباعها أثناء تعبئة مياه الشرب وضرورة مراقبة هذه العناصر من قبل الوزارات المعنية والهيئات الصحية بالمملكة للمحافظة على صحة المجتمع، وهذا ما يتبع عادة في الدول الأوروبية وأمريكا ودول العالم المتحضر المتقيد بالشروط العالمية لمياه الشرب المعبأة كما ورد في Who منظمة الصحة العالمية، وكذلك الشروط المطبقة في وزارة الصحة الكندية. وحيث ان المعايير الموضوعة والمطبقة في مياه الشرب المعبأة في دول أوروبا وكندا وأمريكا تلزم أصحاب المصانع لتعبية المياه الالتزام بمقادير ونسب العناصر المعدنية والعضوية والأملاح الكيماوية وكذلك وجوب خلوها من البكتريا والفيروسات ومتبقيات المبيدات الحشرية والمواد المشعة وسلامتها من اختلاطها بمياه المجاري. وأن تكون المواد المطهرة في حدود النسب المتبعة في الدول المتقدمة. وكما سبق أن ذكرنا في العدد السابق من "عيادة الرياض" أنه وجد أن 59% من مياه الشرب المعبأة والمتداولة في السوق السعودي تحوي نسب عالية من مادة البرومات Bro3 والمستخدمة في تطهير المياه والناتجة عن العملية المعروفة (O3) (Ozonalysis) والمطبقة في دول أوروبا وأمريكا وكندا، وهنا نلقي الضوء على العناصر الأخرى من المعادن العضوية وغير العضوية والأملاح الكيماوية ونقول إن بعض مياه الشرب المعبأة في المملكة وكذلك بعض مياه الشرب المعبأة والمستوردة تحوي نسب أعلى من ما هو مسموح به عالمياً. ومن نتائج الجدول المنشور نجد أن مياه الشرب المعبأة سواءً السعودية أو المستوردة نجد أنها تحوي عناصر معدنية بعضها أعلى من المواصفات القياسية الخليجية وكذلك أعلى من المواصفات الأمريكية وهذا مما يفاقم مشاكل هذه المياه المعبأة وأنها مصدر من مصادر التلوث الكيميائي والذي له خطورة بالغة على صحة المستهلك سواء كان من المسنين أو المرضى والأطفال، وكذلك الإنسان العادي، مما يضاعف الجهد على المؤسسات والهيئات الصحية المعنية ومما يحتم إلزام شركات تعبئة مياه الشرب وكذلك المستوردين أو التجار لهذه المياه المعبأة من الخارج. فالبرومات (Bro3) كما ذكرنا في العدد السابق (14720) في يوم الأحد 12شوال 1429ه الموافق 12أكتوبر 2008م من "عيادة الرياض" . وعادة الإنسان العادي والذي يزن 60كم يحتاج إلى 2لتر ماء، بينما الطفل والذي يزن 10كم يحتاج 1لتر يومياً من الماء. ومياه الشرب قد تكون ملوثة إما بالمواد الكيماوية أو ملوثة بالبكتيريا أو المواد السامة الطبيعية، وهذا مما يؤثر على صحة وحياة الإنسان وخاصة إذا كانت هذه الملوثات بنسب عالية أعلى من المواصفات العالمية والخليحية، والذي سنتكلم عنه لاحقاً، ومن أمثلة الملوثات الكيماوية الزرنيخ والبنزين، ومن الملوثات المكروبية البكتريا والفيروسات والديدان، ومن الملوثات الطبيعية الزجاج الناعم، وتوجد مواصفات للمياه من منظمة الصحة العالمية (WHO) وهذه المواصفة العالمية يعتمد عليها معظم الوزارات والهيئات المسؤولة عن المواصفات والأنظمة والقوانين المتعلقة بصحة الأغذية والمياه والعوامل البيئية المتعلقة بالمجتمع، وهي تشمل مراقبة معامل مياه التحلية وكذلك مصانع الثلج وكذلك طريقة حفظ وتوصيل الثلج للمستهلكين، وكما سبق ذكره يجب العناية القصوى بمياه الشرب الخاصة بكبار السن والمرضى ومن عندهم مناعة منخفضة، وكذلك الأطفال والرضع والمرأة الحامل، فهؤلاء تغلى المياه المعطاة لهم حوالي دقيقتين أو ثلاث ليحصل لها التعقيم الكامل والقياسات والمواصفات العالمية لمياه الشرب المعبأة تتطلب وضع شروط الحماية والجودة لهذه المياه مثل وضع بطاقة باسم ومكونات المواد الكيماوية الداخلة في تحضير المياه، والجودة لهذه المياه ونظافتها وتعبئتها بطرق ذات جودة عالية تحفظ سلامتها خلال الفترة قبل استعمالها والتي قد تصل إلى سنة كاملة وتجعل هذه المياه آمنة للاستخدام الآدمي. وتتميز هذه المياه المعبأة أنها لا تحتوي أي مواد تؤثر على لونها وطعمها ورائحتها ولها مظهرها وشكلها الخارجي المقبول وانها خالية تماماً من بقايا التربة والرمال والشعر وأي مواد مرئية أخرى بالعين المجردة. أما المكونات غير العضوية وهي التي يجب أن تكون ضمن المواصفات الخليجية المعتبرة، وهذه المواد: المواد الصلبة، الكبريت، الكلورايد، الحديد، المنجنيز، النحاس، الصوديوم، الألمونيوم، الأمونيا، كبريتيد الهيدروجين، المواد الصلبة المذابة، درجة الحموضة أو PH. أما المكونات غير العضوية الكيماوية فهي الآتي: الزرنيج، الباريوم، بورون، الكادميوم، الكروميوم، السيانيد، الفلورايد، الفضة، القصدير، اليورانيوم، البريليوم، الرصاص، الزئبق، المولبيديبوم، النيكل، النترايت (NO3)، النتريت(NO2)، السيلنيوم، الأثمد. أما المواد الكيماوية العضوية فهي الآتي: الألكالاين كلورناتيد، الايثان كلور نايتيد، الهيدروكاربون، الأروماتيك، الكلورنيتد بنزين ومواد أخرى مثل الأكريلاميد، وهذه المواد وضع لها مواصفات لتكون بنسب قليلة جداً جداً حتى أن بعضها يجب أن لا يزيد على 1في المليون. أما مبيدات الحشرات فتكون في حدود ضيقة جداً جداً حسب المواصفات الخليجية ان تكون 1- 100في المليون ثمل الأترازين ولنران. أما المواد المطهرة مثل المونوكلورامين، والكلورين، فتكون في حدود 5.3أجزاء من المليون. أما المواد المطهرة الأخرى مثل البرومات تكون في حدود 25جزء من البليون (25ppb) الكلورايت 200جزء من البليون (200ppb)، التراكلورد اسبتوناترايل 1جزء من البليون (1ppb). أما المواد المشعة فيجب أن تكون في حدود نسبة قليلة جداً جداً إذا وجدت مثل الفا يجب أن لاتزيد على 1.0ب ك/ل (0.1 Bb/L) بنا لا تزيد على ا ب ك/ل (0.1Bb/L) أما الخواص البيولوجية حسب المواصفات الخليجية لمياه الشرب المعبأة فيجب أن تكون خالية من الطحالب والفطريات والحشرات وبيضها واليرقات وبقايا الديدان والأمبيا. المعلومات لمياه الشرب المعبأة تكون على القارورة ولا تكون على كرتون الماء أو الصندوق. نقل مياه الشرب المعبأة وكذلك التخزين حسب المواصفات الخليجية. مياه الشرب المعبأة يجب أن تنقل في وسائل نقل مناسبة مع ملاحظة حماية كراتين هذه المياه المعبأة. التخزين السيئ مثل الأماكن الحارة وتكون بعيدة عن الأماكن المعرضة للشمس وتكون بعيدة عن المواد السامة ومصادر الغازات السامة أو المواد السائلة الطيارة البترولية والكيماوية، وأن تكون هذه الأماكن باردة ومتهوية. مياه الشرب المعبأة قد تكون ملوثة ب "كربتوسبوريدم Cryptosporudrim نوع البرازايت أو الديدان والتي تكون موجودة في مياه البحيرات أو مياه الأنهار وخاصة إذا كانت هذه المياه ملوثة بمياه المجاري والبيارات وعادة هذه البرازايت لا تؤثر فيها طرق التعقيم المعروفة ويتطلب غليان الماء أما مياه القوارير المعبأة من الآبار العميقة فقد لا تكون ملوثة بهذه البرازايت لذلك يجب الاحتياط للأشخاص الذين عندهم ضعف في جهاز المناعة وكذلك الأشخاص المصابين HIV/ AIDS ومرضى السرطان، المرضى الذين يأخذون أدوية منع المنع وهؤلاء المرضى الذين جرى لهم نقل أعضاء مثل الكلى والكبد فهؤلاء يجب التأكد أن مياه الشرب نظيفة جدا وخالية تماماً من البرازيت Cryptosporidium وعليهم الاتصال على هذا الموقع: www.cdc.gov/pnbs/brochure/oi-cryp.htm أو جامعة كورنيل في الولاياتالمتحدةالأمريكية القسم الزراعي لأخذ المعلومات المهمة لمرض ضعف المناعة ومرض HIV/ AIDS: www.nalusda.gov/wqic/cornell.html pH أو درجة حموضة الماء لها معدل قياسي يتراوح بين 6.5- 8.5فعادة نقيس درجة الحموضة والقلوية، فالقراءة أقل من 6.5فقد تكون لها تأثير أكال أي مخرش بينما القراءة أعلى من 8.5لها قراءة ضارة ويكون طعم الماء مراً. Condnu Ctivity للماء أو درجة التوصيل تقرأ للماء الصالح للشرب 2000يو/سم (2000us/cim) وهذه الدرجة للتوصيل تقيس كمية المواد الكلية الصلبة الذائبة في الماء. وتحتوي عينات مياه الشرب المعبأة على كميات عالية من النترات (No3) أعلى من المواصفات الخليجية والمواصفات الأمريكية، وشرب هذه المياه المعبأة لفترات طويلة يؤدي إلى الاصابة بmethaemoglobineamia، وهذا يؤدي إلى نقص الأكسجين في الأنسجة الحية لجسم الإنسان. وكل من النترات (No3) والنتريت (No2) تنتج عن أكسدة النتروجين الموجودة في الهواء بنسبة حوالي 78% بواسطة الميكروب الحي microorganism في النبات والتربة والماء. وبعض المياه المعبأة والموجودة في السوق السعودية كذلك تحتوي على كميات عالية من الكبريتات (So3) والتي إذا زادت نسبها تصبح ذات تأثيرات ضارة على جسم الإنسان. ومما يزيد الأمر سوءاً هو أن بعض هذه المياه المعبأة قد احتوت على مواد خطيرة جداً مثل اليورانيوم المشع والذي يعد وجوده في المياه لفترات طويلة أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض السرطانية المختلفة. الصوديوم ليس له تأثير ضار على الأشخاص السليمين في الحدود الطبيعية وإذا زادت كمية الصوديوم أكثر من 200ملجم/ل فيعتبر نسبة الصوديوم أو ملح الطعام عالياًس ويسبب تخريش وتآكل الأجهزة وأنابيب أو أوعية نقل الماء وخاصة إذا كان الماء قلوياً أي (PH) أعلى من 8.5الأشخاص الممنوعين من أخذ كمية عالية من الملح للطعام أو الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الذين عندهم أمراض القلب أو المرضى الذين يعانون أمراض الأوعية القلبية عليهم تجنب الماء الذي فيه ارتفاع نسبة الصوديوم، وأن يكون في حدود 20ملجم/ل. والأجهزة التي تزيل عسر أو ملوحة الماء عادة تزيد نسبة الصوديوم بينما عملية Osmosis أو عملية تقطير الماء تؤدي إلى تقليل كمية الصوديوم. البوتاسيوم: الحد المقترح للبوتاسيوم 20ملجم/ل في مياه الشرب ولكن النسبة أعلى من 100ملجم/ل من الممكن تسبب تأثير ملين أو مسهل ونسبة البوتاسيوم أعلى من 340ملجم/ل فلها تأثير على طعم الماء ولها تأثير ضار على مرضى القلب. الكالسيوم: والحد المقترح منه 200ملجم/ل النسب العالية من الكالسيوم في مياه الشرب تسبب تكوين الحصى في الكلى والمثانة، الكميات العالية من الكالسيوم في المياه تسبب مشاكل في مغاسل الملابس وكذلك أثناء السباحة في المياه. الماجنسيوم: النسبة المقترحة والمقبولة في مياه الشرب هي 150ملجم/ل والماجنسيوم أحد الأملاح زيادتها تسبب تغيراً في طعم مياه الشرب حيث إن هذه الزيادة تعطي مرارة في طعم المياه.