يخطئ الأب الذي يعتقد أن الزواج يعقل ابنه ويرزنه ويشعره بالمسئولية في حالة طيشه ونزقه وتهوره واستهتاره فيهم بالبحث له عن أفضل الفتيات خلقاً وخلقة ويزوجه إياها وان كان غير راغب ساعتها في الزواج فيجعل من تلك الفتاة غير المتكافئة معه ضحية لسلوكه وشخصيته غير المكتملة وعقله الذي لم ينضج ويدرك مسئولية الزواج فيكون المصير المحتوم هو الطلاق لعدم تكافؤ الطرفين بعد أن تفشل محاولات الفتاة في إصلاح فتاها وتلقينه مسئولياته وواجباته وتفشل مساعي الأسرة في ذلك. ونفس الشيء يحدث من قبل الأب حين يجد من بين بناته فتاة طائشة ونزقة ومتعالية على سلطة أهلها وإرادتهم بعنادها واستبدادها فيرى أنه لا يصلح شأنها سوى الزواج فيتخير لها شابا من خيرة الشباب ويزوجها إياه ولو لم تكن مقتنعة تماماً من الزواج لعدم أهليتها له واستعدادها لتحمل مسئولياته وواجباته ولكنها توافق تحت إغراءات معينة فيكون الضحية هو ذلك الشاب الصالح الذي لم يرتبط بمن تكافئه في الشخصية وتفهمه وتنسجم معه وتتوافق مع طباعه واتجاهاته النفسية وأفكاره وتطلعاته وتلبي حقوقه ورغباته التي يطمح إليها في شريكة حياته فلا يجد عندئذ إلا الطلاق كحل وحيد للخلاص من مشكلته والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أليس من الأولى أن يقوم الأب بواجبه التربوي نحو أولاده بنيناً وبنات ولا يزوجهم إلا بعد أهليتهم للزواج؟.