نسبة الطلاق في بلدنا الحبيب نسبة مخيفة، وتدعو للقلق؛ فقد بلغت نسبة الطلاق 35 % في السنة، بمعني أن كل 100 حالة زواج هناك 34 حالة طلاق تقريباً. هذه النسبة أعلى بكثير من المعدل العالمي، وهو 18 %. قد يتساءل البعض: متى يحدث الطلاق؟ 60 % من حالات الطلاق تحدث في السنة الأولى من الزواج. هذا الوضع مؤشر سلبي، ويؤثر في المرأة المطلقة ووضعها الاجتماعي ونظرة المجتمع لها. ترى، ما الأسباب التي تدعو للطلاق؟ ببساطة هي سوء معايير اختيار الزوج أو الزوجة. ما هي معايير الاختيار؟ بالتأكيد هناك معايير مستمدة من ديننا الحنيف بالنسبة للمرأة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِي اللَّه عَنْه عَنْ النَّبِي صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ قَالَ: «تُنْكَحُ الْمَرْأَة لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ». أما الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض». وفي الواقع الاجتماعي هناك معايير أخرى، منها المستوى التعليمي والوضع الاجتماعي للعائلة، نسبها وحسبها وفارق السن وتكافؤ النسب ومقدار الصداق (المهر) ومكان إقامة حفل الزواج والسكن.. وهكذا. إن أسباب الطلاق كثيرة، منها سوء اختيار الزوج أو الزوجة، وفارق السن بين الزوجين، الذي ربما يزيد على 10 سنوات، والفارق التعليمي والثقافي والوضع الاجتماعي وعدم قناعة الفتاة بالعريس، ومن ثم إقناعها وزواج المصلحة، والضحية عادة تكون الفتاة. عادة هذه المعايير تختلف من منطقة إلى أخرى، لكنها في الواقع معايير بعيدة عن الاختيار الصحيح. إن وضع المرأة المطلقة في مجتمعنا وضع مأساوي من ناحية نظرة المجتمع لها؛ إذ تتحمل نتائج الطلاق، أما الزوج فلا يعنيه الأمر، وهي التي تتحمل اختيار ولي أمرها للزوج المناسب؛ فهناك آباء لا يأخذون وقتهم في السؤال عن العريس فيكتفون بالبحث السطحي، والضحية الفتاة. في مجتمعنا تقع مسؤولية اختيار الزوج على ولي الأمر وعلى الأم في اختيار الزوجة التي لها معايير خاصة، ومن ثم تقنع ابنها، وهذا خطأ؛ فلا تقنع الشاب بالفتاة التي لم يرها، وأحياناً النظرة الشرعية تغيب عن الجميع. التأني في الاختيار مطلب ملحّ، وطريق معبد للحياة الزوجية السعيدة.