نسمع اليوم عن بعض الفتيات من تقبل أن تكون متزوجة سرا لسبب أو لآخر!، وحينما نلقي الضوء على الأسباب نجد أن منها تقليل التكلفة على الشاب وكذلك حاجة الفتاة المادية وبحثها عن الاستقرار النفسي حتى ولو كان مؤقتا ، «الرسالة « فتحت ملف الزواج السري وماهي دواعيه وأسبابه ؟ وماهي أبرز آثاره ؟ وكيف يمكن الحد من التلاعب بالزواج السري ؟ وغيرها من المحاور في ثنايا هذا الموضوع: بيّن المدرب والباحث المتخصص في شؤون المراهقة أ. فهد الحمدان أسباب الشباب في الزواج السري فقال :» رغبته في عدم تحمل التكاليف الاجتماعية و المالية للزواج الرسمي ، قدرته على التملص من عقد الزواج بسهولة ، العقبات التي وضعها المجتمع في طريق إعفاف الفتى و الفتاة بتضاعف تكاليف الزواج و تأخيره و تيسير سبل الفاحشة عن طريق وسائل الإعلام المثيرة للغرائز ، و يعلن الشاب زواجه بعد أن يستطيع تحمل تكاليف الزواج المعلن المادية و الاجتماعية و بعد أن يرى أنه قد انسجم مع زوجته و أنه يستطيع إكمال مشوار زواجه منها « وأضاف الحمدان :»الفتاة عاطفية و هي تندفع في الحب اكثر من الرجل و ترغب في تكوين أسرة مستقرة و تريد أن تسعد في حياتها مع من اختارته بنفسها ، وهو يقنعها بهذا الزواج إلى أن تتحسن ظروفه ، فهي لا ترى حلا آخر مع من ترى مستقبلها معه ، وتلاعب الشباب في الزواج السري واضح بسبب ما يلي : عدم تحمله تكاليف لهذا الزواج مما يجعل تخليه عن زوجته سهلا ، تنازل الزوجة عن حقوقها في إعلان الزواج يجعل زوجها يزهد فيها ، قد يعتبر الشاب الزواج السري وسيلة مؤقتة لإشباع رغباته الجنسية ثم إذا تحسنت أحواله المادية فإنه يبحث عن فتاة أخرى ليتزوجها لأنه ينظر لزوجته الأولى بنظرة دونية لأنها تنازلت عن حقوقها المستحقة شرعا ، الزواج السري قد يكون وسيلة لكي يحاول الشاب أن يجرب أكبر عدد من الزوجات ليستمتع أكثر ما دام أنه لا يدفع مقابل ذلك إلا القليل!! « الحد من هذا الزواج واسترسل الحمدان موضحا الآليات للحد من الزواج السري فقال :»تقديم إعانات حكومية للمتزوجين لتيسير الزواج و تقليل تكاليفه ، أن يقبل الآباء و الأمهات بمن يتقدم للزواج من بناتهم إذا كان ذا دين و خلق و سيرزقهم الله لأن من سلك طريقا لإعفاف نفسه سييسر الله له ذلك، تقليل تكاليف الزواج عن طريق أفكار رائعة مثل الزواج الجماعي و عدم المبالغة في المهور و التكاليف الأخرى للزواج، من أخطر مشاكل الزواج السري هو إنجاب الأطفال الذين يكونون غالبا ضحية لزوجين لم تنضج تجربتهما بعد و لم يكونا مهيئين لتقبّل فكرة أن يكون لديهما اطفال وهذا أسوأ بكثير من وضع الأطفال في الأسر التي تنتج عن الزواج المعلن لأن الانفصال و الطلاق بين الزوجين في الزواج السري أكثر احتمالا بمراحل من الزواج المعلن . بوابة للزواج العرفي ومن جهة أخرى وضح المستشار الأسري عبدالرحمن القراش أسباب الزواج السري فقال:» غياب الحوار داخل الأسرة الذي يساهم في عدم فتح قنوات للاتصال بين الفتاة ووالدتها والاب وابنه فيحدث غياب التربية الدينية السليمة التي تعطيها الاسر لأبنائها حيث يفتح الباب امام احد الخيارين إما التطرف واللجوء لاستسقاء قواعد الدين من غير اهله وإما على الناحية الاخرى وهي العبث الكامل وعدم الاكتراث بأي شيء وكلاهما خطره مدمر ، انشغال الأب أو الأم بالعمل يقلل من قدرة الأسرة على متابعة الأبناء وإعطائهم الجرعة الكافية من الحب والحنان والتوجيه وغياب القدوة والإطار المرجعي الذي يردون إليه للحكم على تصرفاتهم. اشباع غرائز وأضاف القراش :»معظم الشباب على وجه الخصوص لا يرى لمستقبله بارقة أمل في ظل البطالة العالية التي يعانى منها المجتمع ، ومعظمهم متأكد انه لن يضيف شيئاً بتخرجه سوى صفر ورقم في طابور طويل من العاطلين الذين ينتظرون الحصول على فرصة عمل . وعليه يدخل في تجارب عاطفية متعددة تتدرج من مجرد الاعجاب الى التورط في زواج سرى يستطيع خلاله اشباع حاجاته ورغباته ودون أية قيود أو شروط ، كذلك التربية والرقابة وضعف الوازع الديني التي لا تتم بشكل جيد للشاب مما يجعله ينحدر في علاقات مشبوهة ، الزواج السري بحق يهدد بشكل مباشر قوة النسيج والترابط المطلوب حدوثه بين أفراد المجتمع كما يهدد الأمن الاجتماعي المطلوب داخل كل إنسان حيث يصبح من الممكن أن يتزوج سريًا مما يخلق لنا مجتمعا مفككا هزيلا ينزع للشهوة والابتذال لذلك فإننا نطلب من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل بالرفع للمقام السامي بزيادة المعونات للشباب المقبلين على الزواج وتحديد المهور لكي لا يلجأ أبناؤنا وبناتنا إلى بعض المسميات التي كل يوم نسمعها غير الزواج العرفي مثل زواج « المسفار – الوناسة – المتعة – السري « ونطالب من جهة أخرى المجلس الأعلى للإفتاء أن يصدر فتوى موحدة في مثل هذه الزواجات التي تهدم الكيان الاجتماعي كما نطالب المنابر الإعلامية التنبيه على خطورة مثل هذه الزواجات ونشهد لجريدة المدينة بنجاحها على تسليط الضوء على مثل هذه الامور « التعدد السري وبين المستشار الأسري د. خليفة المحرزي أن التعدد السري ظاهرة فقال :» ظاهرة التعدد السري تعتبر جديدة وخطيرة على المجتمع وهي في ازدياد مستمر، كما أن أسبابها منطقية جداً، منها ما يعود إلى الموروث الاجتماعي، على اعتبار أن ظاهرة تعدد الزوجات محرمة في ثقافتنا الاجتماعية ، وعادة ما يقوم بها العديد من الذين يملكون المال والوفرة المادية ، ويلجأ كثير من الرجال إلى الزواج السري، حيث توجد نسبة كبيرة بين النساء يقبلن به ، إما لكونهن مطلقات يعُلن أسرًا ويرغبن في من يساعدهن في ذلك ، أو أنهن فتيات تقدمت بهن سن الشباب ويخشين أن يفوتهن قطار الزواج، أو مدفوعات بالحاجة المادية فتلجأ المرأة الفقيرة عادة للرضوخ لرغبة الرجل الغني في الزواج منها سرا، ومثل هذه الحالات تكثر بين كبار المسؤولين ورجال الأعمال ، أما أبرز الأسباب الداعية لهذا الزواج فهي : ضعف أو غياب الوازع الديني: حيث يفتقر العديد من الرجال هذه الأيام إلى ثقافة دينية سليمة ، الأسباب الاجتماعية: والمقصود بها هنا دور الأسرة قبل كل شيء في الاهتمام بأولادها وتوعيتهم بخطورة الانصياع وراء أصدقاء السوء أو مجرد تقليد البعض دون وعي ، صارت ظاهرة تعدد الزوجات والطلاق في المجتمع الخليجي مصدر قلق بالنسبة للكثير من النساء ، ونستطيع القول أنه في مقابل انتشار ظاهرة الطلاق انتشرت ظاهر الإقبال على الزواج من النساء المطلقات بين الرجال ، ولا يستطيع أحد إنكار وجود ظاهرة التعدد السري في المجتمع ، وهي ظواهر عرفها المجتمع الخليجي مؤخرا نتيجة لتطور العلاقات الانسانية بين الأفراد وتكييف الأمور بالطريقة التي تتناسب مع رغباتهم الجنسية ، فإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة في مصر مثلاً تشير إلى أنه من بين 230 ألف حالة زواج ثان، توجد 185 ألف حالة زواج سري، أما في السعودية فالمجتمع يعتبر أن كل حالة ولها ظروفها، في حين لم تشكل في الإمارات مثلاً ظاهرة تستحق الدراسة ، بل مجرد حالات بدأت تتكاثر وتمارس بين الشباب ولكن المؤشرات تقول بأنها في تزايد « عبث ومغامرة وأضاف المحرزي :»الزواج نظام اجتماعي متكامل وهو عقد ارتباط مقدس بين رجل وامرأة يمضيه الشرع ويباركه الله تعالى ، ولا ينبغي أن يصير مادة للعبث أو المخاطرة والمغامرة ، واللعب بالدين ، بل الواجب أن يؤدي إلى حياة استقرار ، وبناء أسرة ناجحة ، ولكنا لا نجد شيئًا من ذلك في الزواج السري ، فلا ألفة بين أسرتين ، ولا إذن لولي ، ولا مهر ولا نفقة ، ولا مسكن ولا متاع ، ولا أسرة ولا أولاد ، ولا حياة مشتركة ولا قوامة للرجل ، ولا طاعة من المرأة ، ولا علم بين الناس ، ولا يجري التوارث بين الخليلين ، معظم هذه الزيجات تنتهي بالفشل لأنها تحمل عوامل فشلها منذ بدايتها فهذه الزيجات لا تصمد أمام الخلافات الزوجية والاختلافات الطبعية في الحياة الزوجية السويّة لأنها تفقد الضوابط الأخلاقية، والضمانات المجتمعية التي تجعلها تجتاز الصعوبات و الطوارئ والمشكلات التي لا تخلو منها حياة زوجية، يفتح هذا الزواج أبواباً للفساد لأن نهايته معلومة، وعواقبه الندم والحسرة ، ولأنه قائم على أسس واهية فإن أول من يخرج عليه هو الزوج المزعوم لأنه يستمرئ هذه الحياة التي لا يرتبط فيها بعقد ولا مسؤولية فيلجأ لأخرى يخدعها بهذا الزواج المزعوم القائم على الرغبات والأهواء ، تعتبر الزوجة أن اقدام الزوج على الزواج السري إهانة للزوجة الأولى، ويمثل انتقاصا من كرامتها وفقا للمنظور التقليدي لكرامة المرأة عند المجتمع الخليجي ، لدرجة أن بعض الزوجات من تطالب بالانفصال في حال اكتشافها الأمر ، كما تسبب هذه الزيجات السرية في الغالب نزاعات بين الزوجين، خصوصا بعد أن تجد المرأة الجديدة نفسها مضطرة لكشف الزواج بعد حملها أو وضعها لمولود، وتكثر إثارة النزعات المترتبة عن مثل هذه الزيجات السرية أمام قسم التوجيه الأسري بدائرة المحاكم في الدولة». لا يحقق المقاصد واسترسل موضحا الآثار المترتبة على الزواج السري فقال:» انها لا تحقق مقاصد الزواج الاجتماعية والإنسانية لأنهما يحرصان على كتمان أمرهما وإخفاء فعلهما ويتملكهما دائماً الشعور بالإثم والخوف من المستقبل والقلق والاضطراب وهو ما يفتح باباً للفساد لانهاية له ، كما فتح هذا الزواج السري الباب واسعًا أمام بعض البنات الصغيرات اللواتي هنّ في سن لا يكاد يصدق ، سن ما قبل السادسة عشرة أو ما بعدها ، فإذا تركها واحد من أخدانها بحثت هي عن آخر ، دون أن تسمع عن شيء اسمه عدة المطلقة ، وكيف تسمع والزواج بالأصل باطل، وتعتاد هذا النوع من الزواج البغائي ، فبعضهم وقع في براثن هذا الزواج السري بحسن نية ، الآثار القانونية : لا يترتب على الزواج السّري أية آثار قانونية تحمي الفتاة وتلزم الشاب بمسؤولياته تجاهها.. أولاً عدم توثيق العقد بشكل قانوني لا يثبت النسب ولا يحق لها أية مستحقات مادية من نفقة أو نصيب من الميراث ، وفي حالة وجود طفل فلمن ينسب هذه هي المشكلة الأكبر واعتقد بأن أكثر القضايا المرفوعة أمام المحاكم الشرعية هي دعوى لإثبات النسب ، الآثار الاجتماعية والنفسية : يعتبر هذا الزواج تجربة مريرة بكل ما في الكلمة من معنى ، فالفتاة التي تقدم عليه ضائعة نفسياً، وتظل طوال العمر تلوم نفسها على ما فعلته في حقها، مرفوضة اجتماعياً، فمن يرضى بها ان تكون زوجته وهي صاحبة تجربة يصفها البعض صراحة بأنها «زنا»، ، وقد يلجأ الإنسان إلى السرية في أفعاله عندما يشعر أن في عمله عيباً أو نقصاً ما. لكن السرية بحد ذاتها تترك آثاراً سلبية. وفي هذه الحالة تكون الآثار الاجتماعية والنفسية السلبية بالغة الخطورة. وحتى حين يكون الزواج السري حلاً فعلياً لمشكلة واقعية، يجب البحث أولاً، بكل الإمكانات، عن حل علني وواضح. فالعلنية تدل وتؤكد الثقة بالنفس. كما أنها تحافظ على كرامة الرجل، والمرأة خصوصاً لوضعها الاجتماعي الحساس في المجتمع ، وهناك من يرى في الزواج السري ملاذاً آمناً من ارتكاب الخطيئة ، وهناك من يجد فيه امتهاناً لكرامة المرأة وحقوقها ،أما الزوجة الأخرى فترى في الزواج السري، في حال الاضطرار إليه، خلاصاً من شبح العنوسة بعدما بلغت الخامسة والثلاثين من العمر دون أن يخطبها أحد. لكنها تعتقد أن أوراق القوة تزداد في يد الرجل في هذا الزواج. فهو صاحب الحق الأخلاقي بأن يشهر أو لا يشهر زواجه ، وهذا النوع من الزواج السرّي يحمل كثيراً من المخاطر التي تمس المجتمع والأفراد ويمكن أن نجمل بعضها فيما يلي:أولاً: يخالف هذا الزواج ما تعارفت عليه المجتمع من أن الزواج نظام اجتماعي ينبني عليه قيام أسرة جديدة في إطار النظم الاجتماعية التي تحددها المجتمعات ،ثانياً: الزواج الشرعي وسيلة لتحقيق أهداف المجتمع في التعارف والتزاوج وتوثيق الصلات ومقاصد الشرع في إيجاد السكن والمودة في الأسرة ،ثالثاً: الزواج السرّي يخلو من ضوابط الزواج الصحيح القائم على صيغة عقد وولي ومهر وشهود وإشهار ، رابعاً: الزواج السرّي يخالف الزواج الشرعي الذي يحقق الإشباع الجنسي والعفاف والمتعة الحلال وليس عبارة عن لقاءات جنسية عاجلة، ومتعة محرمة يتم بين شخصين يحركهما الجنس، وتدفعهما الشهوة دون الارتباط بالمسؤوليات الاجتماعية والخلقية المطلوبة من الزوجين، وهذا ما يفقد هذا الزواج الكفاءة بين الزوجين والتباين في الصفات، والتنافر في الأخلاق، خامسا : كم يحمل من الإيذاء لزوجة السر التي قد يهددها الزوج بالطلاق في أي وقت، وقد لا يرغب بإنجاب الأولاد منها «