ننتقد المرأة كثيراً سواءً في كتاباتنا عنها أو في مجالسنا العامة وننتقدها على نوعية لبسها وطريقته وتصميمه وخروجها إلى الأسواق من غير محرم وهي متبرجة بمظهر مغر وبروائح عطرية نفاذة ومثيرة وبحذاء عال يحدث إيقاعاً موسيقياً يلفت الانتباه ونقاب يبرز العينين الكحيلتين والوجنتين الورديتين بلون مسحوق التجميل كما يبرز جزءا من شعر الرأس المصبوغ بأحدث أصباغ الشعر والمقصوص بآخر صيحة من القصات العصرية، وننتقدها فيما تختاره من ملابس غير لائقة لحضور حفلات الزواج كالملابس التي تكشف الساقين أو التي تظهر جزءا من الصدر والظهر والفساتين المخصرة والسراويل الضيقة التي تجسم الجسم تجسيماً يتعارض مع الحشمة والحياء والأدب الذي عرفت به المرأة المسلمة في بلادنا الملتزمة بالدين الإسلامي وآدابه الفاضلة التي تصنع الشخصية المثالية للمرأة، ولا ننتقد أنفسنا كأولياء أمور سواء كان الواحد منا أباً أو زوجاً أو أخاً على إهمالنا وعدم اهتمامنا بأسرنا، فلو كنا نحاسب المرأة على كل تصرف غير لائق أو لبس غير محتشم أو تقليد سيء ونراقب تصرفاتها وأفعالها ونوعية النساء اللاتي تحتك بهن والبيوت التي تزورها ونضطلع بدورنا التوجيهي والإرشادي والتربوي باعتبارنا ذوي القوامة عليها لما بدر منها شيء من ذلك.. عدم التكافؤ يخطئ الأب الذي يعتقد أن الزواج يعقل ابنه ويرزنه ويشعره بالمسئولية في حالة طيشه ونزقه واستهتاره فيهم بالبحث له عن أفضل الفتيات خلقاً وخلقة ويزوجه إياها، وإن كان غير راغب ساعتها في الزواج، فيجعل من تلك الفتاة غير المتكافئة معه ضحية لسلوكه وشخصيته غير المكتملة وعقله الذي لم ينضج ويدرك مسئولية الزواج، فيكون المصير المحتوم هو الطلاق لعدم تكافؤ الطرفين، بعد أن تفشل محاولات الفتاة في إصلاح فتاها وتلقينه مسئولياته وواجباته وتفشل مساعي الأسرة في ذلك. ونفس الشيء يحدث من قبل الأب حين يجد من بين بناته فتاة طائشة ونزقة ومتعالية على سلطة أهلها وإرادتهم بعنادها واستبدادها فيرى أنه لا يصلح شأنها سوى الزواج فيتخير لها شابا من خيرة الشباب ويزوجها إياه، ولو لم تكن مقتنعة تماماً بالزواج، لعدم أهليتها له واستعدادها لتحمل مسئولياته وواجباته، ولكنها توافق تحت إغراءات معينة، فيكون الضحية هو ذلك الشاب الصالح الذي لم يرتبط بمن تكافئه في الشخصية وتفهمه وتنسجم معه وتتوافق مع طباعه واتجاهاته النفسية وأفكاره وتطلعاته وتلبي حقوقه ورغباته التي يطمح إليها في شريكة حياته فلا يجد عندئذ إلا الطلاق كحل وحيد للخلاص من مشكلته. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أليس من الأولى أن يقوم الأب بواجبه التربوي نحو أولاده بنين وبنات ولا يزوجهم إلا بعد أهليتهم للزواج؟.