لم يعد المنصب الوزاري رمزا للوجاهة بقدر ماهو مهمة عمل شاقة.. فتعيين الوزير الان اصبح نوعا من الدخول في معركة مع كثير من التعقيدات الادارية وبيروقراطية الانظمة والموظفين، ومواجهة كم لا حدود له من امال المواطنين واحلامهم، خاصة بعد ان تضاعف عدد السكان وكثرت المطالب والمتطلبات لم يعد الوزير ذلك الشخص اللبق الذي يمكنه ان يبني علاقة مجاملات واسعة مع الناس، بقدر ماهو ذلك الاداري المحنك الذي يستطيع تجاوز عقبات المجاملات وكسر جشع الموظفين وحبهم للسيطرة والتبلد في المكاتب.. الوزير اصبح الان (مسؤولا) بمعنى انه سوف ينام وفي مخيلته الف شكوى من المواطنين وفي جفنه الف علامة استفهام حول وضع مكاتب الوزارة وموظفيها وكفاءتهم حيثما كانوا، في العاصمة او قرى الشمال النائية او جبال الجنوب الشاهقة العلو او على ضفاف البحر. يتعين على الوزير الان ان يصبح مستعدا لتقبل الرأي، وتجرع مرارته ومستعدا لتحمل سنان السكاكين وهي تنغرس في لحمه في المجالس.. واكثر الوزراء نجاحا في تاريخ الحكومات هم الذين لا ينزعون الى الاحتجاب عن رأي العامة، وشكاوى الناس بل يستفيدون منها ويرون انفسهم في عيون الناس.. ثم يحكمون على مدى ما انجزوه من الامانة.. الامانة ثقيلة وجسيمة، وما اختارهم ولي الامر للنهوض بها الا لانهم جديرون بحملها وادائها على افضل ما يراه ولي الامر والناس. وفيما يلي نقدم كثيرا مما يراه المواطنون ونخبة المجتمع بحاجة الى بذل الجهد وشحذ الهمم لتوالي الانجاز والمحافظة على المكتسبات التي حققتها بلادنا بهمة الرجال وسهر المخلصين. وزارة التربية والتعليم مواكبة متطلبات السوق بتخريج تخصصات تقنية تكثيف المناهج وتحديثها لتخريج طالب مثقف تمثل وزارة التربية والتعليم نقلة كبيرة في مسيرة التعليم بالمملكة، خصوصا التعليم الجامعي، واجمع الخبراء والأكاديميون ان على الوزارة مسئوليات جسام تتمثل في احداث طفرة تكنولوجية، وتوسيع قاعدة القبول للطلاب والطالبات، إضافة الى ضرورة مواكبة هذه الوزارة لمتطلبات السوق، والابتعاد كليا عن التخصصات البالية التي تعرقل مسيرة التنمية كما أنها تخرج تخصصات لا يطلبها سوق العمل.. في السطور التالية تركنا الحرية للأكاديميين والمواطنين لطرح رؤاهم وأفكارهم ومتطلباتهم فيما يخص الوزارة الجديدة. في البداية يقول د. ظافر بن عبدالله الشهري استاذ مشارك بجامعة الملك فيصل، أتمنى أن يكون لوزارة التعليم العالي دور في اعادة النظر في كثير من التخصصات التي أصبحت تخرج عاطلين بدلا من ان تقوم بتخريج عاملين، فالوزارة بحاجة لأن تفكر بجدية وعقل لا بعاطفة في هيكلة كثير من الكليات التي توجد بهاأقسام لم يعد سوق العمل في حاجة لها حتى لا نجني على الوطن بتخريج شباب ليس لهم فرص عمل ونجني على الشباب بتخريجهم عاطلين عن العمل مما يضاعف اعداد ونسبة البطالة بالمملكة. شؤون هيئة التدريس ويرى د. عبدالمنعم محمد القو ان هذه الوزارة يتطلب منها الانتهاء من أعمال لجنة دراسة شؤون أعضاء هيئة التدريس، وقد كان لزيارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لجامعة الملك سعود بالرياض أكبر الاثر في تحقيق العدالة أسوة بالجامعات الخليجية على أقل تقدير لما فيه استقطاب الخبرات السعودية واحلالها محل غير السعودية في العديد من المجالات على مستوى المملكة وبما يتوازى مع التمدد الأفقي للجامعات الأهلية المتوقع قريبا وكذلك التوازن في مواءمة مدخلات التعليم مع مخرجاته بحيث يتم الحد من التخصصات الفائضة عن الحد المعقول ودمج الكليات المتوازية مع بعضها البعض للحد من الهدر المادي. نوعية الخريج ويلتقط خيط الحديث د. محمود بن محمد نقادي عميد كلية العلوم بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ويقول ان التعليم العالي يوجد به العديد من التخصصات مما يؤدي الى جودة نوعية مستوى الخريج الحاصل على البكالوريوس فهناك بعض الجامعات متميزة بأدائها وتوجد بعض الكليات بها كلية أو كليتان ولكن نحن بحاجة الى مؤسسة الاعتماد الاكاديمي أو التقويم فالوزارة اقترحت مشروعا لمؤسسات الاعتماد الأكاديمي فهناك تضارب لمصالح وهناك تقييم للبرامج في الجامعات، ونعلق آمالا كبيرة على هذه المؤسسة لتحسين الأكاديمي والرفع من مستواه العلمي. اكتساب علوم ومعارف ويشير د. عبدالله بن أحمد المغلوث إلى أن هذه الوزارة هي التي تضخ أبناء الوطن الى وطنهم بعد تهيئتهم علميا من خلال اكتساب العلوم والمعارف الجيدة وايصالهم الى المجتمع لعملية التطبيق الفعلي على ذلك، واقترح على هذه الوزارة أن توسع القبول للطلاب والطالبات بحيث يكون هناك تنسيق مع وزارة المعارف في استقبال الخريجين لأن هناك الكثير منهم يحقق معدلات جيدة ولكنه يفشل في اجتياز اختبارات القدرات التي تحددها بعض الجامعات وهذا يتطلب أن يؤخذ باعتبار هذه المؤسسة عمل طريقة للقبول أفضل من اختبار القدرات لأن هناك من يفشل في تجاوزه. تطوير المعلم ويتطرق د. عبدالله بن أحمد المغلوث إلى نقطة مهمة وهي الاهتمام بدور المعلم وتطويره ومنحه العديد من الدورات التدريبية التي تمكنه من أداء دوره التعليمي بشكل يساعده على تقديم الأفضل لأبنائنا الطلاب، والمعلم تتوفر لديه العديد من الامكانيات التي لم تكن متوافرة في السابق ومنها ايجاد المرافق التعليمية الجيدة ومنها الفصول الدراسية المهيأة للدراسة بشكل يعطي المعلم والطالب الامكانية العالية للتعلم. تطوير المناهج ويؤكد د. ظافر بن عبدالله الشهري أن هذه الوزارة يتطلب أن تقوم بدور أفضل في تطوير المناهج خاصة أن الطالب أو الطالبة يقومون عن طريق التلقين الذي كان يمارس في السابق، وهذا لا مجال له في عصر التكنولوجيا الحديثة المتطورة الذي تشهده الأمم المتقدمة وبلادنا ولله الحمد تحظى بهذه المقومات بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وأشار د. الشهري إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية دفع الطلاب والطالبات بالمنطقة الشرقية نحو التفوق والتميز في دراستهم من خلال جائزة سموه للتفوق العلمي والتي كانت لها نتائج مثمرة في رفع التحصيل العلمي بالمنطقة والتنافس الشريف بين الطلاب وهذا نهج مهم يجب أن تتبعه الوزارة. ويضيف د. محمود محمد نقادي قائلا: لاشك ان الوزارة مرتبطة بمصير أجيال من ناحية التدريس الجيد الذي يمكن لهؤلاء الناشئة اكتساب العلوم والمعارف بشكل يواكب العصر الحديث من التقنيات العلمية الجيدة، ولاشك أن وزارة المعارف تدرك هذا التوجه من خلال اضافة مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه للحاسب الآلي، وكما نرى أن هذا المشروع الضخم سوف يدعم الكثير من الأمور التعليمية ويحقق مصلحة تفوق أبنائنا وبناتنا، والوزارة لديها أعتقد الكثير من الدراسات التي تفعل تطوير التعليم. ويتطلب من هذه الوزارة أن تنفذ نظام شهادة التدريس وتعطى للمعلمين كل 5 سنوات تحددها الوزارة لكيفية متابعة أحوال المعلمين ومدى استمراريتهم. نظرة رجال الأعمال ويقول رجل الأعمال عادل السحيمي لا أعلم شيئا عن هذه الوزارة ولكن بنظرة فاحصة لمايتعلمه أبنائي ونموهم الادراكي، اعتقد اننا بحاجة الى نقلة جذرية في طرق التدريس ممن يؤهل للتدريس؟ وممن يشرف على هيئة التدريس؟ وممن يحدد المناهج؟ وكيفية تحديد المناهج؟ وغير ذلك من أسئلة قد يضيق بها المقام. ويرى رجل الأعمال احسان عبدالجواد ان التعليم بحاجة الى تطوير للمناهج وايجاد بناء للفرد حيث ان الطالب لدينا (يحفظ) ولا يناقش، وهذا يتطلب اعادة نظر في المناهج وتطويرها وكذلك فتح جامعات لاستيعاب الطلاب الخريجين. ادخال الانجليزية ويقول رجل الأعمال سامي الحكير اننا بحاجة الى تغيير للمناهج وادخال اللغة الانجليزية لانها تمثل الاساس في الحاسب الآلي لاستخدامه بالشكل المطلوب. رأي المواطن ومطالبه ويقول خالد العبدالله: أتمنى أن تقوم الوزارة بتوسيع القبول بالجامعات خاصة أننا نرى أن عدد المتقدمين يتجاوز على سبيل المثال العشرة آلاف طالب وطالبة فيما لا يتم قبول إلا الفين أو ثلاثة آلاف، وبقية المتقدمين ما مصيرهم؟ ويجب أن تأخذ هذه الوزارة نواحي أخرى في امكانية القبول لأن التعليم الجامعي يمثل أهمية كبيرة للطالب من نواح كثيرة سواء منها اجتماعية أم وظيفية فهو يتطلب أن يتاح للجميع وان كان بفرص أو أمور أخرى تأخذ من أجلها دراسات ذوي الخبرة في هذا المجال. ويقول علوي الشويكي أتمنى من وزارة التعليم العالي ان تراعي متطلبات سوق العمل خاصة أن هناك بعض الخريجين يحصلون على شهادات جامعية ولا يتمكنون من الحصول على الوظيفة، ويأتي ذلك نتيجة عدم معرفة متطلبات السوق في المجتمع، وهذا يجب أن تأخذه هذه الوزارة في اعتبارها عند البحث عن التخصص الذي يسمح للقبول في الوظيفة بعد التخرج، ولكننا نرى أن الطلاب انفسهم يبحثون عن السوق وهذا لمن لديه المعرفة والبعض لا يعي ذلك، وبالتالي نرى من يدخل في مجال ما بالتعليم وهو لا يرغب فيه. فالمرحلة الجامعية تعتبر هامة في تحديد مصير وأهداف الطلاب لأن هذه المرحلة تشكل أهمية كبيرة في البحث عن الموهبة والرغبة. ويقول حسين هجلس: أتمنى من الوزارة أن تكثف المناهج الدراسية بشكل يمكن الطالب أن يكون مؤهلا دراسيا على مستوى الشهادة التي يحصل عليها، فهناك بعض الجامعات تعتمد على (التلخيصات) دون البحث عن المراجع التي تدفع الطالب الى البحث عن المعلومة والقراءة والاطلاع على امهات الكتب، لان الطالب الجامعي في هذه المرحلة اذا ما اعتمد على الاطلاع والبحث عن امهات الكتب، فإنه لن يبحث عنها بعد ذلك. ويقول محمد القصيبي أتمنى أن لا تعتمد الوزارة على عدد الخريجين فقط دون البحث عن جودة هؤلاء الخريجين وامكانية الاستفادة منهم لخدمة مجتمعهم وذلك من خلال وضع مناهج مركزة في التخصصات دون إيجاد فروع لها وهذا يقوي من تخصص الطالب وتمكنه من مادته مع تخصيص مواد اضافية (معلوماتية) أخرى يستفيد منها ولكنها لا تدخل معه في جانب الاختبارات والحصول على الشهادة الجامعية. وتقول أم بدر: هذه الوزارة يتطلب منها حل المشكلات التعليمية مع منسوبيها وإعادة دور المعلم كما كان في السابق لأن هذه المصلحة تعود الى أبنائنا الطلاب من حيث اكتساب صفتي التقدير والاحترام. وتقول أم نايف: أتمنى أن تتيح هذه الوزارة الفرصة لأبنائنا الطلاب والطالبات بالتحدث التلقائي دون الارتباك و فإننا نرى البعض من الطلاب لا يجيدون التحدث بطلاقة وهذا له مسببات لربما يكون من عملية نوعية التدريس الذي يحدث في المدارس، ومتى ما توافرت الأساليب التعليمية الجيدة ووضع معلمون مؤهلون، فإننا نرى ذلك ملموسا أمام أبنائنا في عملية التحدث.. اضافة الى أن تقوم به هذه الوزارة بإلغاء التقويم المستمر الذي أراه لايخدم بشكل جيد كما يتصوره البعض فإنني أقترح اعادة النظام القديم في التعليم. وتقول أم خالد: إن هذه الوزارة عليها مسؤوليات كبيرة خاصة وأنها تقوم بتربية الناشئة من أبنائنا الطلبة وهذا يتطلب أن تؤسس فيهم أمورا كثيرة في الأمور الدينية والثقافية وغيرها وكل ذلك متوفر ولله الحمد ولكن يجب أن يكون له تفعيل أفضل، فإننا دائما ما نسمع عن الأنشطة والبرامج التي تتم عبر الصحف المحلية من هذه الوزارة ولكن قد لا يكون اثرها واضحا أمام الطلاب والطالبات لأنه لا يوجد من يفعل ذلك من قبل المعلم.. وأنا أتصور أن هذا الدور التربوي الذي يقوم به المعلم أمر مهم في تطوير الأساليب التربوية للطلاب الذي ينعكس على أدائهم في المجتمع. ويقول الطالب علي الغامدي انه يجب على هذه الوزارة أن تقوم بالشكل المطلوب في تهيئة البيئة التربوية للطلاب في مدارسهم من خلال توفير الامكانيات والوسائل المتاحة لهم ولكن يبقى دور الطلاب في وضع قدراتهم وامكانياتهم لخدمة دينهم ووطنهم، فهذا يتطلب أن يضع المعلم ويغرس في أبنائنا الطلاب حب التعلم واكتساب العلوم والمعارف والبحث عنها وأقترح أن تضع الوزارة جهودها للمعلمين لأنهم يمثلون الدور الأساسي في العملية التعليمية والتربوية من خلال منحهم الصلاحيات التي تجعلهم يقومون بالرسالة التربوية السليمة بكل ثقة واقتدار. ويقول الطالب فهد المالكي: ان هذه الوزارة لديها مسؤوليات جسام في استثمار عقول فلذات الأكباد وبالتالي يتطلب منها اختيار معلمين أكفاء في المرحلة الابتدائية، لأن هذه المرحلة في تصوري تتطلب أهمية كبيرة في عملية التدريس إلا أننا نلاحظ أن من لديه المعرفة والرغبة في الارتياح للمميزات التي طرحتها الوزارة للمعلمين في الصفوف الدنيا فإن هناك تسابقا على تدريس هذه المرحلة، فالوزارة قدمت المميزات وتناست اختيار المعلمين بميزات أن يكون مؤهلا وذا خبرة لا تتجاوز ثماني سنوات فهذا الأمر أقترح أن يتم حتى يرفع من المستوى التحصيلي للطلاب في الصفوف الدنيا. ويقول الطالب فواز العبدالله ان هذه الوزارة لكونها هامة في الارتقاء بالأمم، فإن هناك أمورا ومتطلبات لابد لهذه الوزارة من اتخاذها ومنها البعد عن التلقين في المدارس وكذلك التقليل من الدروس والمناهج التي تحددها الوزارة للطلاب والطالبات خاصة أننا نلاحظ المتاعب في حمل هذه الكتب الدراسية خاصة لطلاب المرحلة الابتدائية مما قد يؤثر في نواحٍ صحية لهم في المستقبل وكذلك اختيار معلمين أكفاء وهذا تم من خلال اختبارات الكفايات مما سرنا كثيرا بجودة التعليم بالاختيار الأمثل للمعلمين الراغبين في التدريس وليس ممن يأتون لمجرد البحث عن الوظيفة فقط، فالمعلم يحمل رسالة تربوية يتطلب منه افهامها والعمل بموجبها.