«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قفزة كبيرة في عدد كليات الطب.. وتوسع غير مدروس ربما يُحدث مخرجات ضعيفة
في مؤتمر التعليم الجامعي الطبي الذي ترعاه "الرياض" إعلامياً..
نشر في الرياض يوم 29 - 04 - 2008


الضيوف المشاركون:
د. إبراهيم الحقيل
د. بسام بن هاني عبدالله الحمصي
العميد المشارك بكلية الطب جامعة الملك سعود للعلوم الصحية
واستشاري جراحة زراعة الكبد والأعضاء بالشؤون الصحية بالحرس الوطني
د. إبراهيم العريني
د. خالد عبدالرحمن
تناقش ندوة الثلاثاء واقع التعليم الطبي في المملكة وإشكالياته عبر عدد من المحاور المهمة التي ناقشها المختصون في المجال ذاته.وتركز في إشكالية التوسع الكبير في أعداد كليات الطب في المملكة التي زادت إلى 15كلية خلال خمس سنوات بعد أن كان - ولمدة ربع قرن - 5كليات فقط وهذا مثل هاجساً كبيراً لدى كثير من المختصين عن جودة التعليم الذي تقدمه هذه الكليات الحديثة وكفاءة الطلاب المتخرجين فيها.
كما تناولت الندوة محوراً آخر يتعلق بالمناهج التعليمية التي يتلقاها الطلاب والتي أصبح كثير منها قديماً جداً ويحتاج إلى تحديث جذري مع التنويه إلى كثرة المشكلات التي يواجهها المسؤولون عن هذا التغيير وذلك للبيروقراطية الإدارية التي تعرقل عمليات التغيير على الرغم من أهميتها الكبيرة.
وتناقش الندوة مشكلة أخرى تتعلق بالأساتذة المحاضرين في الكليات المختلفة، مبينة أن معظم هؤلاء الأساتذة لا يملكون إلا شهادة علمية، وكثير منهم ليس على القدر المطلوب من الكفاءة العلمية التي تخوله لتحمل مسؤولية تعليم طلاب في مجال الطب وتخريجهم.
@ "الرياض" كمدخل للندوة نود التركيز على واقع التعليم الطبي؟
- د. إبراهيم الحقيل: الملاحظة الموجودة هي الشح في كليات الطب من ناحية تخريج الكوادر الطبية وبسبب ذلك توجهت الدولة الى افتتاح عدد من كليات الطب في عدد من مناطق ومحافظات المملكة، وذلك نطاق واسع، لكن مع الأسف ان هذا التوسع الكبير في كليات الطب ادى الى قفزة في العدد في وقت وجيز وهذا واقع خطير في التعليم الطبي بسبب التوسع السريع في وقت وجيز وقد قضينا 25سنة تقريباً معتمدين على تخريج اربع كليات طب، وفجأة قفز العدد الى اكثر من 15كلية طب الآن في اقل من خمس سنوات وهذا احد جوانب القصور التي ينبغي ان ننتبه اليها، واقصد بالقصور انه هل اخذت كوادر لقيادة هذه الكليات الجديدة، لأن القضية ليست قضية اطباء فقط فأنا اعرف عدداً من الزملاء يعرفون كليات طب يقودها غير اطباء على سبيل مع الأسف، وهذه في حد ذاتها اشكالية وأعتقد انها احد الجوانب التي ينبغي الالتفات اليها بجد، وذلك بتأهيل الكوادر لقيادة هذه الكليات الناشئة. وليس القصور ينحصر فقط في العمداء، وانما كذلك الوكلاء ورؤساء اقسام، هؤلاء ينبغي ان يؤهلوا ايضاً لقيادة هذه الكليات بمهارة محددة.
- د. بسام الحمصي: ان النمو السكاني يتزايد مما يتطلب عدداً يتوافق مع هذه الزيادة في عدد خريجي كليات الطب، وذلك لأن نسبة الزيادة في السكان اكبر من نسبة الأطباء الذين يتخرجون الى سوق العمل الطبي. والآن يستقدم الاطباء والممرضين ويتم تدريبهم. والقطاع الخاص كذلك يستقدم الكوادر الطبية ويدربهم حتى يكونوا جاهزين للعمل في الحقل الطبي.
- د. خالد بن عبدالرحمن: انه سؤال كبير حتى اقيم واقع التعليم الطبي وتعرفون ان التقييم لا يمكن ان يكون مجرد اذاعات وانما يحتاج الى ادلة تثبتها، لكنني ربما اشير الى دراسات في هذا المجال، حيث كان هناك محاولة مهمة في هذا المشروع هو محور التعليم الصحي ومستقبل التعليم الصحي في المملكة لخمس وعشرين سنة القادمة، وهذه الدراسة كشفت لنا الكثير من الجوانب التي كنا نعرفها قبل زمن، لكن مع الدراسات التي اجريت واتخذت منهجية الدمج في الدراسات وهي الكمية والنوعية. وبينت لنا بلاشك ان هناك جوانب ايجابية من ناحية التقييم، وأبرز الجوانب الايجابية ان كليات الطب في المملكة ولله الحمد تحظى بالنخب، ولا ادل على هذا انه يتقدم على سبيل المثال لجامعة الملك سعود ستة آلاف طالب كلهم تتوفر فيهم الشروط ولا يقبل منهم الا عدد قليل جداً في كلية الطب على سبيل المثال حوالي 250طالباً في جامعة الملك سعود. وأعتقد ان مسألة القبول في كلية الطب تخضع لعدة أمور لابد ان يعرفها الجميع وحتى بعض زملائنا حينما يكون لديه طالب فإن الأبوة والعاطفة تؤثران فيه في مسألة القبول، ولكن التعليم الطبي له ضوابط وأركان، وهذه الأركان لابد من توافرها وهذه الأركان من ضمنها نسبة الطالب وهذه النسبة حينما درسناها وجدنا انها متفاوتة والنسبة الاكثر هي في الكليات الناشئة فالنسبة العالمية فيها هي 1- 5او 1- 6، وهذه مقبولة في كليات الطب، وفي كليات العلوم الطبية 15، فالطب غير الكليات الصحية كلها، وحتى الصحي فيه تفاوت بمعنى ان الطب والأسنان هما اللذان يحظيان بنسبة قليلة من 1- 5او من 1- 6وقد وجدنا بعض الكليات من 1- 12او 1- 20اذا هذا واحد من الأركان التي ارى انها مهمة في النجاح. وهناك قاعدة معروفة عند المجلس الطبي للتعليم وهي انه كلما كان عدد الطلاب قليلاً كلما كانت جودة التعليم افضل، وذلك لأن الطب ليس مهنة تعليمية نظرية بحتة فالطب ممارسة وحتى الآن قضية التعليم الطبي قضية فقد كانوا في السابق يفصلون برنامج الست سنوات الى قسمين، قسم علوم اساسية وقسم علوم اكلينيكية، هذه القسمة هي قسمة غير صحيحة فالعلوم كلها مشتركة اي متداخلة انما تزيد مع تقدم عمر العلم.
- د. ابراهيم العريني: ونحن نناقش واقع التعليم الطبي ونأخذه من الزاوية الأولى التي تفضل بها الدكتور الحقيل وهي قضية التوسع السريع. وهذا له عدد تداعيات، احدها قضية العدد مقابل الكفاءة. فهناك اشكالية اننا نقول نعم مادام ان كفاءة المتقاعدين قليلة في السوق لماذا نخرج طلاباً بنفس المستوى ونكون قد حللنا جزءاً من القضية. والفرق هو ان المتقاعد تستطيع ان تستبدله في اي وقت متى ما توفر الحل. اما الطاقة الوطنية فلا تستطيع استبدالها، انما تضطر ان تعمل معها طوال الخط بالتطوير وتحسين وضع يستهلك قدراً كبيراً، ويوجد في القطاع الصحي هناك ضحايا. وأنا استشهد بمثال بسيط هو انه في المعاهد الصحية تخرج فنيون وممرضون ومسعفون وهؤلاء اولاً لم يجدوا وظائف والشيء الثاني ان الذي تم تعيينه مستواه انعكس سلباً على المرضى بشكل واضح. وأنا اعمل في القطاعين الحكومي والخاص وأشاهد هنا وهناك لذلك فإن الأمر يحتاج الى موازنة، وبكل تأكيد الأولوية للمواطن، لكن لابد من توفر الكفاءة ولابد من الوقوف عند نقطة الكفاءة بعد ذلك ندخل في مجال التأثير على المرضى هذه واحدة، والتداعي الثاني في هذا التوسع السريع في الوقت القصير سيؤثر على اختيار اعضاء هيئة التدريس حتماً، والا فمن اين ستجد اعضاء هيئة التدريس يعملون في هذه الكليات الكثيرة والتي اصبحت الآن منتشرة في مختلف المدن في المملكة ولا تتوفر فيها المقومات التي يحتاج اليها اعضاء هيئة التدريس كتوفر مثلا المدارس العالمية، زيارات لأعضاء هيئة التدريس الى الخارج او المؤتمرات او حتى مستشفيات تعليمية مرتبطة بهذه الكليات، لذلك ستضطر الكليات الى تعيين اعضاء هيئة التدريس مستوياتهم معينة، وهذا كذلك سينعكس سلباً على المرضى خاصة انه يوجد شح في اعضاء هيئة التدريس عموماً على المستوى العالمي، ناهيك انه ايضاً ان اعضاء هيئة التدريس في المملكة وعدوا طويلاً بتحسين اوضاعهم المادية ولم يحدث شيء والآن الخروج من قطاع التعليم العالي اكثر من الدخول اليه وكل من يدخل اليه يجد فرصة الابتعاث والتدريب ويكون مؤهلاً كأستاذ في كلية الطب ويخرج الى المستشفيات الخدمية، والتداعي الثالث لهذا التوسع السريع هو اننا نخشى ان نواجه مشكلة بدأت ملامحها تظهر وهي فرص الدراسات العليا. عندما يتخرج الطبيب بشهادة البكالوريوس لا تستفيد منه عملياً فائدة تستحق الذكر في النظام الصحي المعمول به. فالاستفادة بسيطة جداً على مستوى الطبيب، يجب ان يكون اخصائياً او استشارياً يحصل على الزمالة في التخصص العام ويستطيع ان يعمل، وحتى في الرعاية الأولية يحتاج الى ان يحصل على التدريب، وفرص الدراسات العليا الآن داخل المملكة ضيقة، وهي التي ترعاها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. والابتعاث مع ان برنامج خادم الحرمين الشريفين موجود والفرص موجودة كوظائف ابتعاث، لكن القبول في الخارج اصبح ايضاً صعباً جداً اذا العملية هي اننا سنخرج طلاباً كثراً وسنقف بأننا لسنا قادرين على ان ندرب على تخصصات بعد البكالوريوس داخل المملكة ولا نستطيع ان نجد لهم قبولاً بالخارج والأموال موجودة وسندخل في اشكالية هذه هي نقطة التوسع السريع وهناك جوانب اخرى.
- د. بسام الحمصي: هناك عدة عوامل تحد من امكانية الوصول الى العدد المطلوب تخريجه من كليات الطب: الأول: محدودية عدد اعضاء هيئة التدريس المؤهلين.
الثاني: محدود اماكن التدريب السريري.
الثالث: العوائق اللوجستية.
وانا اعتقد انه ولله الحمد فإن الإمكانيات المادية التي توفرها دولتنا الرشيدة، تقلص من limitingآثار العامل الثالث، ويبقى العاملين الأول والثاني هما ما يعتبر عنق الزجاجة (factors) لكنني احب ان اعقب على ما ذكره د. العريني حيث انني اعتقد بل اجزم اننا يجب ان يكون هدف تخريجنا لطالب الطب هو: طبيب عام قادر على التعامل مع الجميع.
د. خالد عبدالرحمن: نريد ان نتلمس جوانب معينة من حيث القصور في اسلوب التعليم الطبي وذلك في نقاط معينة والتركيز عليها، والمقررات الدراسية خاصة.
في الازدحام في السنة التمهيدية فهناك معاناة يواجهها في هذه السنة تحديداً إضافة إلى طول مدة الدراسة، ويبدو الآن ان المجال الهندسي قد قلصوا مدة الدراسة وهناك تحركات لتقليص مدرسة التدريس من خمس سنوات إلى أربع سنوات والنقطة الأخرى هي بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس ومدة التدريس أو أسلوب التعليم الذي ينتهج في التعليم الطبي في كليات الطب من ناحية الجوانب النظرية.
- د. إبراهيم الحقيل: بالنسبة للبيئة التعليمية سواء في التعليم العام أو التعليم العالي أو التعليم الطبي على وجه الخصوص ويعتمد على مرتكزات ومحاور أساسية من أهمها المنهج والأستاذ وهي ا لنقاط الأكثر أهمية وأعتقد انه كما ذكرت في المحور الأول ان الأستاذ بحكم أنه من أهم القيادات التعليمية لم تؤهل بشكل جيد ولكل صراحة الزملاء الذين تخرجوا في كل جامعات المملكة في الطب رصيدهم الوحيد في القائمة هو شهادته فقط وليس مهارته وهو الذي الموكل إليه تخريج أبنائنا الطلاب. أقول الشهادة فقط وليست قدراته الذهنية. هناك برنامج طبي لابد ان يعطى للأستاذ هذا البرنامج لكي يجدد هذا الأستاذ رخصته كل خمس سنوات وقد حضرت هذا البرنامج مع أستاذ في قسم الرياضيات بقي على تقاعده ثلاث سنوات فاستغربت ذلك. إذاً أساليب التعليم أصبحت قديمة ومازالت مستمرة مع بعض أساتذنا لمدة طويلة ربع قرن مع الأسف والأستاذ بروفيسور لا أحد يستطيع ان يرفع صوته ويقول لا من إدارة الكلية ولا من إدارة الجامعة.
فبوابة العبور مرة أخرى أؤكد أنها هي شهادته ومن هذا المنبر أدعو إلى العمل بجد على إيجاد تقنين لهذه العملية وليست ا لشهادة هي السبيل الوحيد لابد من ان يعاد تأهيل الأستاذ في التعليم العالي على العموم والتعليم الطبي على وجه الخصوص فالتعليم الطبي له خصوصية لابد ان يؤهل له الأستاذ بشكل متكامل وهذا جزء مما نود تلمسه في المؤتمر القادم وقد وجهنا عدداً من المحاور يمكن الزميل خالد عبدالرحمن يلقي الضوء على ذلك فنحن وجهنا عدداً من ورش العمل والمحاضرات والمحاور وذلك لاكساب مهارات لعضو هيئة التدريس ولابد ان توجد الجامعات برامج لتأهيل الأساتذة الجامعيين بين فترة وأخرى. وطريقة التعليم التي كان يعمل بها قبل (10- 15) سنة لا يعمل بها الآن وهذه من المهام التي يجب على الجامعات ان تقوم بها كذلك ينسحب الأمر على المنهج فيجب ان تكون هناك مراجعة دورية للمنهج في كليات الطب ولابد من وجود لجان دولية لهذا الفرص. حينما كنت في صدد تغيير منهج من المناهج أخذ منا الأمر ثلاث سنوات بين إدارة الجامعة للقيام بهذا الأمر وإعادة المرونة التي فقدت الآن لأن هناك الآن تصلباً في المناهج حيث أصبحت هذه المناهج بالية وقديمة ولابد ان يعاد النظر فيها وفي آليتها وفي نظام الجامعات زملاؤنا في إحدى الجامعات أمضوا سنوات طويلة لتعديل المناهج حيث ووجهوا بتعنت إداري بسيط أحدهم صرح في الصحف بأننا نفتخر ونعتز بمنهجنا الذي منذ أربعين سنة هذا شيء غريب طبعاً أنا أعتقد أننا ينبغي ان ننظر في الأمور بجدية كاملة وإعادة النظر فيها جيداً.
المحور الأخير هو قضية الطالب كما لمستها فإن الطالب يجب ان يكسب بعض المهارات التعليمية الطبية وذلك في السنوات التحضيرية الأولى. وأعتقد ان ضغط الطالب في التعليم الطبي المقصود به اخراج مخرج يستطيع ان يواكبه ويواجهه في العمل.
- د. بسام الحمصي: هناك توجه عالمي في مجال المناهج الطبية إلى الربط بين ما يدرسه الطالب أثناء الكلية بمستقبل حياته العملية بعد تخرجه حين يعمل كطبيب ممارس ففي السابق كان ولازال في كثير من المناهج التقليدية (الكلاسيكية) تنافر ما بين المادة العلمية النظرية التي يدرسها الطالب في الكلية وما بين متطلبات عمله المستقبلي في عيادته أو في مستشفاه.
أما في المناهج التعليمية الحديثة كما هو الحال في المناهج التي تعتمد على التعليم المبني على حل المعضلات Problem Based Ledrnig فإن هذا الأسلوب في التعليم يعمل على حذف الحشو النظري للمواد التي يحتاجها الطالب في المستقبل ويركز على تمثيل واقع التعامل المتوقع مع المريض من خلال سيناريوهات مدروسة تماثل الحالات السريرية الواقعية: فتضع الطالب في جو التعامل مع المريض قبل ان يتعامل معه فعلاً. وبذلك تمرن الطالب على الأسلوب الأمثل للتواصل مع مريضه المستقبلي وكما يشجعه المثال الواقعي على ادراكه الدواعي لتعلمه للعلوم الطبية الأساسية لكي يفهم أسباب المرض ومن ثم أساليب العلاج.
كما ان تدريب الطالب على الأسلوب الأمثل لتعليم الذات يشجعه على استمرارية التعلم والبحث العلمي حيث إننا نعلم جميعاً ان تعلم الطب لا ينتهي بتخرج الطالب من الكلية بل هو يبدأ واقعياً عند ذلك التخرج ويستمر مع الطبيب مدى حياته وهذا فعلياً ما يميز الطبيب الناجح عن غيره.
وأذكر هنا بالمثل الصيني القديم: لأن تعلمني كيف اصطاد السمك مرة خير من ان تطعمني سمكة كل يوم. وهذا ما نقوم به في التعليم الحديث حيث تركز على ان يتعلم الطالب كيف يعلم نفسه بذاته، عوضاً عن تلقينه المعلومات وتلقيمه إياها، كما في نظام التعليم الكلاسيكي.
- د. خالد عبدالرحمن: أود ان أكرر انه كيف كانت المناهج في الطب عام 1910م ابراهام لكسنر أصدر تقريراً قال فيه انه في تعليم الطب الحديث لابد ان تقسم سنوات الدراسة إلى سنوات أساسية وسنوات تمهيدية هذا التقرير عملت عليه دراسات كثيرة جداً ووجد ان هناك فصلاً تاماً بين ما يأخذه الطالب وتعلمه دون
الربط بين المواد فيدرس التشريح كعلم كامل كأنه سيصبح عالماً في التشريح ثم يأتي إلى علم وظائف الأعضاء ويأخذ كتباً والطريقة الجديدة بدأت في نهاية الستينيات بحيث يتخرج الطالب بمهارات حتى يحل مشاكل الناس وهذه الطريقة مستخدمة في كليات أخرى وفي علوم أخرى مثل علم الاجتماع فطبقت هذه الطريقة المبنية على المشكلة الهرمية فيدرس الطالب التشريح وعلم وظائف الأعضاء ويعتمد الطالب فيها على التفكير وحينما طبقت هذه الطريقة في جامعة ماك ماستر ذلك لأنها عبارة عن جامعة صغيرة في مدينة صغيرة في كندا وبعد عشر سنوات طبقوا هذه الطريقة وبعد ان طبقوها لا أحد استجاب لأنهم كانوا مستغربين من كيف يتعلموا بهذه الطريقة وعندما جاءت هارفارد على الرغم من عراقتها وسمعتها الكبيرة في بداية الثمانينيات قالوا لا نحن لابد ان نأخذ الطريقة ونجربها فعملوا طريقين للطلاب أو مسارين، مسار قديم الكلاسيكي ومسار جديد وبدأوا يخيرون الطلاب بين المسارين فأخذوا مجموعتين متساويتين إلى ان تخرجوا ثم اختبروا وقارنوا بين المجموعتين فوجدوا ان هذا المخرج المهارات التي اكتسبوها فيها أكثر من المخرج الآخر.
وفي مسار الطب الحديث وجدوا ان الطلاب يكتسبون مهارات حل المشكلات والتواصل والجرأة في النقاش.
وفي الكلاسيكي وجدوا ان عندهم معلومات كثيرة لكنهم لا يعرفون استخدام هذه المعلومات عند الحاجة هذا تقريباً الفرق بين المسارين.
ان أعضاء هيئة التدريس مشكلتهم ليست مشكلتنا، هي في كل مكان لقد ذهبت إلى جامعة أوتار في نيوزينلدا وهي عبارة عن أربع كليات في كلية واحدة فسألتهم عن كم عدد المتخصصين في التعليم الطبي قالوا لدينا اثنان جاؤوا بهما من بريطانيا والذي يحدث ان الطلاب عندما يتخرجون من كليات الطب ويعطون الوظائف يرسلون إلى الخارج للحصول على التخصصات فالجراح يعود جراحاً ممتازاً ودكتور بسام يعود ممتازاً في جراحة الكبد والدكتور إبراهيم في جراحة الليزر والعريني في الأشعة لكن حينما يتعين بعد العودة قال له تعال قيّم ودرس واعمل نماذج دون تدريب على ذلك.
- د. إبراهيم العريني: فيما يتعلق بالمنهج ذكر الدكتور منهج الأستاذ ومنهج الطالب وما يسمى بالمنهج التقليدي أو الكلاسيكي هو منهج معروف متمنهج حول الأستاذ وهو الذي يوفر المعلومة للمخطط والطلاب كلهم يسيرون في قالب واحد مقابل ذلك الطريقة الحديثة للتدريس وهي طريقة متمحورة حول الطالب حيث ان الطالب يقوم بأغلب العملية التعليمية فيكون التعلم عنده نشطاً.
عكس الطريقة الأخرى التي يكون فيها الأستاذ سلبياً في التعلم والطالب يجلس والأستاذ يلقي لأن الطالب حينما يسعى للحصول على المعلومة فإنها ترسخ في ذهنه.
هذا الأسلوب هو الأسلوب الذي تراعيه المناهج الجديدة بحيث يكون هناك تمحور حول الطالب لذلك تجد في مثل المناهج المتمحورة حول الطالب في المناهج الجديدة هناك فرصة للطالب ليشبع رغباته من خلال مواد اختيارية ولا يلزم بها كل الطلاب. فهناك مواد لا يلزم بها وتنمي قدراته العقلية وليست كل كليات الطب في المملكة على درجة واحدة في جوانب القصور من المنهج والأستاذ والطالب عكس بعض الكليات القديمة وأغلب الكليات الجديدة سلكوا مساراً جيداً ومناسباً في هذا الجانب. وأنا أؤكد ان الكليات الجديدة فرصتها في النجاح أكبر وتعرضها للمشاكل أقل من كليات قديمة، النقطة الثانية هي ان الفلسفة الجديدة في التعليم الجامعي ليست مربوطة بتوفير المعلومة فقط فالآن المطلوب من الطالب في المرحلة الجامعية ان يتعلم المعلومة والمهارة والسلوك فيجب حين تخرج الطالب التأكد من أنه تعلم المعلومة والمهارة.
@ "الرياض": الركود الذي حدث بعد حرب الخليج أدى إلى ازدياد في عدد السكان من شريحة (1- 18) حتى إلى نسبة 58% إذاً أليس من الأولى إعادة النظر في معايير القبول ومعايير أعضاء هيئة التدريس ومعايير المناهج؟
- د. إبراهيم العريني: أنا أعتقد ان التوسع في القبول تم وبشكل مضاعف وكبير، فعدد الكليات التي فتحت زاد كما ازداد عدد قاعات الدراسة، والصحافة أثرت على الوضع فإذا كنا نريد زيادة أعداد الكوادر الطبية من كليات نحتاج إلى مضاعفة أعداد كليات الطب، ولا يمكن أن تقفز كل هذه القفزات، الأمر الثاني إذا كانت وزارة الصحة تقول أنها تحتاج تغطية هذه النسبة حتى لو تدنى المستوى، هذا بسبب ان الوزارة قد لا تحتاج إلى مستوى عال، وقد يكون هذا وجهة نظرها.
- د. خالد عبدالرحمن: لا بد أن نعرف أن هناك عدداً من الكليات (18) كلية تابعة لوزارة التعليم العالي أربع كليات خاصة أخرى (22) كلية، وفي مدينة الرياض فقط ست كليات طب طبعاً أدخلنا معها الخرج لأنها قريبة والسابعة في الطريق، ولو قلنا أن ال (22) كلية تقبل كل سنة مائة طالب كمتوسط مع العلم أن مثل هذه الكليات لكي تخرج الطلاب تحتاج إلى خمس سنوات فعندنا 2200خريج ولو كل الظروف مهيأة وتخطينا كل المخاطر ومشينا على نسبة طبيب إلى 500مريض من السكان بعد 25سنة سنحقق نسبة 60% من السعودة في مجال الطب، وقد يصل عدد الدارسين للطب في الخارج إلى حوالي 2000طالب طب أو 3000، مثلاً وجدنا في نيوزيلاند فقط حوالي 60طالباً وطالبة.
- د. إبراهيم الحقيل: هناك كليات حكومية نشأت وكل الوسائل الطبية متوفرة فيها وأتمنى أن يقوم وفد من صحيفة جريدة "الرياض" بزيارتها للإطلاع على ذلك، وعلى أحدث التجهيزات العالمية الموجودة فيها، وتوجد كليات ما زالت تتبع الأساليب القديمة فهناك كليات ما زالت تمارس التشريح على الجثث تستبدل سنوياً وهذا الشيء يشكل عبئاً مادياً على جامعات التعليم العالي، لكن كليات الطب الجديدة لديها تجهيزات بصورة حديثة وجيدة ويجب أن تتأكد أن المعايير موجودة في كليات الطب، حيث تضع وزارة التعليم العالي معايير معينة لهذه الكليات وتراقب هذه العملية، ونحن متفائلون بوجود الهيئة الوطنية للتقويم و الاعتماد الأكاديمي التي صدر مرسوم ملكي بشأن إنشائه قبل ثلاث سنوات والتوسع الحاصل كلنا نوافق عليه.
- د. بسام الحمصي:
يجب أن تدرك أبعاد واحتياجات تطبيق النظام الحديث في التعليم الطبي:
إن التعليم الطبي قائم على ثلاثة محاور: محور الطالب، ومحور المدرس ومحور المنهاج، وإن التفاعل الدائم بين هذه المحاور هو ما يؤدي إلى نجاح أو فشل عملية التعليم فإذا أردنا استعمال المناهج الحديثة فإن ذلك يستلزم تغييراً جذرياً في أسلوب التعليم، مما ينعكس على طريقة بناء الكليات الطبية، مروراً بتجهيزها بالوسائل الحديثة والتقنيات اللازمة، ومنتهياً بلزوم إعداد وتأهيل أعضاء هيئة التدريس ووضع الخطط والبرامج اللازمة لتطوير مهاراتهم (faculty Development &faculty Enhancement Proqrams) وسأضرب مثالاً على قدرة جامعاتنا وكلياتنا الناشئة بحمد الله على أن تكون بإذنه تعالى مثلاً يقتدى به حتى على المستويات العالمية: فبوجود الكوادر الوطنية المؤهلة ودعم أولي الأمر، استطعنا على سبيل المثال لا الحصر في كلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز الصحية والتابعة للشؤون الصحية بالحرس الوطني، أو نوظف أحدث التقنيات لخدمة التعلم المبنى على حل المشكلات، حيث أصبحت كليتنا وفي فترة وجيزة واحدة من بضع كليات على مستوى العالم توفر منهاج الطب الكترونياً على شبكة الإنترنت (Online Curriculum) يدعم عملية التعلم ويساعد أعضاء هيئة التدريس على متابعة طلابهم ويوفر للطلاب الوصول إلى المادة الدراسية قبل أخذها مما يرفع مستوى التفاعل بين الطالب والمدرس إلى مستوى عال حيث يتحول من تلقين الطالب المادة العلمية إلى إعطاء الفرصة للطالب لمناظرة المدرس والاستفسار منه عما خفي عنه، مما يسمح للطلاب بالاستفادة القصوى من خبرة المدرس.
لذلك كان لا بد من تطوير كفاءات أعضاء هيئة التدريس، ليتمكنوا من كلا الأمرين: الأول: التدريب على مهارات التعلم المبني على حل المشكلات، والثاني: التدريب على المهارات اللازمة للاستفادة من التقنية الحديثة المستخدمة.
- د. خالد عبدالرحمن: أولاً لا بد أن أذكر هنا أنه الحمد لله تقريباً قبل 5- 6سنوات ماضية شهدت المملكة تحولاً وتأهيلاً في المجال الطبي وأصبح الآن في كل كلية وحدة طبية كمركز للتعليم الطبي وأصبح لنا جمعية سعودية للتخصصات الصحية، وأصبحنا نرى في المؤتمرات الطبية العشرات ممن لهم ميول طبية، كما أتمنى الاستفادة من توصيات معاناة الكثير من كليات الطب وهي قضية الحوادث لأعضاء هيئة التدريس.
وهذه مشكلة مزمنة وما لم تحل عاجلاً ستكون معاناة مستمرة.
التوصيات
- تطوير أنظمة التعليم الطبي العاني للإستجابة لمتطلبات تطوير التعليم الطبي.
- توفير البيئة التعليمية المناسبة لمخرجات مناسبه.
- ضرورة تبني الكليات الجديدة للمناهج الحديثة المتطورة.
- أهمية التعاون بين القطاعات الصحية في تطوير التعليم الطبي.
- تبني برامج عاجلة لتأهيل كوادر لقيادة الكليات الطبية الجديدة.
- تبني برامج الزامية لتنمية مهارات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
- تسهيل مراجعة المناهج الطبية والبعد عن البيروقراطية.
- إعادة النظر في جدوى المنشآت الجامعية التي تنشأ جديدة حالياً.
- تبني توصية إنشاء منشآت جامعية متخصصة.
- التأكيد على زيادة الأجور والحوافز لأعضاء هيئة التدريس المبنية على الإبداع والإنتاجية.
- دعم الكليات الناشئة مادياً ومعنوياً وربطها بكليات عريقة.
- ضرورة التدريب المهني وتقوية الشراكة والتعاون بين القطاعات الصحية في البلد.
- لا بد من تحديد مخرجات ومواصفات خريجي الكليات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.