تزايدت الشكوك حول دور محتمل لعيوب فنية كانت موجودة بمكوك الفضاء الامريكي المنكوب (كولومبيا) كسبب لانفجاره أثناء دخوله الغلاف الجوي في طريق عودته إلى الكرة الارضية، وذلك بعد يومين من وقوع الكارثة. وقال رون ديتمور مدير برنامج المكوك بوكالة الفضاء الامريكية (ناسا) خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز جونسون التابع للوكالة في هيوستن (تكساس): إن أجهزة القياس الحساسة للغاية بالجناح الايسر والعجلات ارتفعت بصورة غير طبيعية تماما أثناء دخول المكوك الغلاف الجوي بالجزء الغربي من الولاياتالمتحدة في فترة زمنية محددة. وأضاف ديتمور: كانت هناك سخونة عالية في الجانب الايسر من المكوك. وأشار إلى أن المكوك كولومبيا عانى أيضا خللا في أجهزة الجر بالجانب الايسر منه مما أجبر جهاز نظام الملاحة الجوية به بصورة آلية إلى اتخاذ تدابير لمواجهة تباطؤ حركته. غير أن البيانات والمعلومات الجديدة لا تزال في المرحلة الراهنة مجرد مؤشرات لم تسمح بعد لعلماء ناسا بالتوصل إلى استنتاج حول أسباب الكارثة التي وقعت صباح السبت بتوقيت واشنطن والتي أسفرت عن مقتل رواد الفضاء السبعة الذين كانوا على متنه وبينهم أول رائد فضاء إسرائيلي. الطاقم لا يعلم وكشف ديتمور ان افراد طاقم المركبة كولومبيا لم يكونوا بدون شك مدركين خطورة الوضع في الدقائق الست التي سبقت تحطم مركبتهم. وقال انه عند دخول المركبة في المجال الجوي تكون اوامر القيادة تلقائية موضحا ان الطاقم يراقب نظام مراقبة الرحلة ويقوم بعمله بشكل تلقائي وليس عنده اي سبب للقلق. واضاف: تمكنوا من متابعة التعليمات في مقصورة القيادة التي تظهر ان التحليق التلقائي يحاول السيطرة على المركبة وتوازنها. فهم بالتأكيد كانوا يعلمون ان المركبة تحاول ربما الجنوح قليلا نحو اليسار وان الجناحين يتجاوبان طبيعيا. ولكنه اشار الى ان الامر يتعلق بحركات خفيفة جدا ادت الى تغييرات ضعيفة جدا في التوجه. وقال ديتمور ايضا: انا متأكد انهم كانوا يتحدثون عن الاشارات التي يرونها ولكن لم يكن يوجد اي شيء يبعث فعلا على القلق لان المركبة كانت تقوم بما يجب القيام به. واضاف: نظرا الى ما نعرفه عن الطاقم وتدريباته، نعلم انه كان عليه ان يفعل ذلك في هذا الوقت بالذات. واوضح: نعلم انهم (الرواد) كانوا يراقبون المتوقع، لقد دربناهم على ذلك وكرواد هذا ما كان يفترض ان يقوموا به. ونحن واثقون ان هذا ما فعلوه. وقال ايضا: لكن لا نملك اي معطيات.. اي دليل.. لا نملك اي معلومات من الطاقم يمكن ان تؤكد لنا ان هذا ما قاموا به. اشلاء الرواد وتراجعت وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) عن التصريحات التي ادلى بها احد مسؤوليها واوضحت انها لم تتمكن من العثور بعد على اشلاء جميع الرواد السبعة الذين قتلوا في كولومبيا. واوضحت ناسا في بيان ان المسؤول عن فرق الرحلات في الوكالة الفضائية بوب كابانا الذي اعلن في مؤتمر صحفي العثور على اشلاء بشرية لكل من الرواد السبعة اتصل ليقول انه ارتكب خطأ يتعلق باشلاء الرواد. وجاء في البيان التصحيحي الذي صدر في هيوستن (تكساس) ان ناسا لا تؤكد العثور على الاشلاء البشرية للرواد السبعة وان كابانا لم يكن مطلعا بشكل جيد على الموضوع. ارتفاع درجة الحرارة وركز علماء ناسا اهتمامهم على دراسة ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة ومناورة تصحيحية حادة غير عادية قام بها الطيار الآلي فيما يكافحون لمعرفة سبب تفكك المكوك كولومبيا وتحطمه فوق تكساس. وفيما نعى الناس في انحاء العالم مقتل رواد الفضاء السبعة ذرع افراد من قوات الجيش والشرطة تكساس ولويزيانا جيئة وذهابا في عمليات بحث محمومة عن اي أدلة ترشد الى سبب تفكك المكوك كولومبيا وانفجاره قبل 16 دقيقة من الموعد المقرر لهبوطه في مركز كنيدي لابحاث الفضاء. وتناثر حطام المكوك في منطقة طولها 160 كيلومترا وعرضها 16 كيلومترا وتمتد من بلدة فلسطين في ولاية تكساس الى بلدة همفيل الصغيرة التي تقع في اقصى شرق ولاية تكساس قرب حدودها مع ولاية لويزيانا. واستخدمت الخيول والسيارات ذات الدفع الرابعي في تمشيط الممرات الجبلية التي تنتشر بها الغابات الكثيفة وتتقاطع بها انهار صغيرة ومستنقعات في المناطق المحيطة بسان اوجستين وهيمفيل. وحلقت طائرات ف 16 فوق منطقة تناثر حطام المكوك لمساعدة فرق البحث على الارض. وتم العثور على اكثر من 500 قطعة من حطام كولومبيا في مقاطعة ناكوجودتشس الى الان حجمها يتراوح بين قطع في حجم طوابع البريد وقطع في حجم صناديق سيارات النقل الخفيفة. وبعض الحطام كان عبارة عن قطع كبيرة من المعادن الملتوية واجزاء تشبه البلاط. وقال مسؤول كبير ان الرئيس الامريكي جورج بوش سيزور مركز هيوستون للفضاء في ولاية تكساس لتأبين سبعة رواد فضاء لقوا حتفهم في حادث تحطم مكوك الفضاء كولومبيا. وأضاف المسؤول: ان الرئيس سيذهب الى هيوستون يوم الثلاثاء لتأبين الضحايا. وحول كارثة المكوك قال رون ديتمور مدير برنامج مكوك الفضاء بناسا للصحفيين: انقطع الاتصال بالمكوك وعندئذ ادركنا انه سيكون يوما سيئا. وقال ديتمور: ان قطعة من العازل الرغوي خرجت من صهاريج الوقود الخاصة بالمكوك اثناء الاقلاع في 16 من يناير واحتكت بالجناح الايسر ولكن مراقبي الرحلة الارضيين قالوا انها لم تلحق اضرارا بالدرع الحراري للمكوك. واضاف انه بعد ان دخل مكوك الفضاء كولومبيا يوم السبت المجال الارضي للعودة الى الوطن بدأت أجهزة الاستشعار في الجناح الايسر تتوقف عن العمل في اشارة محتملة على ارتفاع درجة الحرارة عن الحد المسموح به في جسم المكوك. واشار الى ان كل المشاكل وقعت في الجناح الايسر ومن ثم قد يكون هناك ارتباط بين الحادثين لكنه قال يجب الا نتسرع في الحكم على الامور. لكن احدث تحليل للبيانات التي بثها المكوك الذي اقلع في اولى رحلاته قبل 22 عاما اظهر ان درجة الحرارة في جزء من الجانب الايسر لجسم المكوك زادت 32 درجة مئوية خلال خمس دقائق مع دخول المركبة الغلاف الجوي. وقال ديتمور انه بعد اربع دقائق واجهنا زيادة في المقاومة على الجانب الايسر للمركبة.. وبدأ نظام التحكم في التعامل مع تلك المقاومة بمحاولة ارغام المركبة على الدوران يمينا .. وبعد لحظات فقدنا الاتصال. واضاف ان الامر غير العادي الى حد ما هو انه رغم ان نظام التحكم كان قادرا على التعامل مع زيادة المقاومة فان الدرجة التي كانت جنيحات التوجيه تحاول بها تصحيح الوضع لم نرها من قبل. وقال ديتمور انه ليس لديه دليل دامغ على شيء مضيفا بدأنا نزداد اعتقادا بانها كانت مشكلة تتعلق بالحرارة وليس بالهيكل. ويتعرض المكوك لدرجة حرارة تبلغ 1650 درجة مئوية لدى دخوله الغلاف الجوي للارض لكنه محمى بعوازل. وقررت ناسا اجراء تحقيقات شاملة دقيقة ومطولة في اعقاب وقف برامج المكوك لحين حل اللغز والتعرف على اسباب الحادث وتصحيح الخطأ. وتتضمن التحقيقات دراسة جميع الصور الملتقطة للمكوك من خلال اقمار التجسس مع فحص كل اجزاء الحطام الذي تخلف عن المكوك في رحلته المشؤومة التي استغرقت 15 يوما و22 ساعة و20 دقيقة مع التركيز على ما تبقى من قمرة القيادة. وانضمت الى التحقيقات هيئات حكومية اخرى منها المجلس القومي لسلامة النقل والوكالة الاتحادية لادارة الطوارئ فيما استدعيت قوات الجيش للمشاركة في عمليات البحث عن الحطام. وكولومبيا هو اقدم مكوك في الاسطول الامريكي وتفكك على ارتفاع نحو 65 كيلومترا من الارض. واعاد الحادث للاذهان انفجار مكوك الفضاء تشالنجر اثناء اقلاعه في 28 من يناير 1986 اي قبل 17 سنة تقريبا حيث قتل رواد الفضاء السبعة الذين كانوا على متنه. ومن المرجح ان يثير الحادث تساؤلات بشأن عمر اسطول مكوك الفضاء حيث ان كولومبيا هو اقدمها. وكانت رحلات المكوك قد توقفت 32 شهرا في اعقاب كارثة تشالنجر قبل ان تستأنفها ناسا مرة اخرى. واستؤنفت برامج المكوك بعد اكتشاف مكونات تالفة لصواريخ الدفع ادت الى حادث تشالنجر قبل تصحيحها في برنامج تكلف مليارات الدولارات. شظايا سامة واوضحت المسؤولة المحلية سو كيندي انه لم يسمح بعد لاحد بجمع شظايا المكوك مؤكدة على خطورتها. واضافت ان نحو سبعين شخصا في ناغوكودش توجهوا الى المستشفيات بعد ان لمسوا شظايا معربين عن قلقهم من عدوى محتملة بالمواد السامة المتأتية من المركبة. ولكنها اوضحت انه لم تظهر اعراض على اي شخص. واكد مفوض الشرطة ان بعض الشظايا يمكن ان تكون خطيرة جدا. المحطة الدولية واعلنت (ناسا) ان المحطة الفضائية الدولية لن تبقى بدون رواد ولا يوجد اي سبب لاجلاء الرواد الثلاثة الموجودين حاليا على متنها. وقال بوب كانانا المسؤول عن فرق الرحلات في ناسا في مركز جونسون (تكساس) لا يوجد اي سبب لاخلاء المحطة من الرواد مشيرا الى ان رواد المحطة حاليا يقومون بمهمة علمية يجب الاستمرار بها. رحلة روسية وفي موسكو اعلن متحدث باسم وكالة الفضاء الروسية (روسافياكوزموس) ان الوكالة قد تلغي رحلة مأهولة مقررة في ابريل المقبل باتجاه المحطة الفضائية الدولية بعد حادث كولومبيا. ونقل عن المتحدث سيرغي غوربونوف قوله ان المركبة الفضائية الروسية المقبلة ستتوجه للمحطة الفضائية الدولية في ابريل المقبل الا انها قد تتوجه من دون طاقم. واوضح مع ذلك ان اي قرار نهائي لم يتخذ بعد. ومن المقرر ان يشارك في هذه الرحلة رائد فضاء اسباني يدعى بدرو ديوك وسبق ان شارك في رحلة على متن مكوك امريكي من التاسع والعشرين من اكتوبر الى السابع من نوفمبر 1998. ومن المقرر ان تقلع المركبة الروسية في الثالث والعشرين من ابريل المقبل لتحل مكان سفينة مساعدة روسية من نوع سويوز ملتحمة بشكل دائم بالمحطة الدولية. ويتم استبدال سفينة الانقاذ هذه مرتين سنويا. قطع من حطام المكوك حذرت الشرطة من لمسها عمليات بحث في المجاري المائية ايضا عن حطام المكوك