أعلنت الشرطة الأمريكية العثور في هيمفيل بشرق تكساس على أشلاء بشرية لطاقم المركبة الفضائية كولومبيا التي تحطمت صباح أمس الأول السبت في سماء ولاية تكساس. وقد نشرت وحدات من الشرطة وقوات الأمن في المناطق التي سقطت فيها قطع المكوك لتجميع الحطام والبحث عن أشلاء الرواد السبعة الذين قتلوا في الحادث. وقالت المتحدثة باسم شرطة هيمفيل كارين ستيل إن بعض الأشلاء عثر عليها بين الحطام دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل في حين شوهدت سيارة للجنائز قرب محققين يجمعون بقايا للمكوك في أحد الحقول شرق تكساس.وتناثر حطام المكوك على الحقول والطرق السريعة والمقابر، ونقل العشرات من المواطنين إلى المستشفى جراء تعاملهم مع قطع الحطام الملتهبة، رغم تحذير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) من أن بعض أجزاء حطام المكوك كولومبيا التي تناثرت في مساحة تزيد على 300 كلم مربع قد تكون سامة لملامستها وقود الصواريخ. تعليق الرحلات وأعلن مدير برنامج المركبات الفضائية رون ديتمور أن ناسا علقت جميع الرحلات الفضائية حتى إشعار آخر. وقال إن "الرحلات المستقبلية علقت حتى تمكننا من تحديد الأسباب المباشرة" لحادث المركبة الفضائية كولومبيا. وأوضح أن جميع الاستعدادات التي تجري على المركبات قد خفضت إلى حدها الأدنى. وكان من المقرر إطلاق المركبة أتلانتس في الأول من مارس المقبل. وفي تفسير أولي لأسباب الحادث قال ديتمور إن جسما غريبا ضرب الجناح الأيسر للمركبة كولومبيا حين انفصال الصاروخ عنها في طريق المغادرة أسفر انفجارها أمس عن وقوع ثاني كارثة من هذا النوع تشهدها صناعة الفضاء الأمريكية بعد انفجار المكوك تشالينجر عام 1986. وأضاف ديتمور (لقد شاهدنا هذا الجسم الغريب يضرب الجناح الأيسر) قبل نحو 16 يوميا موضحا أن الحادث لم يعتبر مقلقا على أمن المركبة انذاك. وأبان كنا نجهل مدى التأثير الذي سيحدثه هذا الجسم وهو ذو حجم معين وسرعة معينة، على الجناح. وأضاف ديتمور إن ناسا أوقفت الرحلات المكوكية لحين تحديد سبب التحطم ولم يتحدد بعد موعد أي مهام فضائية في المستقبل. عمر المكوك ومن المرجح أن يثير الحادث تساؤلات عن عمر أسطول مركبات الفضاء الأمريكية إذ إن كولومبيا هو أقدمها وقام بأولى رحلاته عام 1981. ويعد الإقلاع والعودة إلى الغلاف الجوي للأرض أخطر مرحلتين في أي رحلة إلى الفضاء.وتحطم المكوك قبل 16 دقيقة من الموعد المقرر لهبوطه في قاعدة كنيدي للفضاء في ولاية فلوريدا بعدما قضى 16 يوما في الفضاء. وكان المكوك يقل ستة رواد أمريكيين إضافة إلى أول رائد فضاء إسرائيلي هو الكولونيل إيلان رامون الذي كان شارك في حرب 1973، وفي الغارة الإسرائيلية على المفاعل النووي العراقي عام 1981، وفي الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. إعلان الطوارئ وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش حالة الطوارئ في ولايتي تكساس ولويزيانا مما يتيح الإفراج عن أموال اتحادية للمساعدة في عمليات التطهير ورفع الحطام بعد كارثة تحطم المكوك كولومبيا. وقال بوش في بيان إن (ظروفا طارئة) في مناطق معينة من ولايتي تكساس ولويزيانا شديدة بدرجة كافية لإعلان حالة طوارئ. ويفوض هذا التحرك الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ تقديم مساعدات عاجلة إلى السلطات المحلية. وكان الرئيس بوش قد عبر عن تعازيه للشعب الأمريكي في حادث تحطم المكوك كولومبيا. ونكس العلم الأمريكي تعبيرا عن حالة الحزن التي خلفها انفجار المكوك. وقال بوش في كلمة وجهها إلى الأمريكيين من البيت الأبيض مساء السبت إن حادث تحطم المركبة الفضائية خبر مريع. واتصل بوش برئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لتعزيته في مقتل أول رائد فضاء إسرائيلي واصفا انفجار المكوك كولومبيا بأنه حادث مأساوي بالنسبة لأسر أفراد الطاقم والعالم. وقد عاد بوش من منتجع كامب ديفيد الرئاسي للبيت الأبيض عقب وقوع الحادث، كما تحدث مع أسر رواد الفضاء القتلى. تعاز ومع انتشار نبأ تحطم المكوك كولومبيا قدم زعماء دول وحكومات ومسؤولون دوليون تعازيهم إلى الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ففي باريس أجرى الرئيس الفرنسي جاك شيراك اتصالا هاتفيا بنظيره الأمريكي ليعبر له عن مواساته، كما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى بوش وإلى رئيس الوزراء الإسرائيلي. وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس تعازيه إلى بوش وعائلات الضحايا. ووجه رئيس الوزراء البلجيكي تعازيه إلى الرئيس الأمريكي. كما نقلت الحكومة الإسبانية تعازيها لعائلات الضحايا واصفة الحادثة بأنها "مصيب" وقدمت الحكومة المكسيكية أيضا تعازيها. الضحايا السبعة.. طاقم المكوك كولومبيا جزء من حطام المكوك في راسك بولاية تكساس