تداعت الأنباء حول الملف العراقي بشكل متزامن يوم أمس، فبعد أن أعلن كبير المفتشين هانس بليكس في بروكسل أن على العراق بذل المزيد أكثر مما فعل حتى الآن لتجنب الحرب لأن الوضع شديد التوتر والخطورة، أعلن المفتشون مساء أنهم عثروا على 11 رأسا كيميائيا فارغا في حالة ممتازة في مستودع ذخائر جنوببغداد التي ردت فورا بأنها صواريخ وليست رؤوسا وليس لها علاقة ببرامج اسلحة الدمار الشامل وليست المرة الأولى التي يعثر فيها على قذائف فارغة، متهمة المفتشين بأنهم أصبحوا يبحثون عن أية ذريعة.وفيما أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش أن صبر الولايات المتحدة سينفد يوما لأن هناك أدلة تظهر أن صدام حسين ليس في صدد ازالة الأسلحة واذا لم يفعل فسنقود التحالف لنزعها، أكد الفريق عامر السعدي مستشار صدام حسين في مؤتمر صحفي أن العراق سيرد بشكل رسمي على تساؤلات الامم المتحدة حول نزع اسلحته. وبينما أكدت روسيا أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا متزايدة على المفتشين لحملهم على ادانة بغداد، اعتبر عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني في لقائه مع الصحفيين الأردنيين أن فرص تجنب الحرب ضد العراق باتت ضئيلة وأن الأردن اتخذ احتياطاته لتداعياتها. كما أعلنت تركيا أنها دعت رسميا أمس كلا من المملكة العربية السعودية ومصر وايران والاردن وسوريا لعقد اجتماع في انقرة للبحث عن حل سلمي للازمة العراقية، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية يوسف بولوك للصحفيين انه تم تبليغ السفراء المعتمدين للدول الخمس التي زارها رئيس الوزراء التركي عبد الله غول بهذه الدعوة وأن أنقرة ستحدد تفاصيل الاجتماع بموجب رد الدول المعنية. وبدون أن يوضح ما اذا كانت تشكل انتهاكا لالتزامات العراق في مجال نزع الاسلحة، قال الناطق باسم مفتشي الامم المتحدة في العراق هيرو يواكي في بيان له مساء أمس ان فريق تفتيش كان يقوم بزيارة مركز لتخزين ذخائر عثر على تلك الرؤوس وهي من عيار 122 ملم ورأس سيخضع لتدقيق اضافي. ويقع المستودع على بعد 70 كلم جنوب كربلاء، المدينة الواقعة على بعد 100 كلم جنوببغداد، وسبق ان خضع لعملية تفتيش في 7 يناير. وقال يواكي ان الرؤوس كانت في حالة ممتازة وتشبه تلك التي استوردها العراق في نهاية الثمانينات. واضاف ان الفريق اجرى فحوصات تمهيدية بأشعة اكس على احد الرؤوس وجمع عينات لاجراء تحاليل عليها. واعلن مدير عام دائرة الرقابة الوطنية العراقية حسام محمد امين أن اثارة هذا الموضوع وبهذه السرعة وبدون ان يسألوا دائرة الرقابة الوطنية وبدون ان يسألوا الجانب العراقي عن سبب وجود هذه الصواريخ وما قصتها فكأنهم كانوا يفتشون عن ذريعة ضد العراق فقط. واضاف انها لا تمثل اي شيء ولا تشكل اي خطورة وانا استغرب هذه الضجة الاعلامية وهذا الاهتمام الامريكي، فهذه الصواريخ نسيت في مركز تخزين وهي موجودة في صناديق مقفلة ومختومة. واعتبرت واشنطن أنها لم تفاجأ كثيرا بهذا الخبر الذي تم ابلاغه للبيت الأبيض. وقال سكوت مكليلان في سكرانتون بولاية بنسلفانيا حيث يتواجد الرئيس بوش: لقد تبلغنا هذه المعلومات وننتظر تسلم تقرير المفتشين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية آري فلايشر ان هذه المعلومات لم تفاجئه كثيرا بالتالي ، لكنه ذكر ان واشنطن اتهمت العراق على الدوام بامتلاك اسلحة كيميائية. واعتبر أن الذخائر الكيميائية هي احد المجالات الكبرى التي نقول ان العراق لم يشر اليها في تقريره حول اسلحة الدمار الشامل والذي سلمه في ديسمبر الماضي. وندد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في تصريحه لوكالة انترفاكس للأنباء بالضغوط الأمريكية المتزايدة التي تمارسها بعض الدوائر في واشنطن على المفتشين وقال اننا قلقون بشأنها. واشار الى أن بعض المطبوعات الأمريكية وبعض التصريحات الرسمية تشكك في نشاط المفتشين. وقال: نعتبر ان هذا الموقف يتعارض مع روح ونص القرار 1441 الصادر عن مجلس الامن الدولي، مضيفا ان هذا القرار تعهدنا فيه بتقديم كل مساعدة ضرورية للمفتشين الدوليين وعدم ممارسة الضغوط عليهم. كما أكد أمين من ناحية ثانية أن العالم العراقي فالح حسن حمزة الذي اصطحبه المفتشون من منزله في وقت سابق امس لم يكن جزءا من البرنامج النووي العراقي السابق. وقال ان هذه الزيارة سابقة لم تكن ممارسة قبل يوم أمس حيث طلب المفتشون زيارة مسكنين احدهما للدكتور فالح حمزة والاخر للدكتور شاكر الجبوري وكلا المسكنين يقعان في شارع واحد (في حي الغزالية). واوضح ان رئيس فرقة التفتيش أصر على اخذ وثائق من منزل حمزة ولكننا ارتأينا ان يتم تصويرها بشكل مشترك حتى يحتفظ العالم بنسخة منها لديه وحصل اتفاق حول ذلك.