أوصت رئاسة الأركان التركية الحكومة التركية برفض طلب الإدارة الامريكية بنشر 30 ألف جندي أمريكي في الأراضي التركية قبيل انطلاق العملية العسكرية الأمريكية المتوقعة ضد العراق. وقالت صحيفة (اكشام) الصادرة في أنقرة، أن رئاسة الأركان التركية قد درست المطالب الأمريكية بشأن استخدام عدد من القواعد العسكرية التركية لكنها اعترضت على تخصيص 6 قواعد كاملة للقوات الأمريكية وأوصت الحكومة بالموافقة على قاعدتي (ديار بكر) و (ملاطيا) فقط بالإضافة الى قاعدة (انجرليك). واشارت الى ان رئاسة الأركان التركية لا تمانع من استخدام الأراضي التركية للعبور من قبل القوات الأمريكية نحو العراق لكنها ترفض بقاء 30 الف جندي أمريكي داخل الأراضي التركية موضحة ان الجيش التركي قادر على حماية أرضه وأجوائه من اية غارات محتملة من قبل العراق. يذكر ان واشنطن قد نقلت لانقرة رغبتها في ارسال 90 الف جندي أمريكي خلال الأيام المقبلة 60 ألف منهم سيعبرون للعراق و 30 ألف سيتمركزون في القواعد التركية التي تطالب الإدارة الأمريكية باستخدامها. ونسبت وكالة (كونا) الكويتية إلى مصدر تركي مطلع في حكومة رئيس الوزراء عبد الله غول قوله أن الرد التركي على الطلب الأمريكي يتلخص في ان الحكومة التركية ترفض التعاون العسكري مع الإدارة الأمريكية بشأن العراق قبل صدور قرار من الأمم المتحدة يجيز استخدام القوة ضد بغداد. وأوضح ان الحكومة التركية ستؤكد في ردها على المطالب الأمريكية على ضرورة عدم التحرك عسكريا بشكل فردي ضد العراق وعدم البدء في ارسال قوات عسكرية الى المنطقة قبل صدور أي قرار في هذا الشأن من مجلس الأمن الدولي. وأشار الى ان الرد التركي سيتضمن أيضا رفضا تركيا بعدم السماح بنشر قوات أمريكية داخل تركيا لاي سبب كان. ولكنه قال أن بلاده ستسمح للقوات الأمريكية باستخدام ثلاثة قواعد. من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انه لا توجد لديها معلومات بشأن نقل مزعوم لقوات ومعدات أمريكية الى شمال العراق من تركيا مثلما قالت شبكة تلفزيون ان تي في التركية وقناة الجزيرة الفضائية. وقال متحدث باسم البنتاجون في واشنطن ليس لدي شيء بشأن ذلك. وامتنع متحدث عسكري تركي عن التعليق على ما قالته شبكة تلفزيون (ان تي في) وابلغ مسئول بالسفارة الأمريكية في أنقرة رويترز (لم اسمع شيئا.. لا يوجد دليل على صحة /تقرير ان تي في /). وكانت قناة الجزير قد نقلت عن مصادر عسكرية تركية قولها ان 50 شاحنة عسكرية امريكية بدأت في نقل معدات يوم السبت من قاعدة جوية في جنوبتركيا وأن جنود من القوات الخاصة الأمريكية (يقومون بتدريب نحو الفين من الاكراد ويعدون لوجستيا لقدوم الاف الجنود في حال نشوب حرب على العراق). ونادرا ما تقدم القوات المسلحة التركية معلومات لاجهزة الاعلام الاجنبية. واذاعت شبكة التلفزيون التركية (ان تي في) أيضا تقريرا جاء فيه ان 50 مركبة عسكرية امريكية دخلت الى العراق عبر بوابة الخابور وان عدد افراد القوات المسلحة والمخابرات الأمريكية في شمال العراق وصل الى 500. ولم تنسب الشبكة تقريرها لمصدر. وتستخدم الولايات المتحدة بالفعل قواعد جوية تركية للقيام بدوريات فيما يسمى منطقة (حظر الطيران) في شمال العراق. لا مشاركة ألمانية في الحرب وعلى حدود العراقالجنوبية اكد وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك أمس الاثنين ان الجنود الالمان المنتشرين في الكويت لا علاقة لهم باي استعدادات تجري لحرب محتملة ضد العراق. وقال شتروك في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح ان (الجنود الالمان موجودون في الكويت في اطار عملية (الحرية الدائمة) (في افغانستان) ولن يشاركوا في حرب ضد العراق). ووصل شتروك مساء الاحد الى الكويت آتيا من كينيا حيث ينتشر نحو 140 جنديا من البحرية الالمانية في مومباسا. كما زار جيبوتي حيث ينتشر 1030 جنديا المانيا اخرين. ومن المقرر ان يزور معسكر الدوحة شمال العاصمة الكويتية اهم مراكز انتشار القوات الأميركية في الكويت حيث سيحضر عرضا ل50 جنديا المانيا من وحدة المدرعات (ان بي سي). وينتشر 15 الف جندي امريكي حاليا في الكويت. وعلى صعيد موقف بغداد قال طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي صدام حسين في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد ان بغداد ستواصل التعاون مع مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة ولكنه شكك في ان ذلك يمكن ان يحول دون شن هجوم تقوده الولايات المتحدة. وقال رمضان //من الناحية العملية لن نعطي مسوغا مباشرا /لشن الهجوم/ .لكن كل ادائنا واستعدادنا ينطلق من منظور أسوأ الاحتمالات. وقال: ان تعاون العراق قد لا يؤدي إلا إلى كسب الوقت للحصول على تأييد ضد أي هجوم محتمل. وعلى صعيد (جبهة) مفتشي الأسلحة الدوليين، أعلن العراق أمس الاثنين ان المفتشين، الذين دخلوا الأسبوع الرابع دون اكتشاف أية أسلحة محظورة في العراق، بدأوا بتوجيه أسئلة للمسؤولين العراقيين في المواقع التي يزورونها يوميا، عن العلماء العراقيين الذين لهم علاقة بالبرنامج النووي السابق. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية في تصريحه اليومي عن نشاط المفتشين الدوليين ان فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي زار الشركة العامة لصناعة الزجاج والسيراميك التابعة لوزارة الصناعة والمعادن قرب مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) وجه يوم الأحد أسئلة بهذه الخصوص. وهذه هي المرة الاولى التي تتم فيها الاشارة الى طرح اسئلة من قبل المفتشين الدوليين عن العلماء العراقيين خلال زياراتهم للمواقع العراقية العسكرية والمدنية. وتوزع المفتشون التابعون للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية، صباح أمس، على خمس فرق. وبدأوا مهامهم معززين بمفتشين جدد وتجهيزات إضافية. اتجهت فرقة إلى مصنع الجهاد التابع لشركة ذات الصواري للصناعات الكيمياوية التابعة لوزارة الصناعة والمعادن في ضاحية التاجي على بعد 20 كيلومترا شمال بغداد ومصنع الجهاد ينتج حاليا الاصباغ الزيتية وأنواعا أخرى من الطلاءات. وحسب ما قاله المهندس ريسان صدام المهندس في المصنع للصحفيين فان الجانب العراقي قدم كل التسهيلات للمفتشين التسعة وانهم تعاونوا تعاونا تاما معهم. وأضاف: لقد أجبنا بوضوح عن كل الاسئلة التي طرحوها علينا والتي كانت اعتيادية. موضحا أن منتجات المصنع مدنية بحتة ويتعامل معها المواطن بشكل مباشر. ويفترض ان يتحقق المفتشون التسعة من ان المصنع لا ينتج عناصر كيميائية يمكن ان تستخدم في صنع اسلحة. كما فحص المفتشون وحدات منشأتي القعقاع وحطين العامة. و زار فريق بيولوجي معهد التقنيات الحياتية التابع لجامعة بغداد فيما زار فريق كيمياوي شركة النصر العظيم في منطقة الدورة. أما فريق الصواريخ التابع للجنة الانموفيك فقد فتش مقر منشأة سعد العامة في منطقة الدورة. وتسارعت وتيرة عمليات التفتيش بوصول 15 مفتشا جديدا يوم الأحد ليرتفع عدد المفتشين الى 105 بينهم 86 من انموفيك و19 من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طبقاً للمتحدث باسم فرق التفتيش هيرو يواكي. وكان المفتشون قد أنجزوا يوم الأحد مهمة تفتيش استغرقت ساعتين مجمع ام المعارك العسكري الذي كان مركزا للأبحاث النووية بمنطقة اليوسفية على مسافة 15 كيلومترا جنوبيبغداد. وهو فرع للجنة التصنيع العسكري يقول مسؤولون عراقيون انه ينتج آلات خفيفة. وقال حسين عطية حمودي مدير المجمع للصحفيين بعد مغادرة المفتشين انهم فحصوا الكاميرات ووضعوا بطاقات على المعدات وحصلوا على عينات من منتجات المصنع ومن جميع الاقسام التي زاروها. وكان خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد زاروا المجمع في 30 نوفمبر تشرين الثاني كان مفتشو الامم المتحدة قد وضعوه تحت المراقبة في التسعينات. وأمضى فريق من خبراء الكيمياء التابعين للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش اكثر من ست ساعات في مجمع القعقاع الذي يبعد نحو 40 كيلومترا الى الجنوب من بغداد. وقال مدير المجمع سنان راسم سعيد: ان الخبراء ركزوا على مصنع تركيز حمض الكبريتيك بالمجمع. وذكر ان المجمع الذي ينتج متفجرات وذخائر كان تحت مراقبة الامم المتحدة حتى عام 1998 عندما غادر المفتشون العراق. وقال سعيد ان فريق المفتشين وجه اسئلة تتعلق بمشتريات المصنع ومعدل الانتاج به وطاقته الإنتاجية. وأضاف انهم ذكروا انهم سيزورون المجمع مرة اخرى لتفقد بقية مواقعه. وقال يويكي في بيان ان عمليات التفتيش في مجمع القعقاع تركزت حول وحدة انتاجية جديدة انشئت منذ عام 1998. كما عاد فريق آخر من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش لزيارة مجمع النصر بمنطقة التاجي التي تبعد نحو 25 كيلومترا شمالي بغداد. وكانت مكونات صواريخ سكود بعيدة المدى تنتج في المجمع الذي قصف ابان حرب الخليج ومرة اخرى خلال حملة قصف مكثفة شنتها طائرات امريكية وبريطانية بعد رحيل المفتشين عام 1998.وتوجه المفتشون ايضا الى مصنع المعتصم للصواريخ في جرف صخر على بعد 40 كيلومترا جنوبيبغداد. ويحتل المجمع موقع منشأة الاثير النووية السابقة. وقال المتحدث في بيانه ان المواقع الأخرى التي زارها المفتشون تشمل مصنعا لمحركات الصواريخ ومعهدا للأمصال ومنشأتين هندسيتين ومصنعا للزجاج والخزف. البرادعي: المفتشون يحرزون تقدماً وفي أبو ظبي قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مساء الأحد ان خبراء الأمم المتحدة يحرزون تقدما في العراق داعيا بغداد إلى مواصلة التعاون لتفادي اندلاع حرب. وأضاف "مع تعاون العراق الآن أصبحنا نحرز تقدما جيدا". وأضاف في كلمة ألقاها في مركز الدراسات الاستراتيجية في أبو ظبي اعتقد ان العراق يمكنه تفادي النزاع من خلال الإبقاء على تعاونه وتوفير معلومات صحيحة وكافية حول قدراته العسكرية. وتابع انه مع تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1441 حول نظام التفتيش عن الأسلحة العراقية لم يعد اللجوء إلى القوة يبدو كأنه الخيار الأول واصفا ذلك بأنه إيجابي جدا. إحباط بريطاني من ملف الأسلحة من جهة أخرى قالت صحيفة فاينانشال تايمز أمس الاثنين ان المسئولين البريطانيين الذين يحللون الملف العراقي المؤلف من 12 الف صفحة بشأن برامج اسلحته (محبطون للغاية) فيما يتعلق بمحتوياته قائلين انها تشمل ثغرات كبيرة قد تكلف العراق فرصة تجنب الحرب. ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي لم تنشر اسمه قوله ان الملف الذي سلمه العراق الى الامم المتحدة في الثامن من ديسمبر لم يعالج كثيرا من المخاوف البريطانية بشأن الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية. ونقل عن المسؤول قوله ان: التحليل هو انه محبط للغاية وان /الرئيس العراقي صدام حسين/ يضيع فرصة مهمة. وقال مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون بالأمم المتحدة بالفعل انه لاول وهلة لم يحدد الملف مصير كل العناصر الكيماوية والبيولوجية العراقية. وهددت واشنطن بنزع سلاح العراق بالقوة اذا لم يعلن الحقيقة كاملة بشأن برامج اسلحته. ونشرت بريطانيا ملفها الخاص الذي يوضح موقفها بشأن العمل ضد العراق في سبتمبر ايلول قائلة ان العراق يخزن اسلحة دمار شامل . ونفت بغداد في ذلك الوقت الادعاءات البريطانية ولكن فاينانشال تايمز قالت ان المسؤولين كانوا يتعشمون ان يعالج العراق بشكل مباشر بعضا من المخاوف البريطانية في ملفه. ونقلت الصحيفة عن المسوءول قوله لكن "صدام حسين" تجاهل اجزاء كبيرة منه. وفيما يتعلق بالقدرات الكيماوية والبيولوجية والنووية هناك الكثير الذي نعتقد انه مفقود." ولم يكن لدى متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تعليق على تقرير فاينانشال تايمز ولكنها قالت انه مازال يجري تقييم الملف العراقي. وقالت لرويترز "يجري مراجعة الملف وتحليله وسننتظر تقريرا نهائيا بشأنه." " واضافت ان التقرير لابد ان يصبح متاحا خلال "المستقبل غير البعيد جدا.