أعلنت بغداد وأقرت واشنطن أن المقاومات الارضية والطائرات العراقية أسقطت طائرة تجسس امريكية في عملية دقيقة ومخطط لها. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن الناطق العسكري قوله: ان رجال الدفاع الجوي .. أسقطوا أمس الاثنين طائرة تجسس امريكية نوع بريديترز اخترقت اجوائنا .. في الساعة 10.30 صباحا للتجسس على منشآتنا المدنية والعسكرية .. وفي الساعة 10.35 بعون الله تعالى .. تم اسقاطها بعملية دقيقة ومخطط لها. وأقرت واشنطن على لسان قائد أركان الجيوش الامريكية الجنرال ريتشارد مايرز باسقاط طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار كانت تحلق فوق جنوبالعراق بواسطة طائرة عراقية كانت تحلق في منطقة الحظر الجوي التي تجري فيها دوريات للطائرات الامريكية والبريطانية. واستطرد قائلا إن ذلك لا يعتبر تصعيدا، مشيرا الى أنه اسقطت في الماضي طائرتا بريديترز بسبب تعرضها للمضادات في جنوبالعراق. واضاف خلال مؤتمر صحافي ان العراقيين يحاولون اسقاط جميع طائراتنا التي تحلق في منطقتي الحظر الجوي في الجنوب والشمال واليوم حالفهم الحظ واسقطوا الطائرة لكنني لا ارى في ذلك تصعيدا. انه امر يحاولون القيام به منذ سنوات. وعلى الصعيد السياسي، أعلن مسؤول كبير في الادارة الامريكية أن الولاياتالمتحدة تأمل في ان يستمع مفتشو الاممالمتحدة الى الخبراء العراقيين خارج بلادهم في شأن برامج الاسلحة العراقية. وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته نعتقد انها اداة هامة في يد المفتشين واداة هامة يجدر بهم استخدامها. واضاف اننا نعمل مع المفتشين على التأكد من ان الذين يريدون التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولجنة انموفيك (لجنة الاممالمتحدة للتحقق والمراقبة والتفتيش) احرار في الادلاء بشهاداتهم بدون ان يتعرضوا شخصيا هم او عائلاتهم الى التخويف او العنف. واكد ان مسؤولين امريكيين رفيعي المستوى يعملون مع مفتشي الاممالمتحدة لتنظيم الجانب اللوجستي لخروج هؤلاء الخبراء العراقيين واسرهم والعمل على التكفل بهم في حال رفضوا العودة الى العراق وقال نحن بصدد العمل على ذلك. وتعتبر واشنطن ان الاستماع الى شهادة الخبراء العراقيين يمكن ان تكون افضل طريقة لاكتشاف مدى تطور البرامج العراقية للاسلحة الكيميائية والجرثومية والنووية. وفي هذا الاطار اعلن الناطق باسم المفتشين الدوليين هيرو يواكي ان جلسات الاستماع الى شهادات العلماء عراقيين بشأن برامج اسلحة الدمار الشامل لم تبدأ رسميا بعد لكنها قيد الاعداد. وكان يواكي يرد، في لقاء مع الصحافة في المقر العام للمفتشين في بغداد، على سؤال حول تصريح ادلى به في وقت سابق المدير العام للوكالة العامة للطاقة الذرية محمد البرادعي لتلفزيون سي ان ان الامريكي. وصرح البرادعي للتلفزيون الامريكي نحن الان بصدد استجواب اشخاص في العراق. انه امر جديد. وقال يواكي الناطق في بغداد باسم لجنة المراقبة والتحقيق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة ان البرادعي اشار الى اجراء. وعلى حد قوله كان البرادعي يتحدث عن تحضيرات لاخذ شهادات. واضاف اعتقد انه قال اننا في صدد عملية التحضير للاستماع الى الشهادات. واختتم بالقول بالطبع يطرح المفتشون اسئلة اثناء عمليات التفتيش التي يجرونها في العراق منذ 27 ديسمبر لكن لم تبدأ عمليات اخذ الشهادات فعليا بعد. واعتبر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أن الولاياتالمتحدة تحشد قوات في المنطقة وكأنها تستعد لشن حرب عالمية .. لن ينجو منها أحد في العالم العربي. وقال عزيز في كلمة خلال حضوره جانبا من اعمال المؤتمر الطارىء للجان التضامن العربية مع العراق في بغداد ان امريكا بكل هذا الحشد العسكري الذي تعده للعدوان على العراق لا تستهدف العراق فقط وتغيير نظام الحكم في العراق كما يدعون. واعتبر ان هذا حشد استراتيجي لحرب بمستوى حرب عالمية تستهدف من هذه المنطقة في هذه المرحلة بالذات كل الوطن العربي من شرقه الى مغربه. وأعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارد ان المنظمة الدولية تستعد لمواجهة الانعكاسات الانسانية لحرب محتملة في العراق آملة في الوقت نفسه عدم وقوع نزاع. وقال ايكهارد في اللقاء اليومي مع الصحافيين أمس ان الاممالمتحدة طلبت 7.4 مليون دولار من الدول المانحة منذ عشرة ايام خلال اجتماع في جنيف لتمويل ارسال وتخزين المواد الغذائية وتقديم مساعدة عاجلة. واضاف انها المرحلة الاولى من الخطة الجارية والتي نطلب لها فقط مساعدة مالية موضحا ان ارقاما اعلى ربما طلبت لمراحل تالية. واعتبر انه اجراء روتيني لكل المنظمات ان تستعد لاي احتمالات. واضاف المتحدث منذ بعض الوقت بالفعل بدأت المنظمات الانسانية للامم المتحدة تضع خططا تحسبا لعمل عسكري في العراق في الوقت الذي نأمل فيه ان ينتهز العراق آلية التفتيش عن اسلحته الجارية حاليا لتفادي عمل عسكري. وقال فريد ايكهارد نأمل ان ينفذ العراق التزاماته وان يتم تفادي عمل عسكري ضده. وأعلنت لندن أمس أنها متمسكة بالملف الذي يؤكد امتلاك العراق اسلحة دمار شامل والذي قدمه توني بلير في سبتمبر الماضي. وصرح ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء توني بلير ان ملفنا نشر في سبتمبر وبطبيعة الحال نحن متمسكون به. واكد المستشار في ديوان الرئاسة العراقي عامر السعدي الاحد ان مفتشي الاممالمتحدة لنزع اسلحة العراق فضحوا الاكاذيب والافتراءات الصادرة من واشنطنولندن حول اسلحة الدمار الشامل التي يتهمون العراق بامتلاكها. وبخصوص الانتقادات التي وجهها كبير المفتشين هانس بليكس للندنوواشنطن بعدم تسليم المفتشين كل ما لديهم من معلومات اكتفى المتحدث بالقول قلنا الجمعة اننا نساعده وسنستمر في مساعدته. وكان رئيس لجنة التحقق والمراقبة والتفتيش (انموفيك) هانس بليكس اشتكى الجمعة في مقابلة مع بي.بي.سي من ان بريطانياوالولاياتالمتحدة لا تقدمان للمفتشين معلومات كافية عن المواقع التي تشتبهان بانها تحتوي اسلحة دمار شامل في العراق. وقال بليكس يمكن للولايات المتحدةوبريطانيا ان تكشفا لنا المواقع التي تؤكدان ان "العراق" يخبىء فيهما اسلحة دمار شامل. هذا ما نريده. واكدت الولاياتالمتحدة الجمعة انها تتقاسم المعلومات السرية حول العراق مع مفتشي الاممالمتحدة لنزع الاسلحة العراقية ولكنها لا تنوي على الاطلاق امدادهم بمعلومات سرية يمكن ان تكشف هوية مصادرها. في فلسطينالمحتلة، اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان هناك خطرا حقيقيا على اسرائيل من ان يوجه اليها العراق ضربة كرد فعل على هجوم امريكي ضده. وخلال زيارة الى المقر العام للدفاع المدني بالقرب من تل ابيب صرح شارون للاذاعة يجب ان نقول الحقيقة للرأي العام الذي يشعر بالقلق: هناك خطر ولكننا اتخذنا كل التدابير لمواجهته. واضاف رئيس الوزراء الذي كان يتفقد استعدادات الدفاع المدني اذا تعرضنا الى هجوم سنعرف كيف نرد. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز صرح في وقت سابق أمس بأن اسرائيل محمية اكثر من اي وقت مضى من هجمات عراقية محتملة قد تأتي نتيجة هجوم امريكي على بغداد. واوضح موفاز في تصريح للاذاعة العامة نحن مستعدون لمواجهة اي مستجدات واسرائيل محمية اكثر من اي وقت مضى مضيفا بالطبع ثمة مخاطر على اسرائيل في حال قرر الامريكيون مهاجمة العراق لكنه دعا الى عدم الوقوع في حالة هستيريا والى المحافظة على الهدوء، لان السلطات المدنية والعسكرية قامت بكل ما يتوجب القيام به. وتخشى اسرائيل خصوصا تعرضها لصواريخ عراقية كما حصل خلال حرب الخليج العام 1991 عندما اطلق العراق 39 صاروخ سكود على منطقة تل ابيب وحيفا ما ادى الى سقوط قتيلين ومئات الجرحى. وكانت هذه الصواريخ يومها مجهزة برؤوس تقليدية.