عزيزي رئيس التحرير الاعلام شكلا هو ايصال المعلومات والانباء الى المتلقي.. ومضمونا هو طرح ما يحدث ونقل الحقائق كما هي.. والاعلان شكلا ومضمونا ايضا هو تجرد وحياد ونقل للوقائع والاحداث مجردة دون تعليق او زيادة ودون تغرير بالمتلقي حتى لو لم يكن نقل الحدث مرضيا للمواطن او المسئول فالاعلام ليس المتسبب في وقوع حدث بل هو ناقل فقط له وليس سببا فيه ولان المتلقى يريد الحقيقة ولو كانت مرة كان لابد للاعلام ان يكون (علقما ودواء) اي انه ينقل الحدث الحزين والحدث المفرح دون ان يتدخل ناقله في تلميعه لارضاء المتلقي وهذا هو الاعلام وليس التلميع للمتلقي بمايرضيه الى هنا نحن مقتنعون بدور الاعلام حسب التعريف اعلاه. لكننا في اعلامنا المعاصر دون اعفاء لاي منه غربيا اواعجميا او عربيا لانتلقى سوى اعلاما منمقا وملمعا حسب ما يرضينا وليس حسب ما يقع من احداث ولذا كان الصحاف وزير الاعلام العراقي مطبخا صحفيا متنقلا بوجبات اعلامية ملمعة حسب اهواء النظام وليس حسب الاحداث فكان يلقي كلماته اشفاء لغليل النظام من العدوان كما يراه وكان يلقي كلماته (قطعنا مؤخرتهم وسنقضي عليهم) ليس الا ليرضي نظامه والمتلقي الذي يرغب في ان تكون الاحداث حسب رغبته هو وليس حسب ما يحدث على الجبهة. في المقابل يترنح جيشه ونظامه في الخلفية الظلامية ويصفق المعجبون بالصحاف ونظامه واصحاب القومية العربية المنغمسة في عقول اولئك المتخفين خلف الصحاف من اعلاميين ممارسين للدور نفسه الذي يفتعله الصحاف. لكنهم هربوا عندما اختفى الصحاف فكانوا لاجئين على الحدود الكويتية يتوسلون الدخول الى الكويت ومنها الى موقع قناتهم الغوغائية المتعجرفة التي تحمل عقولا منجرفة في الاعلام الصحافي المهيمن على عقول من يديرها. تتواصل القنوات الاعلامية والصحفية العربية المنصهرة تحت اعلام القرن الواحد والعشرين الذي ننشده بل نحلم به فهو حلم لايزال تحت انقاض الاعلام المطبل للمسئول قبل ان يكون اعلام حقائق حتى ولو ادي هذا التطبيل الى نهاية هذا المسئول لذا وجب على المسئولين العرب ان يعوا أن (التطبيل) الاعلامي الذي يظهر لنا حاليا سيكون انعكاسا سلبيا على اي مسئول يفرح بالقناة او الصحيفة التي ترضي اهواءه وتقلب الحقائق وان طال الزمن. نظرة موجزة وتمحيص لوقائع مؤتمرات الصحاف تجعل المسئول ايا كان يقف للاعلام المطبل ليقول له قف وانقل الحقائق حتى لو اغضبتني فغضب ساعة من خبر مؤلم يكشف الحقائق كفيل بمعالجة تلك الحقائق بدلا من التطبيل واخفائها ثم تتكاثر فتصبح مع الوقت وبالا لكل مسئول يفرح بالتطبيل الاعلامي. وحتى يعي مسئولونا في الوطن العربي من صغار المسئولين وكبارهم ان توظيف الاعلام لصالحهم حتى ولو بقلب الحقائق ليس الا وبالا. سعيد مطر