** يبدو ان الإعلام الجديد بوسائله المختلفة اصبح هو المسيطر على توجهات الرأي العام, فلم تعد وسائل الإعلام التقليدية قادرة على مجاراة مواقع الشبكات الاجتماعي والاخبارية في سرعة نقل الخبر والحدث وحرية التوسع فيه, وهو ما ينبئ عن ظهور كثير من الحقائق التي كانت تختفي وسط الرقابة الذاتية التي صنعها جيل سابق من الاعلاميين الذين أسسوا لذلك النهج في ظروف وزمان يختلفان جذريا عن ظروف ومكان هذا الزمان.!. ** تلك الأحداث والآراء التي تنقلها الشبكة العنكبوتية ومصادر الاخبار الفضائية تحمل كل اشكال التوجهات والاساليب والدوافع, فهي تحمل الحقيقة والفضيحة والشخصنة والكلمة الصادقة والعصبية والنوايا الطيبة وغيرها من أشكال السجالات الفكرية والمعلومات المتدفقة, وما يبقى هو أن يفرز الإنسان ما يتلقفة من معلومات وآراء وان يبحث عن الدوافع لكل كلمة تقال, وان يحكم دينه وعقله بعد ذلك في امكانية نقل المعلومة والمساهمة في انتشارها من عدمه. بما بسبب ضعف الثقافة العامة حول آليات الاقتصاد وخباياه وطرق ادارته والشرائح التي تتحكم فيه, أو الندرة الواضحة في الاعلاميين او الجهات التي تهتم بالشأن الاقتصادي وتربطه بالحياه.** ويبدو ان انفتاح الرأي الذي يشهده الوطن العربي قد انتقل من الفكر إلى السياسة وحقوق الانسان ولكنه حتى الان لم يصل الى «الاقتصاد» الذي لا زال يحفل بالعديد من الأسرار والخبايا التي لم يتم كشف غطائها حتى الان, ربما بسبب ضعف الثقافة العامة حول آليات الاقتصاد وخباياه وطرق ادارته والشرائح التي تتحكم فيه, أو الندرة الواضحة في الاعلاميين او الجهات التي تهتم بالشأن الاقتصادي وتربطه بالحياه. ** ذلك لن يلغي ان العجلة قد تصل قريبا للاجواء الاقتصادية وقد نشاهد في الافق القريب فضائح لجهات وشركات ورجال اعمال وشخصيات تحت شعارات الفساد والرشوة, ولن تنفع سياسة التمييع والتلميع في ظل سرعة انتشار المعلومات والاخبار, لذلك قد يكون من الصعب مواجهة أي شائعة او خبر, ويبقى نظافة العقل واليد هي الحصانة الوحيدة الاستباقية لعدم السقوط في تلك الموجه.. ** الاستثمار في الاعلام الجديد وتطوير آليات وسبل وطرق الاعلام التقليدي « الحكومي», مهم جدا للحكومات وللجهات المستثمرة في هذا القطاع, حتى تستطيع مجاراة السرعة الهائلة في تدفق المعلومات التي يشهدها هذا العصر, وايجاد مرجعيات صادقة تستطيع ان تقنع المتلقي الذي اصبح حرا وسيد الموقف مع تعدد الوسائل في قبول أي معلوم او رفضها. ** إن خصخصة الاعلام ومنحه مزيدا من مساحات الحرية وكذلك الاستثمار في المواقع الرسمية للجهات وجعلها اكثر تفاعلية وغنية بالمعلومات الشفافة والمحدثة هو وسيلة من وسائل تجاوز سلبيات الاعلام الجديد, فتوفير المعلومة الدقيقة والشفافة اصبح ضرورة ملحة اكثر من أي وقت مضى, وزمن التطبيل للإنجازات والمدح غير المبرر اعتقد انه لم يعد يجدي, ما لم يربط بوقائع على الارض. * رئيس قسم الاقتصادي [email protected]