أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه ازاء مستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين متهما الجانب الفلسطيني بخلق ازمات مفتعلة والتهرب من اتخاذ القرارات التاريخية. فيما حمل الجانب الفلسطيني نتنياهو وحكومته مسؤولية الاستيطان والتهويد المستمر للقدس بخلاف الاتفاقيات المعقودة بين الجانبين . وافاد ان رئيس الوزراء ادلى بهذا التصريحات لدى استقباله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يزور القدس لمدة ثلاثة ايام يلتقي خلالها الرئيس الفلسطيني وطاقمي المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية . وأقرّ الوزير الأمريكي بأن مفاوضات السلام تمر في فترة متوترة وصعبة، إلا انه اعرب عن قناعته بانه يمكن التغلب على الصعوبات اذا ابدى الطرفان حسن النية والاستعداد لاتخاذ قرارات صعبة وللتوصل الى حلول وسط حقيقية . وفي رام الله اعتبر الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة انه حتى هذه اللحظة لم يبد الجانب الاسرائيلي الجدية الكافية للوصول الى اتفاق في الفترة القادمة. واكد ابو ردينة للصحفيين ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ملتزم بسير المفاوضات بشكل مكثف خلال الفترة الزمنية المتبقية بكل الجدية الممكنة وبكل الامكانيات الفلسطينية المتاحة. واوضح بان التفاهم الذي اتاح استئناف المفاوضات السلمية لم يشمل موافقة الجانب الفلسطيني على بناء المستوطنات . وقال ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري يعلم ان الاستيطان بالنسبة للفلسطينيين غير قانوني وغير شرعي. ورأى المستشار السياسي لرئيس السلطة نمر حماد ان اي اقتراح اسرائيلي لا يتضمن الانسحاب من القدسالمحتلة يعني انه لن يتم هناك اتفاق سلام . رأى المستشار السياسي لرئيس السلطة نمر حماد ان اي اقتراح اسرائيلي لا يتضمن الانسحاب من القدسالمحتلة يعني انه لن يتم هناك اتفاق سلام. وقال: انه لا سلام دون ان تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وقال حماد انه لا سلام دون ان تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وعبر نتنياهو خلال لقائه الأربعاء بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في القدسالمحتلة عن قلقه من وضع المفاوضات مع السلطة.ونقل موقع القناة الثانية عن نتنياهو اتهامه للسلطة بمواصلة التحريض واختلاق الأزمات المصطنعة والتهرب من القرارات التاريخية، على حد تعبيره. بدورها نقلت قيادة الادارة الامريكية سلسلة من الرسائل الى نتنياهو تقضي بأنه اذا تقدم في القناة الفلسطينية، فسيكون أسهل على الولاياتالمتحدة تأييد موقف اسرائيل بالنسبة للمفاوضات بين القوى العظمى وايران وعدم التخفيف من العقوبات مقابل خطوات جزئية من جانب ايران. وقالت صحيفة معاريف العبرية صباح امس الأربعاء ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري، سيبلغ نتنياهو بان الولاياتالمتحدة ستضغط على إيران بشأن ملفها النووي مقابل تقدمه بالعملية السياسية مع الفلسطينيين. وتوقعت الصحيفة نقلا عن مصادر امريكية واسرائيلية قولها ان كيري سيضغط على نتنياهو من اجل تحقيق تقدم في المفاوضات مقابل ان تقوم الولاياتالمتحدة بمزيد من الضغوط على ايران بهدف منعها من التقدم بمشروعها النووي. واوضحت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة لا تريد ان يتوجه الفلسطينيون للامم المتحدة ومؤسساتها حال انفجار المفاوضات بين الجانبين. وبحسب الصحيفة فإن كيري يؤمن انه اذا كانت تريد الولاياتالمتحدة ان تأخذ قرارات بتشديد العقوبات على ايران فإنها ستحتاج الى الدعم من دول المنطقة ودول العالم وبالتالي لا بد من اظهار تقدم حقيقي على ملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية . وقالت الصحيفة ان وزير الدفاع الامريكي يحاول لعب دور في اقناع الاسرائيليين بالموقف الامريكي حيث كان قد صرح بالامس ان ايران تستجيب للضغوط الدبلوماسية نتيجة الموقف الاسرائيلي المتشدد منها. وقال تشاك هيغل : ان التهديدات الاسرائيلية هي التي جلبت ايران لطاولة المفاوضات في محاولة لاشباع رغبات نتنياهو واقناعه بضرورة التقدم بالمشار السياسي في المفاوضات مع الفلسطينيين. ورأت الصحيفة ان هذه التصريحات جزء من الضغوطات الناعمة من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية على نتنياهو لاقناعه بعدم الوصول الى طريق مسدود في المفاوضات حيث لا يرغب الفلسطينيون بالوصول لهذا الطريق حتى لا تتهرب اسرائيل من الافراج عن 54 اسيرا تبقوا في سجون الاحتلال. وكان جون كيري قد اجتمع مع نتنياهو في ساعات الصباح ثم مع الرئيس محمود عباس في بيت لحم ومن ثم سيعود الى لقاء نتنياهو وربما لقاء الرئيس عباس في عمان غدا. وبحسب معاريف فان كيري اكد عدم وجود خطة امريكية للسلام ستطرح بداية العام لكنه اشار الى امكانية ان يكون هناك مبادئ توجيهية للطرفين حال رغبا في تحقيق السلام. وستقوم المبادئ الامريكية على قبول الفلسطينيين بيهودية الدولة العبرية وإلغاء حق العودة مقابل حصولهم على دولة بحدود 67 مع تبادل متفق عليه مع ايجاد اليات لمسألة الحدود والأمن خصوصا على الحدود مع الاردن. وفي تل ابيب يشعرون بأن الادارة الامريكية تبذل كل جهد مستطاع للامتناع عن مواجهة مع اسرائيل، ولا سيما أنها تحتاج الى الهدوء في وقت المفاوضات بين ايران والقوى العظمى، والتي ستبدأ الجولة الثانية من المحادثات فيها في جنيف غدا. وكان يفترض بالطاقمين الفلسطيني والاسرائيلي ان يتفاوضا في اثناء اللقاء، غير أن هذا انزلق منذ بدايته الى سلسلة اتهامات حادة بين الطرفين وإلى تبادل الصراخ في نهايته تقرر انهاء اللقاء دون البحث على الاطلاق في مسائل المفاوضات مثلما كان مقررا. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على التفاصيل « ان عضوي الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات ومحمد اشتيه غضبا من ان اسرائيل تنشر أكاذيب بزعمهما عن أن السلطة الفلسطينية أعطت موافقتها على استمرار البناء في المستوطنات في اثناء الاشهر التي تجري فيها المفاوضات مقابل تحرير 104 أسرى فلسطينيين قبل التوقيع على اتفاق اوسلو. واتهم عريقات في اثناء اللقاء جهات حكومية أعلنت عن أن البناء الاستيطاني تم بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية. وقال ان اسرائيل تكذب وتمس عن قصد بالسلطة الفلسطينية وبقيادتها تنشر هذه الرسائل. وشددت المحافل الفلسطينية من جهتها على ان السلطة الفلسطينية لم تعط موافقتها ابدا على معادلة السجناء مقابل البناء الاستيطاني المحموم . واضافت بانه في أعقاب تراشق الكلام الشديد في اثناء اللقاء «نشأت أزمة كبيرة مع الطرف الاسرائيلي مما فجّر اللقاء».