أجرى وزير الخارجية الأميركية جون كيري «محادثات مكوكية» على مدى يومين بين القدسالمحتلة، حيث اجتمع مع رئيس الوزرء بنيامين نتانياهو ليل الخميس، وعمان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس بعدما سافر على مدى ساعتين في أراضي الضفة الغربية من القدس إلى العاصمة الأردنية ثم عاد بمروحية إلى إسرائيل بعد الظهر ناقلاً رؤية الفلسطينيين في شأن استئناف المفاوضات مع إسرائيل. لم يرشح الكثير مما جرى في الاجتماع المطول الذي عقد في القدسالمحتلة ودام اربع ساعات إلا أن أوساطاً سياسية رفيعة المستوى سربت لوسائل الإعلام العبرية استبعاد صناع القرار أن تسفر الجولة الحالية لكيري عن إعلان استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بداعي أن «أبو مازن» ليس معنياً حقاً بمفاوضات جدية. في حين سربت أوساط فلسطينية معلومات عن اجتماع كيري وعباس اثناء غداء عمل استمر 150 دقيقة اشارت إلى أن الفلسطينيين قدموا مطالب للقبول باستئناف المفاوضات أولها وقف الاستيطان، ولو بصورة غير معلنة، والتزام خط الرابع من حزيران (يونيو) والقبول بالقدسالشرقية عاصمة للفلسطينيين، والإفراج عن المعتقلين، خصوصاً الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية اوسلو. وأمضى كيري، الذي يحاول كسر جمود طال أمده في مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ما يقارب أربع ساعات في فندق القدس مع نتانياهو لسماع وجهة نظره في شأن عملية السلام. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن كيري طالب نتانياهو ب «خطوات لبناء الثقة» مع الفلسطينيين تقنعهم بعقد لقاء أولي بين طاقمي المفاوضات الإسرائيلي برئاسة وزيرة القضاء تسيبي ليفني والفلسطيني برئاسة صائب عريقات يمهد ربما للقاء بين نتانياهو وعباس. وأضافت أن كيري اقترح أن تُطلق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين من السجون قبل اتفاقات اوسلو عام 1993. وقال نائب وزير الخارجية زئيف ألكين للإذاعة العامة، إن إسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة، «لكن عباس يفضل المسار الأحادي الجانب» المتمثل بالتوجه إلى الأممالمتحدة. مع ذلك لم يستبعد ألكين أن «يخضع عباس» لضغوط دولية من الولاياتالمتحدة ودول أوروبية لاستئناف المفاوضات. وكرر ألكين رفض إسرائيل المطلب الفلسطيني بتجميد أعمال البناء في المستوطنات، بداعي أن الحكومة السابقة قامت بتجميدها لتسعة أشهر من دون أن يساهم ذلك في دفع المفاوضات. ويعتبر كيري أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط أولوية. وزار المنطقة خمس مرات منذ تسلمه منصبه. وقلل مسؤولون أميركيون من أهمية الآمال بتحقيق اختراق، إلا أن كيري عبر عن أمله بإحراز تقدم قبل أيلول (سبتمبر) محذراً من إمكانية حشد عباس الرأي العام الدولي ضد إسرائيل في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وهدف كيري المباشر الآن ليس إيجاد تسوية للنزاع بقدر ما هو استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين والمتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات. وانتقدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي غض الولاياتالمتحدة الطرف عن إجراءات الاستيطان الإسرائيلية. وقالت عشراوي لوكالة «فرانس برس» إن «اسرائيل تبعث برسالة وراء رسالة إلى كيري مفادها أن الاستيطان هو ردها على كل مبادرة (سلام)» وفي غزة طالب إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة «حماس» الرئيس عباس ب «عدم الوقوع في فخ المفاوضات». وقال للصحافيين عقب صلاة الجمعة: «أدعو الرئيس الى التوجه لبناء استراتيجية فلسطينية قائمة على استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام وبناء كيان فلسطيني صامد ومقاوم وقادر على التحرك في كل الساحات».