وسط غطاء من السرية، كثف وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وعقد كيري جلسة مباحثات مع نتنياهو في القدس الغربية مساء الخميس قبل لقاء الرئيس عباس في عمان أمس، ثم عاد للقدس الغربية للقاء نتنياهو ليعود مساء للأردن التي يغادرها اليوم منهيا زيارته للأردن وفلسطين وإسرائيل. ولم تصدر أي بيانات عقب هذه اللقاءات، وذلك في إطار السياسة التي ينتهجها كيري والداعية إلى العمل بعيدا عن وسائل الإعلام في محاولة لتحقيق التقدم. وبدوره قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف الكين من حزب (الليكود)، إن "إسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة، لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يفضل المسار الأحادي الجانب". وأضاف: "عباس قد يخضع للضغوط الكبيرة التي تمارسها عليه الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية لاستئناف المفاوضات". ومع ذلك رفض في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية وقف الاستيطان، مشيرا إلى أن الحكومة السابقة جمدت هذه الأعمال لمدة تسعة أشهر دون أن يسهم ذلك في دفع المفاوضات. وقلل مسؤولون أميركيون من أهمية الآمال بتحقيق اختراق إلا أن كيري عبر عن أمله بإحراز تقدم قبل سبتمبر، محذرا من إمكانية حشد عباس الرأي العام الدولي ضد إسرائيل في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وهدف كيري المباشر الآن ليس ايجاد تسوية للنزاع بقدر ما هو استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين والمتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات. ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يريدون بناء أساس متين لمحادثات السلام بحيث لا تكون أي مفاوضات جديدة رمزية فقط بل تشكل فرصة حقيقية للمضي نحو تسوية نهائية. وتطرقت بعض المقترحات لاحتمال إطلاق سراح فلسطينيين محتجزين منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993، مما يعد بادرة حسن نية تمنح الرئيس عباس مزيدا من هامش للتحرك. والمقترح الآخر هو اتفاق رسمي من إسرائيل بعدم إعلان بناء مستوطنات جديدة دون أن تعلن صراحة تجميد بناء المستوطنات، وهي خطوة قد لا تتقبلها حكومة نتانياهو اليمينية المتشددة. وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس، أن غالبية كبرى من الإسرائيليين تؤيد استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لكنها متشائمة إزاء فرص أن تؤدي إلى اتفاق سلام. من جهة أخرى، طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي القيادات الفلسطينية بضرورة أن تعي جيدا أن كل يوم يمر ليس في صالح قضية فلسطين وأن النزاع والشقاق الفلسطيني ليس فيه مصلحة لأي طرف من الأطراف. وبيّن أن مصلحة الفلسطينيين تتمثل في توحيد الصفوف والاتفاق على هدف واحد للخروج من هذه الأزمة، مؤكدا أن الوقت دائما ليس في صالح القضية الفلسطينية.