شكل منتدى الطاقة الدولى الثامن منعطفا نوعيا للدول الآسيوية المستهلكة للطاقة مثل اليابان والصين الذين يستوردون معظم حاجاتهم من الطاقة من منطقة الشرق الأوسط الذى يتعرض بين الفينة والاخرى لخطر الحرب. ففى الاجتماع الفرعي للدول الآسيوية فى المنتدى والذى شاركت فيه اليابان وكوريا الجنوبية والصين ومجموعة دول اسيان للدول الاسيوية الجنوبية الشرقية عبرت تلك الدول عن مخاوفها بشأن مسألة توفير الطاقة مستقبلا بعد تزايد التوتر فى منطقة الشرق الاوسط . كما انهم بحثوا افضل الطرق الممكنة لتوفير الطاقة من خلال توفير مخزون استراتيجى وتبنى سياسية محافظة فى عملية استهلاك الطاقة فى هذه الدول التى تشهد نموا اقتصاديا لافتا . وتفاقم تخوف الدول الآسيوية المستوردة للنفط التى تبلغ حصتها 38 فى المائة من اجمالى الزيادة فى الطلب العالمى من عمليات اضطراب الامدادات النفطية من منطقة الشرق الاوسط وسط تهديدات اميركية بتدخل عسكرى وشيك فى العراق مما رفع سعر البرميل الى 30 دولاار امريكيا خلال الفترة الماضية اى قبل ان يعلن العراق موافقته على دخول المفتشين الدوليين عن سلاح الدمار الشامل فى الاراضى العراقية . وحققت اليابان اول انتصار لها عندما التقى وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانى تاكيو هيرانوما على هامش المنتدى نظيره القطرى عبدالله العطية ونظيره الايرانى بيجان زنجنه فى اعمال منتدى الطاقة الدولى الثامن . واتفق هيرانوما مع نظيريه القطرىوالايراني فى اجتماعات ثنائية كل على حدة على تفعيل مشروع تطوير حقول الغاز الشمالية فى قطر الذى يعد اغنى حقل فى العالم وحقل التساوى الجنوبى فى ايران . ووفقا لمصادر اعلامية فان الوزيرين القطرىوالايرانى قد اعطيا الإشارات الإيجابية بالبدء فى مشروع تطوير عمليات انتاج الغاز فى قطروايران الذى يشكل منعطفا جديدا فى سياسة الطاقة فى اليابان . وفى حال تحقيق الاتفاق فان على الشركات اليابانية وعدد من الشركات المتعددة الجنسية ان تستثمر ماقيمته 500 مليار ين يابانى خلال عامى 2005 و2006 فى بناء المصانع المتخصصة لعمليات تسييل الغاز وتحويله الى منتجات صالحة للاستهلاك مثل الجازولين والكيروسين .وركزت وسائل الاعلام اليابانية على هذه الصفقة لما لها من دور فى تعزيز مفهوم امن الطاقة.