لطالما عانى نادي الاتحاد الأمرين وويلات الزمن وتقلباته وعاش أزماته بشتى تفاصيلها المؤلمة والمحزنة بعد أن تكالبت عليه الظروف وأخذت مأخذها منه في حقبة زمنية "للنسيان" في تاريخ هذا التسعيني الشامخ فتلك الحقبة قاربت على " عقد من الزمن " لم يجد خلالها الكيان الاتحادي من يسنده ويقف بجانبه سوى مدرجه الكبير وجماهيره الوفية التي وقفت بكل قوة وثبات ودعم منقطع النظير حتى جعلت منه بطلاً على الرغم من نزفه ألماً وحزنا. وتوالت الإدارات الغير قادرة على إدارة النادي وفي غالبها لم تجر للعميد سوى الخيبات بل أسهمت بشكل مباشر في انغماسه في وحل الديون والقضايا والطيش الإداري بلاحسيب ولارقيب ، إلا أنه لكل ظلام نهاية يكتبها نور يسطع في سماء الأمل ويترقبها عاشق يقف خلف الكيان يثق بأن هناك أمل كبير يعقب هذا الألم الذي أدمى القلوب وأبكى الحناجر لسنوات ، فتحقق ذلك من خلال دعم معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة وبتواجد شخصية مهمة على خارطة نادي الاتحاد متمثلة في الرئيس نواف المقيرن الذي استطاع أن ينفض غبار الذل والهوان والتخبط وفي لحظات قاس الزمن فيها فاختصره فعاد بالاتحاد وأعاده لجادة الطريق السليم من خلال قرارات وتنظيمات إدارية وقوة شخصية في إداراة الدفة الاتحادية حتى حظي بدعم المدرج الاتحادي الكبير من خلال ماصنعه بالعمل الصامت فكان أشبه ب " المحيط الهادئ " يعمل بصمت ويملك من القوة مالايمكن توقعه فبث الروح في جسد النمور. أنعش المدرج وقاد الكيان الاتحادي بكل قوة واقتدار بعمل وبعمل فقط دون ضجيج ودون " شو " إعلامي حتى ملك القلوب بكل إقتدار وسنسلط الضوء في هذا التقرير على نواف المقيرن الرئيس الاتحادي "المحيط الهادئ" وماقام به خلال الأشهر القليلة التي تولى فيها زمام الأمور الإدارية في عميد الأندية السعودية. المقيرن والمدرج علاقة وطدها العمل وأنعشها الإنجاز: يقال بأن قلب الجماهير الاتحادية لايتفق على حب من لايخدم الكيان أبداً وهذا ما كانت عليه عندما رفضت الكثير من الإدارات في الفترات السابقة والتي تسببت في إدخال العميد في نفق مظلم تمثل في خصم نقاط وحرمان من التسجيل وإبعاده عن المشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا إضافة الى أن بعض الإدارات قد وعدت الجماهير بإلغاء الكثير من القرارات الصادرة ضد الكيان وأنها لن تحدث ولكنها لم تفي بما وعدت به كما أن هناك الكثير من الإدارات أدخلت النادي في ظلمات الديون التي قصمت ظهره وزادت معناته ، ولكن وجود نواف المقيرن في هذه المرحلة الحرجة وهو الرجل الذي إذا وعد أوفى وإذا قال فعل وإذا عمل صمت جعل هناك كيمياء عشق كبيرة جداً حتى بات الرقم الأهم والأميز والأجمل في هذه الفترة لدى المدرج الاتحادي بدون منافس وبلا منازع. تنظيم العمل الإعلامي في النادي بعد تخبطات إدارات سابقة: لم تكن جماهير نادي الاتحاد راضية تماماً عن العمل الإعلامي في النادي خلال العشر سنوات الماضية على أقل تقدير وذلك بسبب التخبط في العمل الإعلامي وتغييب الجماهير عن المشهد الاتحادي وكذلك بُعد الإدارات عن مايقلق الجماهير فغابت المعلومة وغاب الإيضاح فعاشت الجماهير لحظات التيهان والعبث الإعلامي في عميد الأندية السعودية ، إلا أن المقيرن أعاد ترتيب عمل المركز الإعلامي من خلال تنظيم إداري أعاد الروح الإعلامية والقرب من المدرج والشفافية التي لطالما طالبت بها الجماهير وكذلك إيجاد متحدث رسمي يحظى بقبول كبير لدى المدرج الذهبي وهو قامة إعلامية تملك الكثير من الخبرة والحنكة الإعلامية متمثلة في فواز الشريف الذي نجح في جعل الجماهير الاتحادية تعيش الحدث لحظة بلحظة وتستسقي المعلومة من مصدرها الأساسي إما عن طريق المتحدث الرسمي للنادي أو من خلال القنوات الرسمية للنادي عبر موقع التواصل الإجتماعي ومايميز ذلك أيضاً أنه تم في فترة وجيزة. إغلاق ملف الديون: نجحت الإدارة الاتحادية الجديدة في إغلاق ملف الديون الخارجية والداخلية بدعم من معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة وكذلك بمتابعة ودعم من الرئيس الاتحادي نواف المقيرن ، كما قامت أيضاً بتسوية كافة مستحقات اللاعبين وهو مايعتبر نجاحاً لإدارة الاتحاد الجديدة في حل الملف الأكثر تعقيداً ليس في نادي الاتحاد بل على مستوى الرياضة السعودية. التعاقد مع جهاز فني: سعياً لعودة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد إلى منصات البطولات استطاعت إدارة نواف المقيرن الظفر بخدمات المدرب الأرجنتيني القدير والمعروف رامون دياز والطاقم المساعد له خصوصاً وأنه مدرب بإمكانيات كبيرة ولديه إلمام وخبرة كبيرة في الدوري السعودي وبالكرة الآسيوية عموماً. إكمال عقد الأجانب: نجحت إدارة المقيرن في إنهاء ملف الأجانب في وقت مبكر يحسب لها من خلال التوقيع مع (6) محترفين أجانب هم ( تياجو كارليتو ، وجوناس دي سوزا ، وإندرسون فيريرا دي أوليفرا "فالديفيا" ) من البرازيل و(أليكساندر بيزتش ) من صربيا , و( ماثيو جورمان ) من أستراليا ، و( كريم الأحمدي ) من المغرب إضافة إلى تجديد الثقة في الثنائي التشيلي( كارلوس فيلانويفا ) والتونسي (أحمد العكايشي). إعادة حيوية ملف الاستثمار: لاشك أن ملف الاستثمار يشكل أهمية قصوى في نادي الاتحاد خصوصاً وأنه نادي صاحب تاريخ طاعن في قلب المجد على مستوى القارة الآسيوية ولديه مدرج كبير وعريض جداً وبالتالي يجب أن يولى ملف الاستثمار أهمية قصوى وهو ماحدث بالفعل حيث قامت إدارة المقيرن بأولى خطوات تنظيم هذا الملف المهم والحيوي من خلال فسخ اتفاقية المسوق الحصري للفريق الأول لكرة القدم " شركة صلة الرياضية " بعد دراسة هذا الملف والتأكد بأنه لا يتناسب وحجم نادي الاتحاد نظير عدم إيفاء "شركة صلة" ببنود العقد وهو ما حدا بإدارة نادي الاتحاد بإلغاء العقد وإسناد هذا ملف للجنة الاستثمار بالنادي. كما قامت إدارة النادي بمباشرة إجراءات داخلية وقانونية حمايةً لكافة حقوق النادي التجارية وأنها لن تسمح لأي جهة كانت باستغلال اسم أو شعار النادي دون مسوغ نظامي وقانوني. كل تلك الخطوات المتأنية رغم قصر الوقت والقوية رغم بداية العمل أعادت الاتحاد لجادة الطريق وحولته إلى واجهة العمل الرياضي المنظم إدارياً والذي بات يحظى بإحترام الجميع من خلال إدارة تعمل بإمكانيات كبيرة وبإحترافية عالية وقبل هذا وذاك تعمل في هدوء تام دون ضجيج ودون الإكتراث بالبحث عن بصيص ضوء يأتي من خلف كاميرات الإعلام بل إكتفت بكسب إحترام وود الجماهير الاتحادية ودعم كافة الأطياف الاتحادية.