تسارعت وتيرة التطورات على الساحة السورية حيث واصلت فصائل المعارضة السورية تقدمها في ريف حماة الشمالي شمال سوريا وسط غارات كثيفة وعنيفة من الطيران الحربي والمروحي للنظام وروسيا منذ صباح اليوم الجمعة على معظم مناطق سيطرة المعارضة. كما شهد حي جوبر شرق العاصمة دمشق تصعيدا للقصف الجوي والمدفعي وسط استمرار المناوشات في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة مؤخرا. وأوردت وكالة رويترز للأنباء أن المعارضة حققت تقدما خلال أكبر هجوم تشنه منذ شهور، حيث استولت على نحو أربعين موقعا من جيش النظام، وذلك منذ بداية هجوم حماة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي. وأضافت أن قوات المعارضة تقدمت حتى صارت على بعد بضعة كيلومترات من مدينة حماة وقاعدتها الجوية العسكرية، في حين ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن فصائل المعارضة باتت تسيطر على 15 بلدة وقرية جديدة. وأعلنت هيئة تحرير الشام سيطرتها الكاملة على بلدة قمحانة الاستراتيجية التي تسيطر على الطريق الدولي الذي يربط حلب وحمص. وذلك بعد أن كانت استهدفت بعربة ملغمة مواقع لقوات النظام السوري وسط البلدة التي تعد إحدى أبرز القرى التي تتحصن فيها قوات النظام في المنطقة ويفصلها أقل من كيلومترين عن جبل زين العابدين أبرز الخطوط الدفاعية عن مدينة حماة. وأضافت المصادر أن فصائل المعارضة المسلحة صدت ست محاولات لقوات النظام لاستعادة السيطرة على قرية كوكب في المنطقة. وقد أعلنت فصائل من المعارضة المسلحة عن معركة موازية في ريف حماة الشمالي الغربي وبدأت بشن هجوم واسع في هذا المحور مستهدفة قرية المغير وحاجز الصخر. وأفاد ناشطون أن مناطق سيطرة المعارضة في ريف حماة الشمالي تعرضت لأكثر من مئة غارة جوية منذ صباح اليوم بمشاركة الطيران الروسي الذي قصف لأول مرة بلدة قمحانة. ونفت مصادر المعارضة "ما يشاع" من استعادة قوات النظام بعض القرى التي خسرها في اليومين الماضيين، وأكدت المصادر استمرار سيطرة كتائب المعارضة على جميع القرى والنقاط "التي حررتها ضمن معركتي (وقل اعملوا) و(في سبيل الله نمضي)"، واستمرار تقدمها لمناطق جديدة. وحسب رويترز أقر مصدر عسكري للنظام السوري بشن المعارضة هجوما واسعا في ريف حماة، ولكنه قال إن قواته "احتوت الهجوم". في غضون ذلك نقل مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية مشاهدته لمدنيين يفرون في سيارات حاملين أغراضهم بعيدا عن مناطق الاشتباكات في ريف حماة، بينما قالت منظمة "أنقذوا الأطفال" إن عشرة آلاف شخص على الأقل فروا من المعارك الدائرة بريف حماة. وبالتزامن مع تصاعد وتوسع معارك ريف حماة الشمالي أطلقت فصائل حركة أحرار الشام وفيلق الشام وأجناد الشام وجيش النصر وجيش النخبة معركة جديدة بريف حماة الغربي حملت اسم "صدى الشام".