بعد تزايد عدد الجامعات والكليات الحكومية والخاصة في رقعة بلادنا الفسيحة استبشر الجميع بتلك الخطوات الحكومية الجبارة، معتبرين ذلك خطوة مهمة إلى الأمام لمنافسة مجتمعات وعلوم ومعارف الدول المتقدمة، أصبح بمقدور جميع الطلاب والطالبات في أي منطقة وأي مدينة تلقي العلوم الجامعية بالقرب من مكان إقامتهم الدائمة، يقيمون مع أسرهم ويترددون على محاضراتهم في جو بهيج تحفه السعادة والسرور، تلك الشهادة الجامعية التي كانت في السابق تمثل عقبة حقيقية ومشكلة دائمة لطلاب وطالبات بلادنا حيث كان الترحال والسفر والتنقل والحوادث والأخطار. أما اليوم ولله الحمد فقد نال كلٌ مبتغاه وفرصته، في الماضي كان طلاب وطالبات التعليم الجامعي يتعرضون لعدة أنواع من البطش والتهميش وكبت وجهات النظر وتحطيم عزيمة النجاح عبر أنظمة قديمة كانت تدار بها تلك الصروح الجامعية فمن كان يشغل وظيفة معيد في ذلك الوقت كان متنفسا حقيقيا لتخفيف أعباء بطش أصحاب الشهادات العالية كونه يقارب نفس أعمار طلاب الجامعة لكن عندما يتعمق أكثر في شهادة الماجستير والدكتوراه تتغير تصرفاته وأخلاقه فيلتحق بركب من سبقوه، كان الطالب الجامعي وكذلك الطالبة الجامعية في تلك الحقبة من الزمن عرضة لنوع معين من أنواع القهر والتهميش عندما يصدر تصرف عفوي وبسيط من طالب من طلاب جامعة من جامعاتنا السبع، فعقابه سوف يكون مزلزلا، سوف يصبح ذلك الطالب عبرة لغيره، يقول له دكتور تلك المادة أنت راسب في مادتي ولم يعد لك مكان في دفاتر صفحاتي وفعلاً يرسب ذلك الطالب مرة ومرتين وثلاثا ويحمل تلك المادة البسيطة سنوات وسنوات تعوقه عن اللحاق بركب بقية زملائه حتى لو تم تدخل مدير تلك الجامعة، فحاله سوف يستمر ومعاناته سوف ترافقه لمرحلة التخرج وأخيرا يتجاوزها بدرجة على شفا جرف هار وعلى الحافة، يخطئ من يعتقد أن ذلك النظام سوف ينجح مع واقعنا الحالي وفي القرن الواحد والعشرين، اختلفت مفاهيم الحياة الجامعية عن سابقتها وصار طلاب وطالبات الجامعات أكثر تفتحا على حقيقة الأنظمة الجامعية، طالب المرحلة الجامعية تجاوز مرحلة عمرية مهمة وخطرة وصار يزن الأمور ويعالجها بميزان واعٍ، صار يناقش وأصبح يشارك ويأخذ ويعطي مع منسوبي ومسؤولي الجامعات والكليات، طلاب وطالبات الجامعات في بلادنا يحتاجون وقفات صادقة وحلولا عاجلة تعالج جوانب الخلل والتقصير ويبحثون عمن يتلمس حاجات الميدان ويلم بجميع متطلبات حياة الجامعة، يحتاجون إلى احترامهم واحترام وجهات نظرهم ويحتاجون لمبان ومنشآت كاملة ومكتملة تعينهم على تجاوز مرحلة مهمة من مراحل حياتهم العلمية لو تم ذلك فصدقوني أننا مستقبلاً سوف نجني ثمار ذلك وسوف نحتفل معا بزوال إأيقونة ضعف مخرجات التعليم الجامعي في مجتمعنا وسوف ترتقي ثقافة الجميع تجاه مرحلة الجامعة وتجاه طلابها وطالباتها.