سلطان مناع العمري تعليم الرياض الكل يتفق على أن التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية نهض نهضة كبرى واتسعت رقعته رغم التحديات التي واجهها، حيث افتتح عدد كبير من الجامعات والكليات في جميع أنحاء المملكة، لأن الدولة ترى وبكل واقعية أن التعليم هو اللبنة الأولى للتقدم والازدهار لكي تصبح بلادنا في مصاف الدول المتقدمة. والتعليم الجامعي يهدف إلى الارتقاء بالعلم وتدريب الطلاب على البحث العلمي والتحصيل الجيد، ولكن المهم في التعليم الجامعي هو الطالب الذي من أجله سخرت الإمكانات لكي يصبح الثروة الحقيقية التي نريدها ونبحث عنها، فعندما يدخل الطالب الجامعة يبدأ مرحلة جديدة ويتغير عليه الأمر ويشعر بالفرق بين التعليم العام والتعليم الجامعي، وقد يشعر ببعض الأمور التي تعكر عليه الاستمرار في الدراسة الجامعية، خاصة أنه في عمر المراهقة مما قد يجعله متقلب المزاج ويشعر أحياناً بالفتور أو التشاؤم وأحياناً بالحماس بسبب التغيرات النفسية التي تحدث له، خاصة في السنة الأولى من الجامعة. ومما تقدم أرى أن على الجامعة، وخاصة الأستاذ الجامعي، مسؤولية كبيرة تجاه هذا الطالب بحيث تكون هناك علاقة إيجابية يسودها الود والعطف والاحترام المتبادل والثقة بين الأستاذ والطالب، لأن هذه العلاقة سوف تساعد على التحصيل الأكاديمي للطالب وتجعل الطالب يرغب في الدراسة ويكن الحب للجامعة ويشعر بالفخر فيها، لأن البعض من الطلاب لديه عدد من المشكلات، سواء النفسية أو الجسمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وتحتاج من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة للوقوف عليها ومساعدة الطلاب على تجاوزها، خاصة الطلاب الذين يعانون من المشاكل الاجتماعية مثل التفكك الأسري أو الاغتراب عن الأهل وغير ذلك من الأمور التي يعاني منها الطلاب، ولهذا فإن للجامعة دورا كبيرا جداً في مراعاة طلابها وتقديم كل ما يحتاجون إليه من خدمات وأن تسعى إدارة كل جامعة إلى الاهتمام بطلابها، فالشهادة الجامعية هي طموح كل طالب، وهي الغاية التي يتمناها ويتعب من أجلها. وطلاب الجامعة، كما هو معروف، يحتاجون إلى من يستمع إليهم ويقدر أفكارهم وينمي إبداعاتهم ويحترم آراءهم ومقترحاتهم، وهم حتماً يشعرون بالفخر والرضا التام عندما يكون أستاذهم الجامعي هو الذي يقوم بهذه الأمور ويكون بمثابة الأخ الأكبر لهم. وإذا تحقق هذا كله أجزم أن الطالب سوف تكون لديه قناعة تامة بأن الجامعة هي الحضن الآمن له بعد الله سبحانه وتعالى، ويكون لديه طموح شخصي للمستقبل وقابلية للتقدم والحصول على أرقى الشهادات وتحمل المسؤولية بكل ثبات وجدارة، ومن هنا علينا أن نعرف أن الجامعة هي مركز يشع دائماً بالأخلاق والقيم والمثل العليا ومنبر للفكر والأدب وحقل للبحث العلمي، وهي من أهم الوسائل التي تساعدنا في مواكبة الحضارة وعامل مهم من عوامل التنمية. وكل هذا يتطلب أن يكون جميع طلاب الجامعات على قدر واف من تحمل المسؤولية وأن تهيئ الجامعة لهم المناخ المناسب لكي يتعلموا بكل ثقة واتزان وتكون حياتهم الجامعية مستقرة وميسرة.