أكدت المملكة والصين الشعبية على أهمية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل بكافة أنواعها، وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من هذا السلاح، وشددتا على أن الاستقرار في المنطقة يقوم على الحل العادل الشامل للنزاع العربي الإسرائيلي المبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وأبدى الجانبان رفضهما للإرهاب بجميع أشكاله وصوره واستعدادهما لتعزيز التعاون الأمني في هذا الصدد. جاء ذلك في البيان المشترك الذي صدر في ختام الزيارة التي قام بها إلى المملكة رئيس مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية وون جياباو، تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال الفترة من 20 إلى 22 صفر 1433 الموافق من 14 إلى 16 يناير 2012. وقد عقد خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مع دولة وون جياباو اجتماعات في جو من الود والوئام تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية ومختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الجانبان عن رضاهما تجاه التطورات الكبيرة التي تشهدها علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، مؤكدين على استعدادهما للارتقاء بهذه العلاقات في إطار العلاقات الإستراتيجية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين المشتركة بينهما في كافة المجالات وتدعيم السلام والاستقرار والتنمية على المستوى العالمي والإقليمي. وفي إطار الرغبة في توسيع روابط الصداقة الوثيقة بين الشعبين ورفع مستوى العلاقات السعودية الصينية ودفع التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات، فإنه جرى الاتفاق بين الجانبين على التأكيد على الآتي: 1 تكثيف الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى والتشاور على جميع المستويات لتبادل الآراء حول مختلف المجالات والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين. 2 أهمية تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري والاستثماري بشكل فاعل وزيادة التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية بما يحقق تطوراً شاملاً لعلاقات التعاون القائم بين البلدين. 3 أكد الجانب السعودي مجدداً التزامه بسياسة الصين الواحدة، وأبدى الجانب الصيني تقديره لذلك. 4 دعم وتشجيع التبادل الثقافي بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، وتشجيع التبادل والتعاون بينهما في المجالات الإعلامية والسياحية والصحية والزراعية. 5 دعم التعاون في مجالات الشباب والرياضة والتعليم الفني والتقني بما يعزز التفاهم والصداقة بين البلدين والشعبين الصديقين. 6 شدد الجانبان على أهمية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل بكافة أنواعها، وأبدى الطرفان تأييدهما لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية، وذلك طبقاً للقرارات الدولية في هذا الشأن. 7 العمل على تعزيز التعاون السياسي في ضوء القانون الدولي لحل النزاعات الدولية القائمة في العالم بعامة والشرق الأوسط بخاصة بالطرق السلمية وتدعيم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. 8 وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، أعاد الجانبان تأكيدهما على أن الحل العادل الشامل للنزاع العربي الإسرائيلي المبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة سيشكل الأساس الوطيد لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وسيقضي على مصدر رئيسي للتوتر والتهديد للسلم والأمن الدوليين. وفي هذا الصدد، أكد الجانبان دعمهما لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، مؤكدين على أهمية مبادرة السلام العربية كما أقرتها قمة بيروت عام 2002 وأكدت عليها قمة الرياض عام 2007 وجرت الإشارة إليها في قرارات الأممالمتحدة والبيانات الصادرة عن اللجنة الرباعية الدولية. 9 شدد الجانبان على رفضهما القاطع للإرهاب بجميع أشكاله وصوره التي تهدد السلم والاستقرار في شتى أنحاء العالم واستعدادهما لتعزيز التعاون الأمني في هذا الصدد، واتفقا على أهمية تكثيف التعاون الدولي لمكافحته مهما كانت أسبابه. 10 اتفق الجانبان على أن زيارة دولته للمملكة العربية السعودية تكللت بنجاح تام واثقين بأن ذلك سوف يعطي دفعة قوية لتطوير علاقات الصداقة والتعاون الدائمة الاستقرار. وأعرب الجانب الصيني عن شكره للجانب السعودي على ما قوبل به دولته ومرافقوه من ترحيب حار وكرم الضيافة أثناء وجودهم في المملكة.