بشعار "لا للمجازفة" يدخل الشباب والهلال مواجهتهما اليوم بإستاد الأمير فيصل بن فهد ضمن الجولة 15 لدوري المحترفين السعودي، وكلاهما يطمح للظفر بنقاط المباراة، خصوصاً أن فارق النقطة لمصلحة الهلال (35 نقطة)، لا يعتبر مقلقاً للفريق الشبابي صاحب ال34 نقطة، حتى لو سيطر التعادل على المباراة، لأن الحسابات ستظل قائمة ومستمرة في الجولة المقبلة أيضا. مواجهة من هذا العيار الثقيل وفي هذا الوقت المبكر من جولات القسم الثاني، حتما ستكون لها حسابات تكتيكية دقيقة، يأتي في طليعتها عدم التعرض للخسارة ولو كان ذلك على حساب جمالية الأداء والظهور الفني المثالي، فالفريقان لديهما أدوات فنية تبقيهما مرشحين للمنافسة حتى الأمتار الأخيرة من ماراثون الدوري، وتبقى ال90 دقيقة اليوم، هي الأثقل على كاهل الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين في الناديين. الفوز ب "6 نقاط" صحيح أن خسارة أي من الفريقين اليوم لا تعني ابتعاده عن المنافسة، في ظل أداء مباريات عديدة أخرى ربما تخدم نتائجها أحدهما، إلا أن فوز أحدهما يعادل 6 نقاط وقوفاً على حسابات الفرق المتقاربة نقطياً، حيث سيوسع الفائز، المسافة بينه والخاسر وسيكسب أيضا تعطيل ملاحقه. رد الاعتبار يزيدها "توتراً" ستكون نتيجة القسم الأول التي كسبها الشباب 2/صفر، حاضرة التأثير على أجواء المباراة بالذات على الهلال الذي سيسعى لرد دين الفريق الوحيد الذي أذاقه طعم الخسارة. هذه الرغبة الهلالية حتما وضع لها الشبابيون احتياطاتهم الملائمة، التي ربما تساعدهم على تكرار الشريط وتجنبهم الوقوع في مطب "التوتر". وبجانب اصطياد عصفور الثأر يتطلع الهلال، لضرب عصفور آخر يتمثل في توسيع الفارق، فيما يخطط الشباب لتأكيد فوز الدور الأول. "الأفضلية" للشباب عطفاً على ما قدمه الفريقان في الجولات الماضية، فإن "الأفضلية" الفنية تصب في مصلحة الشباب الأكثر انسجاما واستقراراً وهو ما ميزه عن بقية فرق الدوري، وساعده على اعتلاء الصدارة حتى نهاية القسم الأول دون خسارة، خلاف منافسه الهلال الذي حسم كثيرا من المباريات بخبرة لاعبيه، دون أن يكون هناك انسجام واضح بين لاعبيه في معظم المباريات. حسابات مضادة بين المدربين عانى مدرب الهلال توماس دول كثيراً من الضغوطات الجماهيرية التي تعاتبه بشدة على ما يقدمه الفريق من مستويات لا تليق بالأدوات التي يمتلكها من عناصر، ولا بخبرة جل لاعبي الفريق، رغم ملاحقة الفريق لأندية الصدارة ومن ثم تخطيها مع بداية القسم الثاني. في الطرف الآخر، فإن برودوم حقق مع الشباب الأهم، وهو جمع أكبر عدد من النقاط وتجاهل الأداء الممتع والجماعي الذي عرف به الفريق منذ سنوات طويلة، إضافة إلى صعوبة تغيير طريقة اللعب، والفريق يفتقد إلى صانع الألعاب الذي يجيد الاختراق من العمق، ولديه الجرأة في التسديد من خارج منطقة الجزاء، لذلك تبدو حسابات المدربين التكتيكية مقتصرة على إغلاق المساحات، وتضييق الخناق في منطقة المناورة، إضافة لوضع مواجهات مباشرة ما بين لاعبي الطرف في الجانبين. معركة في الوسط مهما كانت الظروف في الفريق، فإن منهجية المدربين تبدو متشابهة إلى حد كبير، فهما يعتمدان على تكثيف منطقة الوسط بخمسة لاعبين وبواجبات مختلفة، ويعتمد الشباب على مثلث في عمق الوسط متمثلا في الغامدي وعطيف وفرناندو وياتارا وجيباروف على الطرفين الأيمن والأيسر، وتقل فاعلية لاعبي الطرف كثيراً جراء النزعة الهجومية لظهيري الجنب حسن معاذ وزيد المولد. وفي الهلال، يعتمد دول على عادل هرماش في الوسط بمساعدة الشلهوب، وأمامهما الثلاثي، الفريدي والدوسري والعابد، ورغم تمتع الثلاثي الأخير بالسرعة والمهارة، إلا أنه يفتقر للخبرة المطلوبة ما "عطل" كثيراً من خطورة الهلال، وأجبر مدرب الفريق على إعادة الشلهوب تارة والفريدي تارة بجانب هرماش، لتمتعهما بالخبرة. الهلال يعاني في الدفاع أدى غياب الانسجام بين مدافعي الهلال، إلى سوء التمركز وكثرة الأخطاء فأصبح الخطر قائماً على مرمى الفريق طوال شوطي أي مباراة، فقد تأثر الدفاع كثيراً بغياب نامي والزوري للإصابة، وحل بدلاً عنهما في وقت واحد، الشابان البيشي والفرج. وانتقل هذا التأثير إلى الخبيرين أسامة هوساوي وماجد المرشدي، كما وضحت المعاناة أيضاً في ظل غياب محوري ارتكاز لهما ثقل في حماية منطقة العمق. وفي الشباب يظل تفاريس الأقل تفاعلاً مع الرقابة على المهاجمين، وتبقى هفواته مع ضعف رقابته، سبباً رئيساً لوصول الخطر لمرماه. "تقليص" الهجوم كلا الفريقين يعتمد على مهاجم وحيد، في الهلال يوسف العربي، وفي الشباب ناصر الشمراني، إلا أن منهجية مدرباي الفريقين تعتمد على لاعبي الوسط المقبلين من الخلف، وعلى تحول المهاجم الأساس إلى عنصر تمويه على مدافعي الفريق المنافس. الحراسة في "أمان" تبقى حراسة المرمى المتمثلة في وليد عبدالله وحسن العتيبي، أقوى مراكز الفريقين في ظل ثبات مستوى الحارسين ويقظتهما ومنعهما ولوج كثير من الأهداف رغم كثرة الهفوات الدفاعية، ومن المتوقع أن يكون لأحد الحارسين دور كبير وحاسم في فوز فريقه. أوراق "بديلة" من عوامل التفوق في المباراة، اختيار المدربين للتوقيت واللاعب البديل للدفع به في الوقت المناسب، خصوصاً أن دكة بدلاء الفريقين، تذخر باللاعبين المميزين القادرين على إضافة فاعلية لأي من الخطوط متى ما سنحت لهم فرصة المشاركة.