بحسابات دقيقة يدخل الأهلي والهلال مواجهتهما اليوم بطموح تحقيق الثلاث نقاط لما لها من أهمية قصوى لطرف على حساب الآخر، ولما لها أيضا من انعكاسات معنوية في مشوار أي منهما نحو اللقب، خصوصا وفرق الصدارة الأربعة (الأهلي والهلال والشباب والاتفاق) متقاربة إلى حد كبير في عدد النقاط، وكذلك في المستويات الفنية التي تقدمها من جولة إلى أخرى، لذلك فإن مباراة من هذا الوزن الثقيل، تتطلب الإعداد الباكر، والمثالي لضمان ولو بنسبة كبيرة، أن يؤدي الفريق بشكل يقربه من خطف النتيجة، أو الخروج بنقطة وحيده، تبقي الحال كما هو، فالأهلي ورغم أفضليته على جميع الأصعدة في الوقت الراهن، إلا أن خسارته الوحيدة تظل مسجلة باسم الهلال وبرباعية نظيفة في الدور الأول، إذا من الصعب الاعتماد كليا على مستويات هذين الناديين في المراحل الماضية، لأن أسرار مقابلاتهم تظهر فوق المستطيل "الأخضر"، ولا تعتمد على قراءات تحليلية. انسجام أهلاوي يعيش الأهلي مرحلة مثالية في هذا الوقت نتيجة "الاستقرار" الذي ألقى بالمثالية على عدة جوانب سواء في الانسجام ما بين خطوط الفريق، أو في قلة أخطاء لاعبيه، خلاف ما كان يحبط الفريق في الماضي، إضافة للروح القتالية لدى لاعبوه، وإصرارهم على المنافسة، حتى آخر الجولات، خلاف ذلك يعيش فريق الهلال أسوأ مرحلة من سنوات مضت، فقد أصبح دون هوية فنية تذكر، وبات يفتقد للروح القتالية، التي كثيرا ما قلبت النتائج، وأصبح هادئا طوال شوطي المباراة. دول تحت "الضغط" في الهلال يعيش المدرب الألماني توماس دول مرحلة يأس وإحباط، وهو يعجز عن معالجة العديد من نقاط الضعف في فريقه، حتى تحول من مدرب إلى متذمر للطرق التكتيكية التي تنتهجها بعض الفرق أمام الهلال، متناسيا دوره في البحث عن حلول تكتيكية يستطيع معها فك التكتل الدفاعي الذي تنتهجه بعض الفرق، وهو حق مشروع لها في ظل الفوارق الكبيرة بينهما، وغابت مع دول "هوية" الهلال وهيبته، وأصبحت الفرق المتوسطة "تتجرأ" على مرمى الهلال كثيرا. في الأهلي الوضع مختلف بنسبة كبيرة، نتيجة الانتصارات المتلاحقة، التي مكنت الفريق من خطف صدارة الترتيب، محطما أرقاما "محبطة" كانت مسجلة باسمه سابقا، ووفق التشيكي ياروليم من اختيار عناصره الأساسية، وأصبح الأداء في تصاعد حتى قبض الفريق على صدارة الترتيب، معتمدا على مثالية الانسجام ما بين لاعبيه، إضافة لوفرة الحلول الفردية في أكثر من لاعب، وإيجاد بدلاء غالبا ما تكون لهم كلمة في المباراة. منطقة "المناورة" أهلاوية منطقيا وعلى خلفية المباريات السابقة لكلا الفريقين، فإن وسط الأهلي يتفوق بمراحل عن وسط الهلال، نتيجة تأثره بعدة عوامل أهمها "تكامل" الأدوار ما بين لاعبي هذا المركز "الهام"، معتمدين في ذلك على تقوية محور الارتكاز بالثنائي "النشط" معتز الموسى، وتيسير الجاسم، وفي الوسط الأيمن محمد مسعد، وكماتشو في الوسط الأيسر، فهذا الرباعي "مزيج" من الخبرة والحيوية، والمهارة، فتجد الحلول تارة لدى كماتشو، وتارة أخرى في توغلات تيسير الجاسم، على العكس يقابلهم لاعبو وسط الهلال بأدوار تطغى عليها النزعة الهجومية، وهذا ما أوقع دفاع الفريق في "حرج" كبير، جراء حال "التوهان" الذي يعيشه لاعبو الوسط ورغم تواجد أصحاب المهارة الفردية والسرعة، إلا أن المساندة الدفاعية من محوري الارتكاز تظل الأضعف خصوصا في ظل غياب المغربي عادل هرماش، لذلك يتوقع أن يلجأ دول للزج بخمسة لاعبين في وسط الملعب من البداية لعله بتكثيف العدد ينجح في تعطيل وسط الأهلي "النشط". دفاع الهلال وخطر فيكتور حتما سيعاني دفاع الهلال كثيرا من الثنائي الهجومي الأهلاوي المتمثل في فيكتور والحوسني، خصوصا وأن هذا الثنائي وصل لمرحلة مميزة من التفاهم، والانسجام، حتى تمكنا من المنافسة على صدارة الهدافين، بفضل السرعة والقوة اللتين يؤديان فيهما أدوارهما، إضافة لتنوع التوغل والتمركز ما بينهم لدرجة جعلتهما يتبادلان تمرير الكرات الخطرة داخل مناطق الخطر للمنافسين، يساعدهما على هذا التألق وجود ممون كحال كماتشو، أو في اللاعب المفاجأة تيسير الجاسم. في الهلال تبدو الظروف معقدة لمن سيشغل مركز الهجوم في ظل غياب المغربي يوسف العربي بعد ضعف المردود المهاري الذي أظهره الكوري بيونج سوو، وتذبذب دور عيسى المحياني من مباراة إلى أخرى، وهذا ما جعل دول لا يعتمد عليه كثيرا في مباريات مضت، واكتفى بالزج به كأحد البدائل المؤثرة. أفضلية الكرات الثابتة تبقى أهمية الكرات الثابتة لمثل هذه المباريات حاضرة بقوة، وربما تحسم نتيجة المباراة لأحدهما، سواء في ركلات الزاوية، أو في الأخطاء الجانبية القريبة من المرمى، وتبقى الخطورة الفعلية لكلا الطرفين ممثلة في الكرات المواجهة والقريبة للمرمى، خصوصا وأن أصحاب المهارة يتربصون لمثل هذه الكرات، ويجيدون التعامل معها بكل "حرفنة" كما يتعامل معها البرازيلي كماتشو في الأهلي، والشلهوب في الهلال.