بحسابات معقدة يدخل لاعبو الهلال والاتحاد مواجهتهما اليوم، ويبقى هدف عدم الخسارة هو القاسم المشترك بينهما، لاعتبارات عدة، فالتنافس "الحصري" بينهما، رفع كثيراً من أهمية مواجهاتهما، حتى نالت لقب "كلاسيكو" الكرة السعودية بكل جدارة، كما أن فوز أي منهما يعني تحقيقه كثيرا من الأهداف، سواء على المستوى المعنوي، أو التنافسي، فالهلال يريدها صدارة من بوابة الاتحاد تحديداً، والاتحاد يريد إلحاق الخسارة به في نهاية الدور الأول كما حدث له في بداية الدوري وخسر أمام الشباب. التحضير النفسي حاولت الأجهزة الإدارية والفنية في الفريقين تخفيف الضغط العصبي والنفسي على اللاعبين قدر المستطاع، لمعرفتها بأهمية هذا التحضير قبل الدخول في الأمور التكتيكية، خصوصاً أن المباراة لا تقبل الخروج عن النص، فخروج أحد لاعبي الناديين بالبطاقة الحمراء سيجر كثيرا من المصاعب، وربما يتسبب بنتيجة كبيرة، من الصعب تقبلها في مثل هذا التوقيت للطرفين. المدربان في "ورطة" من الصدف أن يكون التركيز منصباً على مدربي الفريقين، فالألماني توماس دول يواجه "خطر" الإقالة من الهلال متى ما خسر مباراة من هذا الوزن، وفي الطرف الآخر، فإن السلوفيني كيك لم يكن محظوظاً وهو يبدأ إشرافه على الاتحاد في مباراة من هذا النوع، وكلاهما أمام محك حساس في مشوارهما التدريبي. وإن كان دول يمر بمرحلة غير مثالية ويتلقى النقد بشكل يومي رغم تمركز الهلال في الوصافة لما قبل هذه المباراة، إلا أن غياب "هيبة" الفريق "الأزرق" باتت واضحة، وهو يعجز "فنياً" عن حسم مبارياته رغم فارق الإمكانات والخبرة والتمرس. "معركة" وسط الميدان رغبة مدربي الفريقين دول وكيك في السيطرة والهيمنة على منطقة المناورة ستكون على حساب خط الهجوم، الذي اقتصر في الهلال على يوسف العربي، وفي الاتحاد على نايف هزازي، وهنا يراهن كل مدرب على القدرات الفردية للثلاثي المتمركز خلف المهاجمين، فيبرز اسم محمد نور والبرازيلي ويندل وسلطان النمري، وفي الهلال سيكون لإيمانا ومحمد الشلهوب وأحمد الفريدي أدوار مزدوجة كما هو في الاتحاد، تعتمد على محاصرة المنافس وسط الملعب وإغلاق المساحات أمامه، ومن ثم الارتداد هجومياً معتمدين على السرعة والمهارة التي يتمتع بها هذا السداسي، ويبقى محمد نور أكثرهم خبرة وإنتاجية لمثل هذه الأدوار، إذ يبقى تفاعل هذا السداسي مع مجرى المباراة "حاسماً" في النتيجة. الدفاع يفتقد الانسجام أيضا الصدفة وحدها جعلت المباراة تخالف المواجهات الماضية بين الفريقين، التي كان فيها خط الدفاع هو مصدر الاطمئنان والأمان، فرغم وجود أسماء لها مكانتها في الكرة السعودية، إلا أن الانسجام وتزايد الهفوات الفردية، أثر بشكل كبير على انسجام وتفاهم لاعبي هذا المركز المهم في الفريقين، ومن الصدف أيضاً أن يكون مركز الظهير الأيمن في الفريقين مقلقاً سواء بوجود سلطان البيشي في الهلال خلفاً للمصاب محمد نامي، أو في استعانة مدرب الاتحاد بباولو جورج على حساب راشد الرهيب، ولم يشهد هذا الخط في الفريقين استقراراً طوال المباريات الماضية، وهو ما يتسبب في وقوع اللاعبين في هفوات ربما تسهل عملية الوصول لمرمى أحدهم. "أوراق" بديلة تبدو حظوظ الطرف الهلالي أكثر من خلال وجود أكثر من لاعب "حاسم" على دكة البدلاء كما هو حال عيسى المحياني ونواف العابد وعبدالعزيز الدوسري، والمحترف الكوري الجنوبي بيونج سو، خلاف ذلك فإن مدرب الاتحاد لا يتمنى أن يضطر كثيراً للاستعانة بأحد اللاعبين البدلاء، خصوصاً والغالبية تفتقد لعنصر الخبرة الميدانية لمثل هذه المباريات الحاسمة، وتبرز وجوه شابة في مقدمتها يحيى دغريري ومعن الخضري وهتان باهبري، وجميعهم لا يمتلكون خبرة المواجهات الجماهيرية، لذلك ينتظر أن يكون "المصاب" محمد الراشد أخذ الموافقة الطبية على المشاركة ولو لدقائق معدودة في هذه المباراة، وحسب الحاجة له، لذلك يبقى توماس دول مدرب الهلال أكثر اطمئنانا على أوراقه البديلة. حراسة "مطمئنة" تبقى حراسة المرمى في الفريقين مطمئنة إلى حد كبير في ظل وجود "الخبيرين" مبروك زايد وحسن العتيبي وكليهما يمتلك الحضور الذهني، والهدوء في التعامل مع الكرات سواء البينية أو من خلال التسديد المباشرة. الأخطاء "تحسم" المواجهة يتميز الفريقان بتعاملهما الرائع والمميز مع الكرات "الثابتة" القريبة من المرمى، ويبقى محمد الشلهوب أحد المميزين في التعامل مع هذه الكرات، إضافة للمحترف الكاميروني إيمانا، وفي الاتحاد يبرز اسم البرازيلي ويندل كأخطر لاعبي الكرات الثابتة، ويأتي البرتغالي باولو جورج في المركز الثاني، وأسامة المولد كأفضل من يسدد الكرات البعيدة والمباشرة على المرمى، إلا أن الاتحاد يتفوق كثيراً على الهلال من خلال استفادة لاعبيه من الكرات الركنية، أو من خلال الأخطاء الجانبية، خصوصاً في ظل وجود نايف هزازي، وأسامة المولد ورضا تكر وسعود كريري.