أقر مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة جملة من البرامج الوقائية والعلاجية التي تستهدف الفئات المستفيدة من الخدمات الطبية التي يقدمها المركز في المملكة، وذلك في إطار الرؤية الاستراتيجية التي يعتمدها المركز والتي تعتمد على مراجعة وتحديث السياسات العلاجية بشكل دائم، من أجل مواجهة حالات الإعاقة التي تصيب المواطنين وخفض الإعاقات التي قد يصاب بها مواليد جدد. أبرز البرامج الوقائية التي أقرها المركز، هو برنامج "المسح الوطني للصحة النفسية - الصحة وضغوط الحياة في المملكة"، وهو برنامج يهدف إلى تقدير الاضطرابات النفسية في مختلف مناطق المملكة، وتقدير حجم الإعاقة الناجمة عن الأمراض النفسية، في ظل تقديرات تشير إلى وجود 450 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات نفسية. وبالإضافة إلى ذلك، استعرض أمناء المركز، برنامج (التوحد) والذي يهدف إلى اكتشاف الموروث المسبب للتوحد والتشخيص والتدخل المبكر لاكتشاف حالات التوحد بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وجامعة هارفارد، وجامعة كارولينا الشمالية، وبرنامج (تحديد الأساس الجيني للصمم الوراثي بالمملكة)، حيث تشير التقديرات إلى أن الصمم يظهر في 1 من بين 1000 ولادة، حيث إن 60% من الحالات تعزى إلى العوامل الوراثية. ومن البرامج الأخرى التي استعرضها المركز، برنامج (الوصول الشامل) الذي يهدف إلى دمج المعوقين بالحياة العامة، وبرنامج (الفحص المبكر لحديثي الولادة) وهو اكتشاف مبكر ل (16) مرضا وراثيا يؤدي إلى التخلف العقلي وحالات مرضية حادة يؤدي بعضها إلى الوفاة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكراً. ومن نتائج هذا البرنامج زيادة المرافق وأماكن العلاج لمواجهة الطلب المتزايد على العلاج المبكر، كما تم توفير نظام إدارة المعلومات المخبرية والاستعانة به إلى جانب وضع دليل استخدام للممارسين وتوفير أفضل الطرق العلاجية للتعامل مع هذه الأمراض، ومنذ بداية البرنامج وحتى الوقت الحاضر تم فحص (586,270) عينة مخبرية، نتج عنها اكتشاف وإنقاذ (544) طفلا. وتطرق أمناء المركز خلال المناقشة إلى برنامج (تقييم مراكز الرعاية النهارية) والذي يهدف إلى تطوير أدوات لاستخدامها في تقييم مراكز الرعاية النهارية حسب المعايير العالمية المعتمدة لتطبيقها بما يتوافق مع الأنظمة والقواعد المعمول بها في المملكة، بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية، إضافة إلى برنامج (التدريب المهني) بالشراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والذي يهدف إلى بناء قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من الانخراط في سوق العمل، وكذلك برنامج (صعوبات التعلم) والذي يهدف إلى وضع وتطوير أدوات تشخيص لاكتشاف الحالات مبكرا والتعامل معها باستخدام استراتيجيات تعليمية وأدوات تقنية مساعدة، تمكن الطلاب في السلك التعليمي في المراحل الدراسية الأولى من التغلب على صعوبات التعلم والاندماج في صفوف التعليم العام، وكذلك (البرنامج الوطني لتطوير مهارات التواصل)، بالإضافة إلى (برنامج التمكين للمعوقين من الاندماج الاقتصادي) وذلك بالتعاون مع البنك السعودي للتسليف والادخار والبنك الإسلامي للتنمية، حيث يهدف البرنامج إلى مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة للنهوض اقتصادياً بذاتهم عن طريق توفير قروض مالية وتحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة. وعلى هامش الاجتماع، الذي عقد بمقر المركز الأحد الماضي، برئاسة رئيس مجلس الأمناء الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أفاد عضو مجلس الأمناء، المشرف العام على مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الدكتور قاسم بن عثمان القصبي: بأن تكلفة علاج الطفل المعوق تبلغ مليون ريال سنوياً. مشيراً إلى أن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة قام بوضع الدليل الإرشادي لمعايير الوصول الشامل للبيئة العمرانية ووسائل النقل والسياحة والمطارات، وبناء على ذلك تم تشكيل لجنة إشرافية عليا برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ومشاركة العديد من الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة المباشرة بالبرنامج لتفعيله وتطبيقه. يشار إلى أن المركز ينفذ هذه البرامج العلاجية والتأهيلية والوقائية بالاشتراك مع عدد من مراكز البحوث والجامعات العالمية مثل جامعة هارفارد، جامعة كارولينا الشمالية، جامعة جون هوبكنز، كلية لاند مارك، أكاديمية التطوير التربوي (AED) بالولايات المتحدة الأميركية، منظمة الصحة العالمية وشركاء دوليين آخرين، ويشترك بها باحثون سعوديون وبدعم من بعض رجال الأعمال والشركات الوطنية والخليجية، وبالاشتراك مع العديد من الجهات المحلية مثل وزارة الصحة، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة النقل، وزارة الشؤون البلدية والقروية، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد، والجمعية السعودية الخيرية للتوحد.