قصف الطيران التركي 60 هدفا تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مساء أول من أمس، ردا على الهجوم الذي نفذه الحزب في جكورجا مؤخرا، والذي أدى إلى مقتل ثمانية عسكريين وأحد حراس القرى إضافة إلى إصابة 15 جنديا بجروح مختلفة. واستهدف الطيران التركي مواقع تابعة للحزب من مناطق جبال قنديل، هاكورك، افشين – باسيان، زاب ومتينا. وقال بيان عسكري تركي إنه قبل بدء العملية الجوية ثبت 168 هدفا في مناطق "زاب ، افشين – باسيان وهاكورك " وقعت جميعها تحت نيران المدفعية الكثيفة للجيش التركي، مشيرا إلى أن العملية "استهدفت تدمير مواقع وأهداف المنظمة الانفصالية ردا على هجومها الإرهابي في جكورجا مؤخرا". وشدد البيان على أن هدف العملية العسكرية الجوية كان تدمير أهداف المنظمة الانفصالية فقط، وإيلاء الأهمية لعدم إيقاع أي ضرر بالمدنيين. وأكد البيان أن القوات المسلحة التركية ستستمر بالعزم نفسه في الداخل والخارج ضد أنشطة المنظمة الانفصالية التي تستخدم منطقة شمال العراق كقاعدة لهجماتها الإرهابية ضد تركيا. وحسب معلومات مصادر عسكرية دمرت 17 منصة قاذفة للصواريخ ومراكز الدعم اللوجستي للمنظمة الانفصالية في شمال العراق. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عددا من الطائرات الحربية التركية استخدمت المجال الجوي الإيراني في قصف عدة مناطق في سفح جبال قنديل القريبة من الشريط الحدودي التركي الإيراني بشمال العراق وقد يكون باتفاق بين المسؤولين الأتراك والإيرانيين حيث كان السفير الإيراني لدى أنقرة زار فجأة، مقر رئاسة الوزراء التركي قبل الهجوم بيوم واحد ، بعد انتهاء القمة الأمنية التي عقدها رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان. وادعت بعض مواقع الإنترنت التابعة لأكراد شمال العراق أن القصف الجوي المكثف أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في القرى المجاورة لأماكن القصف وأن سكان عدد من القرى لجؤوا إلى الجبال والكهوف. ونفذ الجيش التركي عمليته في شمال العراق قبل ساعات من انعقاد الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن القومي التركي برئاسة الرئيس عبدالله غول في أنقرة أمس. وأكدت مصادر أمنية أن تركيا ستدخل مرحلة مهمة في مجال مكافحة الإرهاب بعد هذا الاجتماع، والدليل على ذلك العملية العسكرية الجوية التي تعتبر مؤشرا على ذلك، وهناك احتمالات قوية للقيام بعمليات عسكرية مشابهة في الأيام القادمة، لكن لا يمكن أن تكون باتجاه دخول القوات البرية التركية بعمق أراضي شمال العراق وإنما هناك احتمالات قوية على دخول القوات الخاصة للقيام بمطاردة ساخنة في شمال العراق لفترة قصيرة لتدمير النقاط الاستراتيجية للمنظمة الانفصالية ومن ثم العودة سريعا إلى تركيا.