أكد الناطق باسم منظمة "المجتمع الكردستاني"، الجناح المدني لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا (PKK)، كاروان آزادي في تصريح إلى "الحياة" إن "نحو ثلاثين طائرة تركية شنت، في وقت متأخر من ليل الاربعاء – الخميس ، غارتان جويتان على قرى في محافظتي اربيل والسليمانية". وأضاف "استخدمت عدد من الطائرات الاجواء الايرانية خلال شنها القصف العشوائي". وأوضح أن "القصف لم يلحق أضراراً بعناصر ومواقع حزب العمال". (استطنبول، رويترز) - وكانت رئاسة الاركان التركية اعلنت في بيان لها عن "قيام طائرات تركية مقاتلة بتنفيذ غارات جوية استهدفت 60 موقعاً للعمال الكردستاني في جبل قنديل ومناطق خواكورك وافاشين وباسيان وزاب ومتينا". ويتخذ انفصاليو حزب العمال الكردستاني من جبال شمال العراق ملاذا لهم لتنفيذ هجمات في جنوب شرق تركيا. وجاء الهجوم التركي -وهو الاول الذي تنفذه تركيا في المنطقة منذ يوليو تموز 2010 - ردا على تصعيد في هجمات المتمردين خلال الشهور القليلة الماضية وكمين قتل أمس تسعة من أفراد الجيش التركي. وقالت قيادة الجيش التركي إن المدفعية التركية قصفت 168 هدفا في المنطقة قبل أن تقصف الطائرات 60 موقعا في موجتين. وذكرت مصادر أمنية أن معسكرات لكبار قادة حزب العمال الكردستاني كانت من بين الاهداف التي تم قصفها. وقال اردوغان أمس على هامش مؤتمر في اسطنبول "نفد صبرنا في النهاية. إن من لا ينأون بأنفسهم عن الارهاب سيدفعون الثمن." وأوضحت قيادة الجيش التركي في بيان أن الضربات تركزت في مناطق جبال قنديل وهاكورك وأفاشين باسيان وزاب ومتينا وأن كل الطائرات التركية عادت إلى قواعدها بسلام. وأضافت أن كل الخطوات الضرورية اتخذت لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين وأن مثل هذه العمليات ستتواصل حتى يصبح حزب العمال الكردستاني "غير فعال". وفي الغارة الثانية اقلعت ست طائرات اف-16 من قاعدة في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا. وقالت المصادر ان الاهداف شملت دفاعات مضادة للطيران وملاجئ للمتمردين في المنطقة وشاركت حوالي 30 طائرة في العملية بكاملها. ولم تتضح على الفور الاضرار أو الخسائر التي تسببت فيها العملية. وقال جان دوندار الكاتب في صحيفة ميليت الليبرالية "الرد الاقوى على العنف موجود على جدول الاعمال لكنها طريقة تمت تجربتها وفشلت من قبل." واضاف "نشر الديمقراطية في تركيا وكسب الناس في المنطقة من خلال الحقوق الدستورية وتمهيد الطريق من الجبل الى السهل هي السياسة الصحيحة وان كانت صعبة." ومن المقرر ان يرأس الرئيس التركي عبد الله جول اليوم الخميس اجتماعا مقررا لمجلس الامن الوطني ومن المرجح ان يتصدر جدول الاعمال تصاعد هجمات حزب العمال الكردستاني في الآونة الأخيرة والرد العسكري عليها. وقتل اكثر من 40 الف شخص في الصراع الانفصالي الكردي منذ حمل حزب العمال الكردستاني السلاح في 1984 لنيل حكم ذاتي للاكراد. ولم يتضح الضرر الذي سببته العملية لكن دوزدار حمو المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني قال لرويترز في العراق ان القصف كان عنيفا ووقع قرب ثلاث قرى كردية. وقال اليوم الخميس "لا توجد خسائر بشرية في صفوف حزب العمال الكردستاني. استهدفت نقطة تفتيش واحدة تابعة للحزب ولم يصب احد." وقال محافظ اربيل نوزاد هادي انه ليست لديه معلومات بشأن الخسائر البشرية وان منزلا واحدا فقط لحقت به اضرار في المحافظة. وكثيرا ما تقع مناوشات بين تركيا وإيران من جهة والمتمردين الاكراد من جهة أخرى في هذه المنطقة. وبعد قصف إيراني للمنطقة الشهر الماضي اضطر المئات إلى ترك منازلهم خلال اشتباكات مع حزب الحياة الحرة لكردستان وهو فصيل إيراني متفرع من حزب العمال الكردستاني. وهاجم حزب العمال الكردستاني قافلة عسكرية في وقت سابق أمس الاربعاء في منطقة جوكورجا بإقليم هاكاري بجنوب شرق تركيا. وقالت قيادة الجيش التركي إن ثمانية جنود وفردا في ميليشيا لحراسة القرى تدعمها تركيا قتلوا في الهجوم. وأصيب 15 من أفراد القافلة. وكان عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون صرح الشهر الماضي عبر محاميه بأنه اتفق مع مسؤولين أتراك على تشكيل "مجلس سلام" لانهاء الصراع. لكن اردوغان قال إن وقت الحديث انتهى. ونفذت الحكومة إصلاحات للاكراد في مجالي الثقافة واللغة خلال السنوات القليلة الماضية للحد من مشاكل 12 مليون كردي يمثلون أقلية لكن سياسيين أكرادا مازالوا يدفعون باتجاه منح الاكراد الحكم الذاتي السياسي. وتصف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية. وقتل مقاتلون أكراد 13 جنديا في يوليو تموز وكان هذا هو أكبر عدد للقتلى في صفوف القوات التركية في هجوم منذ أنهى حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار في فبراير شباط. ويأتي اجتماع مجلس الامن الوطني التركي اليوم بعد تغييرات كبيرة في صفوف القوات المسلحة إذ عين أربعة قادة جدد هذا الشهر مكان آخرين استقالوا احتجاجا على سجن المئات من زملائهم لاسباب لها علاقة بمؤامرات على الحكومة التركية.