للمرة الأولى، شهد انطلاق العام الدراسي الجديد، قيادة عدد من الأمهات سياراتهن، وتوليهن مهمة إيصال أبنائهن وبناتهن إلى المدارس. وعاشت المرأة السعودية لحظات خاصة، أمس، وهي تزيح عنها عبء عدم الطمأنينة للسائقين، وعبء تكاليفهم المادية، وشهدن لحظات جميلة من التواصل مع الأبناء في الطريق إلى المدارس والعودة منها.
شهد يوم أمس أول أيام العام الدراسي الجديد، قيادة العديد من الأمهات السيارة لاصطحاب بناتهن وأبنائهن الطلاب إلى مدارسهم وكلياتهم في عروس البحر الأحمر، وسط انتظام 700 ألف طالب وطالبة في التعليم العام. واصطحبت منال ابنتها إلى المدرسة في أول يوم دراسي، وذلك لأول مرة بعد أن تم السماح للمرأة السعودية بالقيادة في العاشر من شوال الماضي، فيما اصطحبت تهاني زميلتها على متن سيارتها الجديدة للذهاب سويا إلى الجامعة حيث تعملان في التدريس. وإلى الكلية، انطلقت أفراح تقود مركبتها بنفسها من شمال جدة إلى جنوبها عقب حصولها على الرخصة، في وقت عاشت فيه المرأة السعودية لحظات جديدة وأحداثا ربما لم تواجهها من قبل، وهي سعيدة بأن تخلصت من عناء بعض السائقين وتكاليفهم الباهظة.
شعور جديد أعربت منال عيدروس عن سعادتها البالغة وهي تقود سيارتها ترافقها ابنتها رغد إلى المدرسة، قائلة «لأول مرة في حياتي تتحقق أمنيتي التي طالما انتظرتها طويلا وهي أن أقود سيارتي إلى مدرسة ابنتي بنفسي وهي تجلس بجانبي، نشعر سويا بالأمان بدلا من وجود سائق. هذا الأمان جاء في عهد الملك سلمان، حيث ننعم بالأمن وحيث نحظى بالدعم الكامل الموجه للمرأة السعودية في كافة المجالات». وعبرت تهاني كذلك عن إحساسها الذي وصفته بالجديد قائلة «انتظرت هذا اليوم طويلا وبفارغ الصبر حتى أستطيع أن أقود سيارتي بنفسي وأمر على زميلاتي نذهب سويا بكل راحة وأمان إلى عملنا في الجامعة، فقد كنا نستخدم حافلة خاصة للذهاب إلى الجامعة، تأخذ منا وقتا طويلا حتى نصل إلى المكان، لكن القيادة بصحبة الزميلات لها وقع آخر على قلوبنا فقد شعرنا بالفرح والبهجة وخضنا تجربة جديدة وكأنها مغامرة وانتهت بنجاح». التخلص من أعباء السائق قالت أفراح بأنها تخلصت من تكاليف السائق، وأصبحت تقود سيارتها بنفسها في الفترة الأخيرة، لكن سعادتها كبيرة وهي تقود سيارتها باتجاه الكلية. وأضافت «رغم أن القيادة مسؤولية وتتطلب التركيز إلا أنني أشعر بالثقة في النفس بعد إجادة القيادة ونجاحي في تخطي صعوباتها، وقد أضافت القيادة صفات جديدة على شخصيتي منها القوة والجرأة. وكما أسلفت مزيدا من الثقة بالنفس وقدرة على تحمل المسؤوليات ومجابهة الصعوبات وعدم الخوف». وأكد مدير عام التعليم بجدة عبدالله الثقفي، وجود خطة زمنية لزيارات المشرفات والمشرفين التربويين للمدارس الحكومية والأهلية بكافة مراحلها، وتقديم الدعم والمساندة لزملائهم في الميدان مع إعداد التقارير اليومية عن حالة وسير الدراسة، جاء ذلك خلال تدشينه أمس انطلاق العام الدراسي الجديد بمدرسة ذات الصواري الابتدائية بجدة، بحضور عدد من القيادات التربوية ومنسوبي المدرسة من معلمين وطلاب إضافة إلى عدد من أولياء أمور الطلاب المستجدين.