فيما فشل اجتماع كربلاء بين قادة التحالف الوطني العراقي، لحل الخلافات بين القوى السياسية، والتوصل إلى حل لإنهاء الأزمة التي تفجرت منذ طلب رئيس الوزراء، حيدر العبادي تكوين حكومة تكنوقراط، رفض اتحاد القوى العراقية، ممثل المكون السني في الحكومة والبرلمان، قرار العبادي بإلزام أعضاء حكومته بتقديم استقالاتهم. وأكدت مصادر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، انسحب من الاجتماع بعد خلاف مع العبادي، وأن التحالف جدد موقفه الداعم للإصلاحات والتغيير الوزاري، رافضا تفرد أي فصيل بالقرار السياسي، وحمل السلاح خارج إطار الدولة. كما دعا البيان إلى سلمية التظاهرات والالتزام بالقانون في الأماكن المحددة من الأجهزة الأمنية لتمكينها من أداء واجبها في حماية المتظاهرين وأمن المواطنين بشكل عام، ولمنع أية محاولة لاستغلالها بدوافع أخرى تخرجها من إطارها الداعي إلى الإصلاح ومحاربة الفساد. مصادرة إرادة الوزراء من جانبه، أكد القيادي في اتحاد القوى العراقية، ممثل المكون السني في الحكومة والبرلمان، النائب صلاح الجبوري، في تصريح إلى "الوطن"، أن رئيس الوزراء سيقدم في جلسة المجلس التي تعقد اليوم ورقة أعدها مستشاروه، تتضمن كثيرا من الفقرات الخاصة بتحسين أداء الوزارات خلال شهر واحد، مع التعهد بتقديم استقالات الوزراء، مشيرا إلى أن تحالف القوى العراقية رفض هذا الإجراء، واصفا خطوة العبادي بمصادرة واضحة لإرادة الوزراء، ووضع شروط تعجيزية في وقت تواجه الحكومة أزمة مالية انعكست على أداء جميع الوزارات لقلة التخصيصات المالية.
توفير غطاء قانوني يرى مراقبون أن لجوء العبادي إلى إلزام الوزراء بتقديم تعهدات بالاستقالة، يهدف إلى الحصول على غطاء قانوني بموجب صلاحياته الدستورية يمنحه الاحتفاظ بمنصبه، في حال استقالة نصف أعضاء حكومته الحالية. وكان القيادي في حزب الدعوة الإسلامية النائب عن ائتلاف دولة القانون علي العلاق، أكد أن رئيس الوزراء سيلزم وزراءه بالتوقيع على استقالاتهم، وجعلها تحت تصرفه في حال إخفاقهم في تنفيذ برامجهم خلال سقف زمني حدد بشهر واحد من تاريخ انعقاد جلسة مجلس النواب اليوم. تحرير الأنبار في شأن آخر، حققت القوات الأمنية العراقية بمشاركة أفواج العشائر تقدما ملحوظا في عمليات تحرير مدن غرب الأنبار، وبينما هرب العشرات من قيادات تنظيم داعش من القائم وهيت وكبيسة باتجاه الأراضي السورية، وفّر أهالي قضاء الفلوجة معلومات عن تجمعات ومعاقل التنظيم، لاستهدافها بطائرات التحالف الدولي والعراقي. وقال المتحدث باسم العشائر المتصدية للإرهاب إبراهيم الدليمي في تصريح إلى "الوطن"، إن قيادات تنظيم داعش هربت من مناطق الثرثار وهيت والقائم متجهة إلى سورية عبر مدينتي البو كمال والعشارة الحدوديتين، مضيفا أنه تبقى نحو 150 عنصرا داعشيا في مناطق الرطبة والقائم، بعد أن كانت أعدادهم تتجاوز 1500 شخص. وبينما اتفقت الحكومتان المحلية والمركزية مع التحالف الدولي على اعتماد خطة لتحرير قضاء الفلوجة، أكد الدليمي تعاون أهالي المدينة مع القيادات العسكرية في توفير معلومات دقيقة عن أماكن تجمعات الدواعش، مما ساعد على استهداف التنظيم بضربات جوية دقيقة، حققت قطع طرق إمداده.