عدّ قادة عسكريون أن العرض العسكري الذي نظمه الجيش المؤيد للشرعية أخيرا في محافظة مأرب احتفاء بذكرى الوحدة اليمنية ال25، كان بمثابة رسائل عدة لجهات مختلفة. مشيرين إلى أن أولى هذه الرسائل تشير إلى أنه رسالة شديدة اللهجة للميليشيات الانقلابية، مفادها البدء في تأسيس جيش وطني جديد، بعيدا عن الجيش التابع للمخلوع علي عبدالله صالح الذي تمكن من تجيير مؤسستي الجيش والأمن لمصلحته الخاصة، وتوجيههما إلى تنفيذ أهداف خاصة به. وشاركت في العرض خمس وحدات عسكرية، هي اللواء 14 مدرع، واللواء 13 ميكا، وكتيبة القوات الخاصة، ومعسكر قوات الأمن الخاصة، ولواء الدفاع الجوي وقوات النجدة، وحضر مسؤولون في السلطة المحلية، ممثلة في محافظ المحافظة الشيخ سلطان العرادة. وألقى العرادة مع قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء عبدالرب الشدادي كلمتين منفصلتين، أكدتا في مجملهما الوقوف مع شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ورفض الانقلاب الذي يقوده المتمرد الحوثي بمعاونة المخلوع صالح. وقال العرادة "هذه الذكرى تعود وعصابات القتل والإجرام تزرع بذور الطائفية والمذهبية والمناطقية، وتقود حربا بالوكالة، لتوزع الموت من ظهور الدبابات والمصفحات وفوهات المدافع وكل أصناف الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، المنهوبة من معسكرات الجيش والأمن على محافظات الجمهورية، والتي تم توجيهها إلى صدور الأبرياء والعزل من أبناء الشعب، لإخضاعهم بالقوة للقبول بحكم ميليشيا مسلحة تمجد الحرب وترفض السلام، وتحارب قيم المدنية والحرية والمواطنة المتساوية. بدوره، تحدث قائد المنطقة اللواء الشدادي عن احتفال اليمنيين هذه المرة بعيد الوحدة، قائلا إنه يأتي في وقت "تقطر قلوبنا دما على ما يحصل في عدن، وتعز، ومأرب، وشبوة، وصنعاء، والبيضاء من قتل لأبناء الشعب اليمني وتدمير البنى التحتية، من عصابات القتل ومصاصي الدماء الحوثيين وأعوانهم". ودعا الشدادي كل منسوبي القوات المسلحة والأمن إلى الوفاء بقسمهم الوطني الذي يقضي بحماية الشعب والوطن، وليس خدمة حزب أو قبيلة أو فئة أو جماعة. وعدّ محلل عسكري، رفض الكشف عن اسمه، في تصريح إلى "الوطن" هذا الاحتفال بمثابة إعلان استنفار ودفعة قوية لأفراد الجيش وضباطه، بضرورة الالتحاق بمعسكرات الشرعية، والعمل جديا لإجهاض تحركات الانقلابيين في إطار الوحدات العسكرية التي استولوا عليها ونهبوا مقدراتها. وأضاف "احتفال الجيش في مأرب سبقته وأعقبته تحركات واسعة، سواء في محافظة مأرب أو حضرموت، وكلها تهدف إلى وضع اللبنات الأولى لجيش وطني، ينطلق عقبها لتحرير كل المدن اليمنية التي تحتلها الميليشيات الانقلابية". وأضاف أن هذه التحركات خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، لتخليص الجيش من وطأة الولاءات السياسية التي أدخله فيها صالح، ولتخليص الشعب والوطن من سطوة الانقلابيين الذين لم يراعوا حقوقه، وغلب عليهم شغفهم بالسلطة ولو على حساب اليمنيين. ويحقق الجيش الموالي للشرعية في محافظة مأرب، بمعاونة رجال القبائل وأبناء المنطقة، انتصارات كبيرة، وتمكن خلال الأيام الماضية من صد محاولات الحوثيين وميليشيات صالح للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بالموارد النفطية.