شنّت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لليوم الثاني منذ إعلان انتهاء «عاصفة الحزم» وبدء عملية «إعادة الأمل»، غارات مكثفة عدة على مواقع للجماعة ومعسكرات للجيش موالية للرئيس السابق علي صالح في إب وعدن والضالع وتعز ومأرب، وكثّفت تحليقها في صنعاء مع سماع دوي المضادات الأرضية. في غضون ذلك تواصلت المعارك العنيفة بين المسلحين الحوثيين وقوات الجيش المؤيدة لهم من جهة ومسلحي القبائل و «اللجان الشعبية» والوحدات العسكرية الموالية لهادي في مختلف الجبهات في ظل تقدم حوثي على إحدى الجبهات في محافظة مأرب بعد سيطرتهم على معسكر اللواء 312 الموالي لهادي في مديرية صرواح إلى الغرب من مدينة مأرب. وأفادت مصادر عسكرية وشهود في مدينة تعز بأن طيران التحالف قصف معسكر اللواء 35 مدرع بعد سقوطه في يد الحوثيين، وأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا نتيجة القصف والمواجهات المستمرة بين الجماعة وقواتهم ومسلحي المقاومة التي يقودها الزعيم القبلي الموالي لحزب «الإصلاح» حمود المخلافي إلى جانب عسكريين موالين لهادي. وأكد المخلافي أمس أن رجاله «يسيطرون على غالبية أحياء المدينة، وأن الغارات الجوية كبدت الحوثيين خسائر فادحة» وطالب قوات التحالف بمواصلة ضرباتها ودعم المقاومة بالسلاح لتتمكن من الدفاع عن المدينة التي يحاول الحوثيون والقوات الموالية لصالح إخضاعها. وفي جبهة مأرب الغنية بالنفط (شرق صنعاء) قالت مصادر قبلية أن قوات الحوثيين سيطرت على معسكر اللواء 312 الموالي لهادي في منطقة «كوفل» في مديرية صرواح غرب مأرب قبل أن يتعرض مع المواقع المحيطة به لقصف عنيف شنته طائرات التحالف أدت إلى تدمير عتاده العسكري. وأضافت أن الموجهات مستمرة في جبهة الجدعان وسط أنباء عن مقتل وجرح أكثر من 50 حوثياً نتيجة المقاومة الشرسة التي يبديها مسلحو القبائل والقوات الموالية لهادي. وأمر محافظ مأرب سلطان العرادة أمس بانعقاد دائم للجنة الأمنية وهوّن من أهمية انتصارات الحوثيين، وقال: «إن مأرب بخير والمعنويات مرتفعة وجماعة الحوثي التي تحاول السيطرة عليها تعاني من حالة هستيريا وتحاول أن تصنع لميليشياتها انتصارات وهمية». وأضاف أن «هناك تنسيقاً بين الوحدات العسكرية الموالية للشرعية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لصد هجوم الحوثيين، ومنعهم من إحراز أي تقدم». وضرب طيران التحالف أمس كلية المجتمع في مدينة يريم التابعة لمحافظة إب ومعهداً للمعلمين في منطقة السحول شمال مدينة إب ومواقع للواء «55 حرس جمهوري» قرب يريم وفي منطقتي القفر والمخادر، وذكرت مصادر طبية موثوق فيها أن أحد المدنيين قتل نتيجة قصف مبنى الكلية وأصيب سبعة من أسرة واحدة نتيجة تعرض منزلهم المجاور لشظايا القصف. كما طاولت الغارات مطار الحديدة والقاعدة الجوية فيه ومعسكر الدفاع الجوي، كما امتد إلى المناطق الحدودية في صعدة وحجة (شمال) وإلى عدن والضالع في الجنوب. وأفادت مصادر محلية في الضالع بأن الطيران ضرب تجمعات حوثية قرب مبنى نادي النصر بمنطقة الجليلة واستهدف مجمع السعيد التربوي وصندوق الرعاية الاجتماعية في منطقة الوعرة ومدرسة الوبح وموقعي الخازن والمظلوم التابعين لقوات اللواء 33 مدرع. وفي عدن التي تتواصل فيها المعارك للأسبوع الرابع أفادت مصادر في المقاومة الجنوبية الموالية لهادي بأن قوات الحوثيين واصلت قصف الأحياء السكنية في دار سعد وخور مكسر بعد فشلها في استعادة المناطق التي اندحرت منها في الأيام الأخيرة، وأن قوات التحالف شنت ضربات جوية وبحرية على مواقع المسلحين. وأكدت مصادر محلية ل «الحياة» أن قوات الجيش الموالية للجماعة تواصل تقدمها في محافظة أبين باتجاه مسقط رأس الرئيس هادي بالتزامن مع تحرك قوة عسكرية من لواء «لبوزة» في لحج نحو مركز مديرية المسيمير في محاولة يعتقد أنها لتطويق أنصار هادي في منطقة ردفان، والزحف إلى الضالع من جهة الجنوب.