توالت في الأيام الأخيرة، مواقف تأييد قادة وحدات عسكرية وأمنية في اليمن للشرعية الدستورية، وإعلانهم باسم وحداتهم الرفض القاطع لمحاولات الانقلاب التي ينفذها الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وشكَّل انضمام الوحدات العسكرية ممثلة في الألوية والمناطق العسكرية، ضربة موجعة للانقلابيين، إذ وضع نهاية لطموحهم في السيطرة بالقوة على المناطق التي تقع تحت حماية تلك الوحدات، إضافة إلى أن هذا الموقف قطع الطريق أمام الحوثي والمخلوع من استخدام مؤسستي الجيش والأمن لأغراضهم الانتقامية والسلطوية، حسبما يقول مراقبون ومحللون عسكريون. ووفقا لمصدر عسكري تحدث إلى "الوطن"، فإن 12 لواء في مناطق مختلفة أعلنت ولاءها لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، إضافة إلى إعلان قيادة المنطقة العسكرية الأولى والمتمركزة في محافظة حضرموت شرقي اليمن الأحد الماضي انضمام كل وحدات المنطقة إلى الشرعية والبالغة سبع وحدات قتالية وعملياتية. ويضاف إلى الوحدات المذكورة كتائب عسكرية وأمنية كانت تعلن مواقف انفرادية تؤيد شرعية هادي، مثل كتائب حماية المنشآت النفطية، وبعض كتائب قوات الأمن الخاصة، وغيرها. وتتضمن بيانات التأييد الصادرة عن هذه الوحدات - التي حصلت "الوطن" على نسخ منها - رفضهم لأي أوامر صادرة عن سلطة انقلابية، واستعدادهم تنفيذ أي توجيهات تصدر من القيادة الشرعية بما فيها مواجهة الميليشيات والقوات المتمردة. وعزا الصحفي اليمني يوسف عجلان هذه المواقف إلى الشعور الوطني لدى قادة وجنود هذه الوحدات بوجوب رفض الانقلاب، والاستعداد للتضحية في سبيل خيار الغالبية العظمى لأبناء الشعب اليمني وهو خيار الشرعية. ولم يستبعد عجلان الدور المهم الذي قامت به عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في إنهاك وإضعاف الوحدات المتمردة التي أعلنت ولاءها للانقلابيين، وهو الأمر الذي أعطى بقية الألوية المحايدة أو الصامتة حافزا وبادرة أمل في إمكان القضاء على قوى الانقلاب الذي استحوذ على القرار في مؤسستي الجيش والأمن. وأضاف "بروز جهة جديدة للزحف الشعبي، تمثل في المقاومة الشعبية والمجتمعية التي وقفت في وجه ميليشيات الانقلاب، دفع وحدات وقادة عسكريين للانحياز إلى أصوات هؤلاء الذين يمثلون الصوت الحقيقي للمواطنين اليمنيين". وأشار عجلان إلى الأجواء الإيجابية التي أوجدتها مواقف إعلان وحدات من الجيش ولاءها للشرعية، وقال "هذه المواقف تعزز من الجبهة المناهضة للانقلاب، وتشمل قوات دول التحالف ورجال المقاومة الشعبية وبقية الوحدات المؤيدة للشرعية، فيما سيقف الحوثي والمخلوع وحيدين في مواجهة كل هذه القوى، علاوة على أن تحالفهما سيتصدع سريعا بعد اتحاد هذه القوى. وكان المتحدث الرسمي لقوات التحالف العميد أحمد عسيري، كرر خلال إيجازه الصحفي اليومي، دعوته لبقية قادة الألوية في الجيش للعودة إلى دعم الشرعية، لإنهاء عمليات القتال التي لا طائل منها سوى الإضرار بالمواطنين اليمنيين، مؤكدا أن التحالف العربي لن يتهاون في استهداف كل من يدعم ويساعد مسلحي الحوثيين.