كشف مدير الشؤون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية محمد الهبدان، أن 90% من الحالات التي يلجأ المرضى لعلاجها بالأردن حالات بدائية يمكن إجراؤها في جميع مستشفيات المنطقة، فضلاً عن تعرض بعض المرضى لتشاخيص خاطئة بالمستشفيات هناك، مشيراً إلى أن هجرة المرضى إلى مستشفيات الأردن للعلاج، لن تقف في المستقبل، وأن للأهالي الحق في علاج ذويهم أينما شاؤوا، خصوصاً أن المراجعين ليست لديهم خلفية طبية لتقييم عمل مستشفيات المنطقة. وعد الهبدان في حديثه ل"الوطن" على هامش زيارته لمحافظة طريف وتكريم مدير المستشفى السابق والإعلاميين الداعمين لمسيرة النجاح، أن علاج المرضى في الأردن ثقافة سائدة لتحقيق الرضا لكبار السن من قبل ذويهم في العلاج دون النظر لجودة العمل المقدم إليهم، مؤكدا أنه يشعر بالرضا لعمل الشؤون الصحية بالمنطقة خلال الفترة الماضية بعد أن أصبح سقف الرضا للعلاج لا حدود له. وأوضح الهبدان أنه قدم دراسة ميدانية لجميع الحالات التي تم علاجها بالأردن واتضح له أن 90% هي حالات بدائية ممكن عملها في جميع مستشفيات المنطقة، فيما وصلت إليهم بعض الحالات التي خضعت لتشخيص خاطئ بمستشفيات الأردن وآخرها أحد المرضى بعرعر كان يعاني من حالة انتفاخ في بطنه ووجد حين تشخيص حالته على قطعة شاش بداخلها تركت بعد إجراء عملية له هناك. وعد أن علاج أهالي المنطقة بالأردن هو أمر طبيعي كما في الولاياتالمتحدة الأميركية التي يعالج مرضاها في مناطق الأطراف في المكسيك رغم تقدم الطب لديهم، مضيفا أن الشؤون الصحية في المنطقة - من واقع السجل الطبي لديها - هي أقل مناطق المملكة تحويلا لمراكز طبية لمستشفيات العاصمة ما يعكس جودة العمل وتميزها. واستشهد الهبدان بمستشفى القلب بعرعر وقال إنه بات يستقطب هجرة عكسية من المرضى من تبوك والجوف والقريات بعد النجاحات التي حققها خلال الفترة الماضية من خلال إجراء أكثر من 27 عملية قلب مفتوح تكللت جميعها بالنجاح، رغم حداثة إنشائه وهو ما تسعى إليه إدارته في رفع مستوى جودة العمل المقدم فيه. وأكد أن تجربة الطبيب الزائر حققت نجاحا بكل المقاييس وأن مدة التعاقد مع الأطباء تمتد لثلاثة أشهر في مستشفيات المنطقة مما مكن الشؤون الصحية من توطين المستقطبين منهم بعقود دائمة في مراحل أخرى بعد أن تأقلموا ووجدوا الراحة في أماكن وجودهم وعملهم. وحول شكوى أهالي طريف ورفحاء من عدم وجود جهاز متخصص لتفتيت الحصى، أكد الهبدان أن الجهاز المشار إليه موجود بمستشفى الأمير عبدالله بن مساعد بعرعر، وأن الحالات المستعجلة لا يمكن أن تمكث أكثر من يومين دون متابعة وضعها وإنهائها حتى لو كانت من خارج المدينة، وأرجع عدم وجود الجهاز بالمستشفى إلى تكلفته العالية البالغة 17 مليون ريال، فيما تكلف الصيانة الدورية وحدها 200 ألف ريال شهريا، إضافة إلى ضعف جدواه الاقتصادية لقلة حالات المرضى هناك.