أرجع المدرب المقدوني جوكيكا، عودته لتدريب فريق نجران الكروي الأول، لعلاقته المميزة برئيس النادي الحالي بجانب الحب الكبير الذي يحمله لجماهير النادي، كاشفاً في حواره مع "الوطن" أسباب رحيله عن الفريق الموسم قبل الماضي، مبديا رضاه التام عن تجربته مع التعاون وأنه غادره وهو "مرفوع الرأس". ووعد جوكيكا بإعادة نجران إلى وضعه السابق والمنافسة لحجز مقعد في البطولات الخارجية، بجانب تفاصيل كثيرة تتعلق برحلته التدريبية. كيف كانت تفاصيل عودتك لتدريب نجران مرة أخرى؟ عودتي تمت بمرونة كبيرة لأن علاقتي برئيس نجران الحالي هذيل شرمة، كانت وما زالت مميزة. كما أن عقدي مع التعاون كان لمدة سنة فقط، فترقب النجرانيون انتهاءه للتعاقد معي بداية الموسم الحالي، كما أن نتائج التعاون لم تكن جيدة، فتم إلغاء عقدي قبل 5 جولات من نهاية الموسم الماضي، ما سهل عودتي لنجران بعد أن طلبت مني الإدارة ذلك. ما أسباب عدم نجاحك مع التعاون؟ المشاكل في التعاون بدأت قبل انطلاق الموسم، فجميع الفرق في الموسم الماضي أقامت معسكرات خارجية قبل بداية الموسم، فيما بقي التعاون وحده في السعودية، حيث لم نلعب سوى مباراة ودية وحيدة أمام الهلال، علما أن الفريق ضم لاعبين جددا وبدأنا نصنع في فريق جديد وحتى نهاية الدور بدا الفريق في تطور، وحققنا انتصاراً رائعاً أمام الأهلي وتعادلنا مع النصر والاتفاق، وفي فترة التوقف الشتوية جلب للفريق لاعبون جدد مما يعني أنني كنت مطالباً بصناعة الفريق من جديد، فأقمنا معسكراً خارجياً في دبي، وكأن الموسم سيبدأ من جديد.. النتائج لم تكن سيئة لدرجة كبيرة. وماذا كسبت من هذه التجربة؟ كسبت محبة الناس والتعرف على أشخاص رائعين وجماهير تعشق ناديها بجنون، تجربة التعاون كانت جيدة إلى حد كبير غاب عنها التوفيق، وباختصار تركت النادي مرفوع الرأس. كيف رأيت نجران في لقاءيه السابقين أمام النصر والرائد؟ وضع الفريق مطمئن جداً والانسجام يظهر من مباراة لأخرى، وقفنا على إمكانات اللاعبين وتبقت مسألة التوظيف الجيد لها، وسوف ترون فريقاً مختلفاً بداية من مباراة اليوم أمام التعاون، فنحن لعبنا مباراتين فقط وحققنا منهما 3 نقاط، فأمام النصر قدمنا مباراة ممتازة وكنا الأكثر استحواذاً على الكرة إلا أن خطأ تحكيمياًّ فادحاً ألغى لنا هدفاً صحيحاً كان كفيلاً بتغيير النتيجة. وأمام الرائد طبق اللاعبون ما هو مطلوب منهم داخل الملعب ففزنا دون أن نحقق المستوى المأمول. ماذا عن أجانب الفريق وهل حضروا وفقا لاستشارتك؟ طرحت الإدارة عليّ عددا من الأسماء الأجنبية والمحلية وتم اختيارهم بعناية، فالأردني مصعب اللحام، لاعب مهاري وسريع يجيد صناعة اللعب والتسديد وخلق الفرص، والبرازيلي جاديسون، مهاجم خطر وهداف لكنه الآن يمر بحالة نفسية، خاصة بعد إلغاء عقد زميله الذي حضر معه للفريق، لاعب المحور أوليفيرا، كما أنه ما زال ينتظر وصول عائلته، وأنا متأكد بأنه سيصبح علامة فارقة في الدوري السعودي، وكل ما يحتاجه المزيد من الصبر لكي يتأقلم على الأجواء هنا في السعودية. أما النيجيري وحيد أوسيني فهو لاعب قوي يجيد اللعب في أكثر من مركز، وهو ما أحتاجه بالتأكيد. ما طموحكم هذا الموسم؟ الموسم الماضي كان الفريق قريباً جداً من تفجير مفاجأة في البطولة الخليجية لولا نقص خبرة بعض اللاعبين، وفي هذا الموسم لن يقف طموح نجران عند الهروب من المناطق الخلفية في الدوري، بل سننافس للمشاركة في كأس الأبطال وحجز مقعد جديد في إحدى المشاركات الخارجية. ماذا يعني لك تعاقب 4 مدربين على الفريق في موسم واحد كنت آخرهم؟ كانت مجازفة لكن ربما تكون هناك عوامل أدت إلى ذلك، لا أريد الحديث عن الماضي، وأود أن أبدأ من جديد وأحاول مساعدة نفسي أولاً ومساعدة اللاعبين لإخراج أفضل ما لديهم. حققت مع نجران نهاية الموسم نقطة واحدة من 5 مباريات؟ عندما استلمت الفريق كانت الفترة ضيقة وطريقة عملي كانت جديدة كون معظم اللاعبين جددا على الفريق ولم أكن أعرفهم وهناك بعض اللاعبين لم يكونوا مقتنعين بطريقة الانضباطية والجدية في التمارين، وهذا ربما يكون السبب. هل كان معسكر تركيا مفيدا للفريق؟ ناجح بكل المقاييس، حيث حققنا ما كنا نطمح إليه، جربنا عددا من اللاعبين وتم التعاقد مع الأبرز منهم بداية من معسكر جدة وختاما بمعسكر تركيا، كما أن هناك اختلافا كبيرا بين اللاعبين الموجودين الآن ولاعبي الموسم الماضي ممن كانت لهم أسماء معروفة وخبرة كبيرة والرغبة في ترك بصمة قوية لهم في الدوري. هل افتقد الفريق للقائد صاحب العبدالله ومحمود معاذ؟ بصراحة نعم، فصاحب كان نموذجاً للقائد المميز داخل الملعب وخارجه، وكان منضبطاً وجدياً في أداء التمارين، ويعجبني كثيراً باحترافيته وهو من قضى وقتاً طويلاً في النادي الأهلي وحتى الآن لا أعرف سبب رحيله، أما محمود معاذ فهو مدافع صلب ويملك خبرة جيدة وأتمنى لهما التوفيق. رحلت عن نجران من الباب الخلفي وعدت إليه من الباب الرئيسي؟ عندما رحلت كنت مستاء جداً فالناس لا يعرفون السبب الحقيقي وراء رحيلي، ونظروا إليه من زاوية خاصة بهم، وتمنيت أن يأتي أي منهم ويضع نفسه في مكاني ويعيش نفس الأجواء والظروف التي عشتها سابقاً في نجران، فأنا المتغرب عن بلدي البعيد عن عائلتي كنت انتظر 5 أشهر لكي أستلم أجري وأسرتي تنتظر أن أرسل لهم المال لكي يواجهون مصاريف الحياة. ولكن رغم كل الظروف المالية التي تعرضت لها في نجران أكملت الموسم بشكل جيد وحققت 30 نقطة كأفضل النتائج التي حققها الفريق منذ عدة مواسم، وبعد آخر مباراة أمام الأنصار غادر جميع الأجانب إلى بلدانهم بينما انتظرنا نحن أجانب نجران، 3 أسابيع للتوصل إلى حقوقنا، ولم تكن هناك جدية في كلام الإدارة السابقة ورحيلي كان ردة فعل عادية. أتمنى من الإدارة الحالية ألاّ تقع بنفس خطأ السنة الأولى لنا هنا، فأنا إلى الآن لم أستلم أي شيء من نجران وسأصبر حباً في الإدارة والجماهير وسأقدم كل ما لدي. هل توقعت أن تستقبلك الجماهير بالورود عند عودتك؟ ربما لن يصدقني البعض إذا ما قلت إن ما جعلني أوافق على العودة لنجران هي تلك الجماهير، إضافة إلى رئيس النادي، ففي الموسم الماضي عندما كنت مدرباً للتعاون وواجهنا نجران في نجران ورغم الأجواء المشحونة، تفاجأت بالحب الكبير والاستقبال الرائع من الجماهير النجرانية، سواء في المطار أو في الملعب، لدرجة أنهم قدموا لي هدية غالية جداً عبارة عن قميص مكتوب عليه "لن ننساك". ما سر بقاء أكثر من 6 حراس مرمى في الفريق؟ يضم الفريق حاليا كلاًّ من الصيعري، والحداد، وماجد بخيت، والعامري، ومصطفى المعيلو، وآخرين يخضعون للتجربة بحاجة لوقت كافٍ للحكم عليهم بدقة. حارس المرمى يمثل نصف الفريق ولا بد من تأمين موقعه بحارس متمكن، ومن الطبيعي أن يرحل بعضهم، إذا لا يوجد نادٍ يضم في صفوفه 6 حراس. هناك مطالبات جماهيرية بعودة بعض اللاعبين للتشكيلة الأساسية؟ لا أقبل أن يفرض عليّ أي شخص مهما كان اسماً معيناً، وسيلعب فقط اللاعب الجاهز والمنضبط ممن أرى فيه القدرة على خدمة الفريق، فهناك لاعبون جيدون ولكنني لا أحتاجهم سوى في مباريات معينة أرى أنهم سيقدمون فيها بشكل جيد والعكس تماماً، على سبيل المثال حمد الربيعي، لاعب جيد ويملك قدماً رائعة وتمريرات حاسمة وقدم أمام الرائد مستوى جيداً بعد مشاركته أفضل مما قدمه أمام النصر. هل تعتقد أن ما قدمته حتى الآن مرضٍ لك ولجماهير نجران؟ بالنسبة لي أنا راضٍ تماماً عن عملي حتى الآن سواء في مواسم سابقة أو هذا الموسم في فترة الإعداد وفي اللقاءين السابقين وفق ما توفر لي من إمكانات، ولكن طموحي أكبر بكثير وسأجتهد وأعمل لتحقيق ما يرضيني، وبعد ذلك جمهور نجران الذي أعلم أنه لن ترضيه سوى الانتصارات وهذا حق مشروع، وهي فرصة لأطلب منهم الصبر على الإدارة واللاعبين وعدم الاستعجال في إطلاق الأحكام لأنها ربما تأثر عليهم نفسياً، أيضاً شكري الجزيل لرئيس النادي هذيل شرمة، فهو رجل مثابر وطموح ويحتاج للوقوف بجانبه من قبل أعضاء الشرف والجماهير، وكذلك للمشرف على الفريق تركي آل حيدر، لما يقدمه من مجهودات كبيرة من أجل تيسير أمور الفريق وإخراجه من بعض الأزمات.