لم يتعلم التعاون الدرس جيداً، فبعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى برفقة الأنصار قبل موسمين، عاد التعاون في الموسم المنصرم إلى تكرار السيناريو القديم، إذ حل في المركز الثاني عشر على مقربة من الهابطين الوحدة وهجر، الوحدة ودع الدوري وهو يبتسم على النعش بكل هدوء، أما هجر فحلّت معه عاصفة من الاعتراضات والتظلّم يصاحبها إجماع إعلامي بأنه ظلم من قبل الحكام، في المقابل لم يتحدث أي شخص من الوسط الرياضي عن أحقية بقاء التعاون من عدمه. قبل بداية الموسم قدم رئيس التعاون محمد السراح استقالته من على الكرسي الساخن ليتفرغ لأعماله الخاصة إلى جانب عضويته في الاتحاد السعودي وهو ما شرع للمجلس التنفيذي لسكري القصيم بافتتاح أبواب الترشح لرئاسة النادي وهو ما حصل بتقدم خريف الخريف وعمر الربدي وعبدالله العريفي، الثلاثة حاولوا دخول الفريق الأصفر من الباب الكبير، إلا أنهم انسحبوا دفعة واحدة حين تقدم الأمير عبدالله بن سعد للرئاسة، والذي وعد رجالات النادي بالدعم المادي الكبير وجلب صفقات مميزة بالإضافة إلى العديد من الجوانب التطويرية التي تجعل الفريق تقدم إلى المراكز العليا، إلا أن عبدالله بن سعد لم يدر بخلده أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد حسمت قرارها رفض توليه المنصب والسبب يعود لعدم تواجده الدائم في بريدة. لم يمض وقت طويل حتى حسمت الرئاسة العامة رئيس النادي، إذ تم اختيار الشاب محمد القاسم، الذي فوجئ بأول أزمة حقيقية تتمثل في تعثر إقامة معسكر خارجي بسبب مشكلة التأشيرة الخاصة بالمدرب المقدوني جوكيكا، الذي سيبق له تدريب نجران الموسم الماضي، فيما رفضت الإدارة النجرانية تسليم الأوراق الخاصة به لإدارة التعاون بحجة أن المدرب ذهب ولم يبلغ الإدارة مما جعل القاسم يقدم شكوى للرئيس العام لرعاية الشباب حتى ينظر في أمر المدرب وهو ماتحقق بعد مضي شهرين وكانت بداية الموسم قد اقتربت مما حال دون إقامة معسكر خارجي واكتفى التعاون بمعسكر داخلي فشل لاحقاً بحكم النتائج المخيبة. بدأ التعاون موسمه في الدوري بمواجهة الفيصلي القادم من حرمة، وفاز بهدف الشاب أحمد مفلح إلى جانب هدف عكسي وانتهى اللقاء بهدفين نظيفين، ما جعل الجميع في النادي يتفاءل ببداية رائعة مع جوكيكا الخبير، بعدها وقبل مباراة الأهلي في شهر رمضان الكريم، تلقى التعاونيون خبراً سيئاً وحزيناً للغاية بوفاة لاعب الفريق المدافع ناصر البيشي قبل المباراة ب24 ساعة، ودخل اللاعبون في نوبة بكاء وأعضاء الفريق بحالة من الضغط النفسي وسط مطالبات جماهيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإيقاف المباراة وهو ماحدث فعلاً إضافةً إلى إقامة مراسم العزاء مع تكفل الإدارة بديون اللاعب المرحوم في لفتة إنسانية رائعة. بعد عيد الفطر المبارك لم تستطع قافلة التعاون من السير على طريق الفوز، فقد تلقى الفريق خسائر متتالية جعلت الأوراق ضائعة والعقول حائرة، خسائر من الاتفاق والنصر والرائد والفتح ثم الشعلة، كانت تشبه الأحكام القاسية في عالم كرة القدم، قبل أن يتدارك الفريق وضعه واستطاع التعادل أمام نجران ثم الاتحاد بثلاثة أهداف قبل الخسارة من الشباب وفك النحس أمام هجر بهدف محمد الراشد الذي عاد لاحقاً لمنزله القديم الاتفاق. ومع أن الأمور كانت تسير بشكل جيد إلا أن الأزمة المادية الخانقة التي عصفت بالنادي جعلت القاسم يطالب بحقوق فريقه التي تأخرت كثيراً عقب المرحلة الانتقالية الإدارية بعد رحيل محمد السراح ولم تتم التصفية المادية عبر عمليتي التسليم والاستلام بشكل سلس ما جعل الفريق يدخل في طريق معالمه غير واضحة أثرت على الاستقرار الإداري. شارك الفريق في بطولة كأس ولي العهد وخرج من النصر بأربعة أهداف لهدفين، وكانت جماهير سكري القصيم تأمل في تجاوز فريقها دور الستة عشر، فمنذ عام 2000 لم يستطع التعاون اجتياز ال16 بينما شهد عام 99 تغلب التعاون على الطائي بركلات الترجيح قبل أن يخرجه الهلال. عاد الفريق مجدداً لبطولة الدوري، والنقاط لا تكفيه لبلوغ هدف البقاء في الأضواء، إذ خسر التعاون من الهلال برباعية قاسية قبل أن يواجه النادي الأهلي الذي كان يمرّ بمرحلة غير جيدة نظراً لخسارته بطولة آسيا ضد الكوري أولسان، وحدثت المفاجأة وفاز التعاون بهدفي علاء ريشاني والحاج بوقاش وهو ما جعل الأنفس تبدو فرحة والجميع يشيد بالانتصار الرائع العظيم على الفريق الأخضر. مجدداً التعاون يخسر مطلع الدوري الثاني من الفيصلي وسط حالة كبيرة من الاحتجاجات التعاونية على سوء التحكيم فيما لعب بعدها مباراتين ضد كل من الأهلي والاتفاق، ورفعت الإدارة برقية عاجلة إلى الأمير نواف بن فيصل مضمّنين فيها شكوى على التحكيم، فما كان من نواف بن فيصل إلا أن استقبل القاسم وزملاءه في مجلس الإدارة وجلس معهم مشاهداً اللقطات التحكيمية التي سلبت التعاون حقه في كسب المباريات وأجبرت الفريق الأصفر على الخروج ونزف النقاط. بعد فترة توقف لمصلحة "الأخضر السعودي" الذي لعب في التصفيات الآسيوية، ودارت عجلة الدوري السعودي ولعب التعاون مباراة ضد نجران ودوّن حكم المباراة سامي النمري شهادةً تفيد أن حارس التعاون فهد الثنيان قد بصق عليه مما جعل لجنة الانضباط تتدخل وتوقف اللاعب مدة ستة شهور مع غرامة مادية تقدّر ب20 الف ريال، فيما اعتبر رئيس التعاون أن هذه العقوبة جرم، إذ قال: "لا توجد كاميرات أثبتت حالة اللاعب كما يقولون، بالإضافة إلى عدم رؤية مساعدي الحكم للحالة، وحارسنا مشهود له بحسن الخلق". ولم يقف الثنيان عند هذا الحد بل واصل ظهوره التلفزيوني وأمسك بالمصحف الكريم على الهواء مباشرة وحلف أنه لم يبصق على حكم المباراة، بعدها تعاطفت الجماهير مع الحارس مطالبين لجنة الانضباط بتعطيل القرار والسماح له بالعودة. وزامل المدافع يحيى مجرشي زميله الثنيان إذ تم ايقافه ثماني مباريات بعد أن كتب الحكم فهد المرداسي في تقريره إشارة لسوء سلوك اللاعب وهو ما جعل لجنة الانضباط توقف اللاعب، وحاولت إدارة التعاون استئناف قرارات الإيقاف ضد نجوم فريقها وكسبت القضيتين بالفعل بعد أن أخذت العديد من الاستشارات القانونية وأخذت العدالة مجراها. في تلك الأثناء أقالت الإدارة مدرب الفريق جوكيكا، واستعانت بالجزائري توفيق روابح قبل نهاية الموسم بخمس جولات فقد كانت ترغب إدارة التعاون الابتعاد عن الهبوط والبقاء في الأضواء بعد أن تلاعبت بها أمواج الهبوط في المواسم الماضية وكانت رحلة شاقة على المدرب الجزائري فقد واجه الشباب والاتحاد وخسر أمامهم، ولعب ثلاث مباريات ضد هجر والهلال والوحدة وانتهت جميعها بالتعادل وأبقت الفريق في الدوري الممتاز برصيد 19 نقطة. بعد أن انتهى الموسم، قدم القاسم استقالته رسمياً للرئاسة العامة للشباب بعد أن تم تكليفه، بعد أن انهالت على المجلس التنفيذي موجة عاصفة من الانتقادات والغضب بسبب سوء اختيار الأجانب في الفترة الشتوية، إذ كاد المحترفون أن يجعلوا من سكري القصيم ضيفاً على دوري "ركاء"، وسط مطالب جماهيرية بلاعبين مميزين، وتحقق لهم ذلك بعد التعاقد مع البرازيلي ريتشي لمدة ثلاث سنوات، وقدم ريتشي من نادي الوحدة، وسبق لصاحب ال30 عاماً القدوم لمنطقة ارتداء شعار النصر الذي تعاقد معه في الفترة الشتوية قبل موسمين، بينما تعتبر جماهير التعاون أن مثل هذه الصفقات النوعية فاتحة خير على الفريق الموسم المقبل. ويرى المشرف العام على كرة القدم بالنادي أحمد السكاكر أن أسباب الإخفاق الفريق في الموسم الماضي تنحصر في سوء الإعداد للفريق وتأخير حضور جوكيكا وقال: "حضر المدرب قبل أيام من بداية المعسكر الداخلي، فيما كان اللاعبون في أمسّ الحاجة لمدرب يعطيهم التكتيك والخطط المناسبة، لا أحد ينسى ماحدث بداية الموسم حين رفضت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تولية الأمير عبدالله بن سعد رئاسة الفريق وحضر رئيس النادي الحالي قبل 10 أيام من بداية الموسم.. كيف نستعد؟". وعاد السكاكر ليروي معاناة الفريق إذ قال: "الحظ لم يكن معنا أبداً إذ كنا نلعب بشكل جيد وفي كل مرة نخسر بسبب سوء الطالع، كان لدينا جوكيكا ورحل والآن حضر مدرب جزائري جيد يدعى توفيق روابح والأخير يسعى لتصعيد عدد من الشباب". ووعد السكاكر الجماهير التعاونية بالخير الكثير بعد أن لمس من المجلس التنفيذي تحركات كبيرة من أجل تجهيز الفريق الموسم المقبل بعمل مؤسساتي منظم، ضارباً بالموسم الماضي عرض الحائط ورافعاً شعار الفريق الأصفر مكتوب عليه (لن نخسر).