أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين، في محافظة المفرق، على ضرورة بذل المزيد من الجهود لوقف العنف في سورية. وقال كاميرون في بيان صدر عن مكتبه بلندن أمس: "أستمع هنا في الأردن لقصص مروعة عما حدث داخل سورية، لذلك فإن من أول الأشياء التي أريد أن اتحدث بها إلى الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما هو كيف يجب علينا أن نبذل المزيد من الجهود لمحاولة حل هذه الأزمة". وفور وصوله مخيم الزعتري توجه كاميرون إلى مكتب تابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالمخيم قبل أن يقوم بجولة مشيا على الأقدام على طريق ترابي بين الخيام. وتبادل كاميرن أطراف الحديث مع عدد من اللاجئين، بينما كان عدد من الأطفال يلعبون كرة القدم بحماس شديد. وزار كاميرون إحدى المدارس التي تديرها الأممالمتحدة في المخيم. ووفقا لبيان صادر عن السفارة البريطانية في عمان، فقد بحث كاميرون مع العاهل الأردني عبدالله الثاني "الوضع في سورية، حيث بدا الطرفان متفقين على أهمية وقف العنف والحاجة الماسة لاتفاق على انتقال سياسي يحقق السلام". وأعلن كاميرون عن "تبرع جديد لدعم جهود المنظمات الإنسانية مقداره 14 مليون جنيه إسترليني (نحو 22.4 مليون دولار). وقال حيان جبر (26 عاما) من درعا، وهو أستاذ رياضيات في المدرسة التي زارها كاميرون "حقيقة لا نأبه لأي زيارة من المسؤولين أيا كانوا، فزياراتهم لا تغير شيئا". وأضاف "كثير من المسؤولين زارونا مرارا، واضطلعوا على الوضع هنا، لكن لم نحصل على شيء". وأشار إلى أنه "لا يتوفر بالمدرسة لا أقلام ولا دفاتر ولا حتى كتب، بعض الطلاب حصلوا على بعض الكتب، لكن كثيرا منهم لم يحصلوا على شيء كطلاب المرحلة الابتدائية". أما أم محمد (29 عاما) وهي معلمة متطوعة، فقالت: "يعدوننا بتوفير ما نحتاج للمدرسة وما نحتاج للمخيم وجميعها وعود بالهواء كوعدهم لنا بإسقاط الرئيس بشار الأسد". وفي لندن أعلن مكتب كاميرون أن بريطانيا ستباشر محادثات مع مجموعات من المعارضة المسلحة السورية سعيا لوضع حد للعنف. وأضافت رئاسة الوزراء أن الحكومة سمحت لمسؤولين بإجراء اتصالات مع ممثلين عسكريين عن مجموعات من المعارضة المسلحة رغم أن مصادر في الحكومة شددت على أن المبادرة لا تنص على تسليح هذه المجموعات، بل على فتح حوار سياسي بهدف توحيد المعارضة، ووقف إراقة الدماء. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن وزير الخارجية وليام هيج أعطى الضوء الأخضر لمبعوثه الخاص لدى المعارضة السورية جون ويلكس؛ لتنظيم هذه اللقاءات مع المعارضة السورية المسلحة في بلد ثالث.